تعيش فرنسا الآن أزمة حقيقية بعد اعتداء نيس الأخير، وهذا يعني تغلغل داعش داخلها والأسباب كثيرة تتطلب تكاتفاً دولياً للقضاء على الهجمات المستقبلية لا سمح الله. الدولة الإسلامية تتمدد في كل العالم في أوروبا وإفريقيا وآسيا وبكل تأكيد ليست هي جغرافيا بل فكر وثقافة وليدة فهم خاطئ للنصوص الدينية، فلم يعد النحر والتفجير الانتحاري إحدى علامات داعش، بل أصبح القتل لديهم أشكالا وألوانا ولا يخطر على قلب بشر، وخير شاهد اعتداء نيس الدموي بشاحنة مستأجرة تم مداهمة جمع غفير من الأطفال والرجال والنساء والشيوخ في العيد الوطني تم تنفيذ قتل جماعي تقشعر له الأبدان وراح ضحية هذا الاعتداء ما لا يقل عن 84 شخصا قتلوا وأصيب 50 آخرون بإصابات بليغة. الاعتداء الأخير هو الثالث الذي يهز فرنسا منذ سنة ونصف السنة، وله تأثير كبير على الصعيد السياحي والاقتصادي والثقافي وعلى النظرة للمسلمين المقيمين بالداخل. ومهما اتخذت الحكومة الفرنسية من إجراءات، فإنها ستكون بحاجة إلى مساعدة جمعيات وتجمعات المسلمين وممثليهم من هيئات في عموم الدولة. يعتير الإسلام الديانة الثانية في فرنسا بعد المسيحية ويبلغ عدد المسلمين أكثر من 5 ملايين ولهم تأثير واضح في الانتخابات البلدية والبرلمانية، وفقا لدراسة المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية INED فإن الغالبية الساحقة من مسلمي فرنسا هم من دول المغرب العربي ونسبتهم 82% من مجمل مسلمي فرنسا. (43.2% من الجزائر، 27.5% من المغرب و11.4% من تونس). الخطاب المتشدد ربما يكون الطفرة الجينية التي ظهرت منها داعش ولا يكفي الشجب والاستنكار في كل تفجير هنا وهناك، على العلماء بمختلف توجهاتهم الدينية والفكرية الوقوف وقفة جادة لمحاربة هذا الفكر الذي لا يرعى حرمة للدين ولا للإنسانية، أصبح العالم الآن تحت مرمى هؤلاء المجرمين القتلة ولن ينتهي خطرهم إلا بالقضاء على هذا الفكر الدموي.
مشاركة :