صراحة وكالات : قال مسؤولون إن انتحاريين استهدفا مظاهرة كبيرة لأقلية الهزارة بالعاصمة الأفغانية كابول يوم السبت مما أسفر عن سقوط 61 قتيلا على الأقل وإصابة 207 آخرين. وأظهرت لقطات تلفزيونية العديد من الجثث في موقع الانفجار قرب المكان الذي كان يتظاهر فيه الآلاف احتجاجا على مسار خط للكهرباء يتكلف ملايين الدولارات. وقالت وكالة أعماق للأنباء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية إن التنظيم أعلن يوم السبت مسؤوليته عن الهجوم. وأضافت مقاتلان من الدولة الإسلامية يفجران حزاميهما الناسفين على تجمع للشيعة في منطقة دهمزتك بمدينة كابول في أفغانستان. ومن جانبها نفت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسمها في بيان إن الحركة لم تشارك بأي صورة من الصور في هذا الهجوم المأساوي وأضاف أن دوائر معادية هي التي نفذته. وقال محمد إسماعيل كاووسي المتحدث باسم الوزارة إن القتلى والمصابين نقلوا إلى مستشفيات قريبة. وكان أغلب وسط كابول مغلقا بحواجز أمنية مع بدء المسيرة في وقت سابق يوم السبت وكانت الإجراءات الأمنية مشددة وحلقت طائرات هليكوبتر فوق المكان. وجاءت الانفجارات بعد نحو ثلاثة أسابيع من مقتل العشرات في تفجير انتحاري استهدف دفعة تخرج متطوعين في الشرطة وأعلنت طالبان مسؤوليتها عنه. وقال الرئيس أشرف عبد الغني في بيان اندس الإرهابيون الانتهازيون وسط المتظاهرين وفجروا قنابل وقتلوا وأصابوا عددا من أبناء وطننا من بينهم أفراد من الأمن والدفاع. ويطالب المتظاهرون بإعادة رسم مسار خط للكهرباء يمتد من تركمانستان إلى كابول بحيث يمر بإقليمين بهما عدد كبير من أبناء الهزارة وهو خيار تقول الحكومة إنه سيتكلف الملايين ويؤخر المشروع لسنين. وتشير التقديرات إلى أن أبناء الهزارة الذين يتحدثون الفارسية وأغلبهم من الشيعة يشكلون حوالي تسعة في المئة من سكان أفغانستان وهم ثالث أكبر أقلية فيها لكنهم يعانون منذ فترة طويلة من التمييز ولقي الآلاف منهم حتفهم أثناء حكم طالبان. وشكل الاحتجاج ضغطا على الرئيس أشرف عبد الغني الذي يواجه معارضة متزايدة من داخل الحكومة وخارجها وخاصة وأنه يجئ من مجموعة يشغل بعض زعمائها مناصب في حكومة الوحدة الوطنية. كما تخاطر الاحتجاجات أيضا بتصعيد التوترات العرقية مع مجموعات أخرى وأقاليم تقول الحكومة إنها ستضطر للانتظار لمدة تصل إلى ثلاث سنوات لتصلها الكهرباء إذا تقرر تغيير مسار الخط. والخط المزمع أن يؤمن موارد الكهرباء لعشرة أقاليم هو جزء من مشروع يدعمه البنك الآسيوي للتنمية ويهدف لربط دول آسيا الوسطى الغنية بموارد الطاقة بأفغانستان وباكستان. ويريد الهزارة أن يمر الخط بمنطقتهم لضمان حصولهم على الكهرباء. وتقول الحكومة إن المشروع يضمن بالفعل توفير قدر واف من الكهرباء لإقليمي باميان ووردك إلى الغرب من كابول حيث يعيش عدد كبير من أبناء الهزارة وتنفي الاتهامات بأن هناك تمييزا ضد الهزارة.
مشاركة :