كعادة الأيام بمهرجان جرش للثقافة والفنون، تكون استثنائيةً دائماً، ولكن الدورة الحادية والثلاثين لهذا العام، كانت استثنائية بشكل مختلف، فالأردن يحارب الإرهاب والحزن، بالفرح والغناء والموسيقى والشعر، وكذلك كان ثاني أيام المهرجان بدورته الجديدة، فكأن "جرش" يخيط جراحنا، ويهدهد على أكتافنا حتى يخفف علينا الحزن. وكان نجوم اليوم الثاني من المهرجان، هم من أخذوا على عاتقهم رسم الضحك والإبتسام على وجوهنا، فكانت نجمة برنامج المواهب "ذا فويس" الفنانة الأردنية نداء شرار، فاتحة المساء، وفاكهة المهرجان على المسرح الجنوبي. شرارة.. ولقائها الأول مع "جرش".. ربما لم تحلم بيوم من الأيام أن تقف على مسرح ضمّ العديد من النجوم التي أضائت سماء الفن في العالم العربي، لكن حلمها تحقق فعلاً، وبدا ذلك واضحاً على وجهها الذي رسم عالماً من الإندهاش والذهول لوقفتها الأولى على المسرح الجنوبي ضمن فعاليات المهرجان. لم تبخل نداء شرارة على جمهورها بصوتها، فوزعت الكثير من الطرب على المدرجات، وأعادت الجمهور إلى أم كلثوم ووردة وغيرهم من عمالقة الطرب والغناء، كما أنها لم تبخل أيضاً بتقديم جديدها للجمهور الذي كان سعيداً بوجودها، وفخوراً بابنة بلده التي أصبحت نجمة تحمل اسم بلدها. واستهلت شرارة ليلتها متلحفة بالعلم الأردني، ودخلت على أنغام إحدى أولى أغانيها "أنا أردنية"، التي عبرت عن فخرها بكونها ابنة الأردن. بعد أولى أغانيها، عادت النجمة الأردنية إلى الأغاني الطربية، التي عرفها الناس من خلالها، فغنت "فات الميعاد" لكوكب الشرق أم كلثوم، أولى الأغاني التي أدتها على مسرح "ذا فويس"، ثم تبعتها بأغنية الفنانة أصالة "بتعرف حبيبي". وطلبت شرارة الدعم من جمهورها الذي أحبها وصوت لها بأغنيتها الجديدة "سهرانة"، التي أثبت من خلالها استمرارها على اللون الطربي، وأنها ستتابع تقديمها الأغاني التي تستحق الإعجاب، وتحترم المتلقي. وتكريماً للفنانة التونسية الراحلة "ذكرى"، أهدتها شرارة موال وأغنية "قالوا حبيبك مسافر" للفنانة الراحلة، والتي أثبت من خلالها مرة أخرى قدراتها الصوتية، وحرفيتها العالية بأداء هذا النوع الصعب من الغناء. وأعادت نجمة "ذا فويس" جمهور جرش مرة أخرى إلى اللون الطربي، فأدت أغنية الراحلة العظيمة وردة "إسمعوني"، التي أشعلت كل من هو متواجد بمدرجات "الجنوبي"، وأجبرت الجماهير على التمايل طرباً وسلطنة على أنغامها وصوتها. وختمت نجمة برنامج "ذا فويس" الأردنية نداء شرارة حفلها بأغنية الفنان الكويتي عبد الله رويشد "أنا مو ولهان"، حيث ودّعت جمهورها بعدها، بتجربتها الأولى على مسارح الكبار. نداء شرارة.. الفنانة المتواضعة.. استطاعت نداء شرارة أن تزيد إعجاب الجماهير بها، وأكدت أنها لم تخيب ظنهم حين اختاروها الصوت الأجمل، فأبدت جوانب متواضعة جداً من شخصيتها، وتعاملت مع الجهور بشكل بعيد تماماً عن الغرور الذي يصيب الفنانين عادة. كواليس.. بدا واضحاً جداً على الفنانة نداء شرارة عدم خبرتها بالتعامل مع الحفلات المباشرة وأمام جمهور كبير مثل جمهور جرش، فارتكبت عدة أخطاء بالتواصل مع الموسيقيين والكورال. بشكل مفاجئ، قطع التيار الكهربائي بنتتصف غناءها لرائعة وردة "اسمعوني"، لكنها تداركت الموقف بمزاحها قائلة للجمهور "هيك بنرد العين عنا". كان هناك حضور لافت لوالدة جلالة الملكة رانيا العبد الله، وللسفيرة التونسية بالأردن، حيث حيتهم شرارة بشكل خاص، وصعدت السفيرة التونسية على المسرح لتهنئها بشكل شخصي.