يعرف أفلاطون الجمال على أنه تجلي للحقيقة ، بمعني تفسيراته للجمال تنتهي إلى التوحيد بينه وبين المثال العقلي الذي يتجلى في التناسب والإئتلاف الهندسي ويعرفه بأنه إنما يوجد في النظام والتناسب وفي كل ما يخضع للعد والقياس ، أما ادموند بيرك؛ فالجمال عنده هو النظام والضالة والرقة والتنوع المفرح اختفاء القوة , التدرج بين الأشياء ونعومة المظهر ووضوح اللون براقاً دون أن يكون خافتاً، أما هيغل فيرى أن الجمال الفني هو اسمي من الجمال الطبيعي لأنه نتاج فكر، أما أبو حامد الغزالي فيرى أن الجمال ينقسم إلى قسمين إلى جمال الصورة الظاهرة المدركة بعين الرأس , وإلى جمال الصورة الباطنية المدركة بعين القلب و نور البصيرة اما جمالية الصورة السينمائية تجتمع فيها مجموعة من العوامل المكان والزمان والمونتاج حركة وعمق الكاميرا وأن عملية نجاح التقاط الصورة السينمائية تكمن في توفير الجمالية والوظيفية وجمالية الشخصيات من حيث استعمال اللغة ، وطريقة إستخدام الوجه والملامح وطريقة الجلوس وجمالية اللباس والألوان حيث أن جمالية الألوان لها علاقة في تجسيد البعد السوسيوثقافي وعلية لا يمكن أن تبني الصورة السينمائية بعيداً عن الموضوعات الثقافية التي تنتجها الممارسة الإنسانية وبعيداً أيضا عن النماذج الإجتماعية المرتبطة بها لأن الخطاب السينمائي يشكل اليوم سلطة تثيرنا وتثير قيمنا وأذواقنا واختياراتنا وهنا مكمن خطورة الخطاب السينمائي يستعمل اللغة والموسيقى واللون والإيقاع والصورة لمداعبة خيال المتلقي ، والتأثير عليه لإقتناء المنتوج وترسيخ سلوكيات ما لقد أصبح الفيلم حسب النظرية النقدية الأمريكية المعاصرة خطابا يوازي الخطاب الأدبي بنوعيه ، بل أقوى شعبية و أكثر عمقاً ، حيث يستخدم عدة شفرات و أنظمة علاماتية: اللّغة و الصوت و الملابس و الديكور و الاكسسوار و الإضاءة و المونتاج و الماكياج و المؤثرات مثل الموسيقى التصويرية وهناك من يعتبرها أداة للتثقيف و التربية و الدعاية. و صنف آخر يعتقد أن السينما، باعتبارها تجليا للحداثة ، تشكل عنصراً، لا يمكن الإستغناء عنه ، في كل نسق أو مشروع ثقافي في الزمن المعاصر وعلية فإن دلالة الخطاب السينمائي في بعض الأفلام يعمل على إعادة إنتاج صور تقليدية اختزالية للرجل والمرأة ، و ذلك بربط الأول بمواصفات الذكورة والثانية بنعوت الأنوثة، وهذه الثنائية تعتمد على الفصل بين القوة والضعف ، بين امتلاك العقلانية والتقنية وامتلاك الجسد والعواطف ، و يورد سعيد توفيق في كتاب ثقافتنا في مواجهة العصر ما وصلت إليه تأثيرات الصورة: -تأنيث العلامات الاجتماعية في اللباس و اللغة و لغة الجسد حتى لقد أصبحت صورة التأنث أو التخنث بارزة على الذكورة مثلما هي عند النساء. -ثقافة الصورة تركز بإستمرار على العري و ليس اللباس ، حيث صار العري لغة ذات شحنة دلالية وتسويقية عالية جداً، و صار الجسد المؤنث يتعرى بمزيد من التعرية وتزداد الأجزاء المكشوفة و التي يجري التركيز على كشفها في كل صورة . هنا تكمن خطورة الخطاب السينمائي ...وللحديث بقية .
مشاركة :