وفي هذا الشأن أوصى معاليه الدعاة إلى الله الإكثار مما يقوي الإيمان في دعوتنا ، في كلماتنا لخاصتنا وللعامة ، الإكثار مما يقوي الإيمان حتى إذا وجدت مخالفات فإن تقوية الإيمان تُرجع صاحبه أو صاحبته إلى مقتضاه ولو خالف ، ولكن الأفكار المختلفة تضيع وتذهب ، وأعظم الإيمان التوحيد ، توحيد الله، الإيمان بالله ، ثم مقتضيات الإيمان الأخرى ، قد ترى في مستقبل الأيام مزيداً من الهجوم ، والتفنيد على الدعوة الإصلاحية دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ــ رحمه الله ــ التي لو عقل الناس لم يكونوا إلا أوفياء معها ، ولكن الوفاء في هذا الزمن قليل في ما يخص المرء في نفسه ، وكيف يدرك الوفاء لهذه الدعوة العظيمة وتأثيرها على هذا الوطن الكبير، قد تجد الكثير من الهجوم عليها ، وقد تجد الكثير من تناول بعض الأمور فيها أو بعض المسائل فيها ، والغرض من ذلك هو إضعاف الصلة بها .. المهم ألا تخطئ في المنهج وسنة الله ماضية ، تدور مابين مد وجزر ولهذا لا بد أن نعظم تكرار بيان وفضل هذه الدعوة وما دلت الناس عليه وإفراد هذا التفضيل في دعوة الناس إلى توحيد الربوبية ، توحيد الإلوهية ، توحيد الأسماء والصفات ، توحيد الربوبية الدعوة إلى الله ، القرآن كله دعوة إلى الربوبية ، إلى توحيد الربوبية إما بالمطابقة وإما بالتضمن ، وإما بالالتزام ، كله لا تخلوا آية إلا وهي دعوة إلى توحيد الله ــ جل وعلا ـ في ربوبيته إما بالمطابقة ، وإما بالالتزام ، فآيات التوحيد دالة على الربوبية ، توحيد بذكر أسماء الله الحسنى هذا مهم جداً أن يذكر الناس ، وهذا يعطي اليقين في القلب ، والإيمان ويُضعف مسائل الإلحاد والتشكيك. وأردف معاليه يقول : إن طالب العلم والداعية يصاب بالملل ، والنبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــ قال كما في الصحيح : ( إن الله لا يمل حتى تملوا )، وقال ـــ جل وعلا ــ في ذكر سبأ في سورة سبأ :{ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} ، فالملل أصاب بني إسرائيل فجاءت العقوبة ، الملل يكون تارة ، ملل من المنهج ، ملل من التوحيد ، ملل من السنة ، ملل من ذكر الأصول ، يأتي الشيطان ويجعل أن التجديد ، ذكر موضوعات جديدة أنه فيه جدة لكن الحيلة النفسية أنه أصاب الإنسان الملل في التكرار من ذلك ، لماذا القرآن مثاني تقشعر منه ، لماذا ؟ متكرر ، التكرار مقصود لأن فيه التأكيد ثم التأكيد لذلك لا نمل من الدعوة لأنواع التوحيد ، ولا ذكر أفراده ، وما اشتملت عليه الدعوة الإصلاحية من حق لأن فيه إرجاع الناس للأساس . وأكد معاليه أن اليوم هناك هجمة قوية، ولكن المراغمة والمدافعة واجبة على المنهاج وليس بشطط أو بخروج عنه ، لأن الأمر كما قال الله جل وعلا ــ : { ولا يستخفنك الذين لا يوقنون }، يعني لا يحملنا تصرف الذين لا يوقنون، بأن نخرج عن الحكمة والصراط السوي ، الأمر الأخر أن سنة المراغمة هذه سنة ماضية لابد من المراغمة ، معنى أن هناك عدو يريد أن يستأصل ما أنت عليه من الدين وما أنت عليه من الاجتماع ، وما أنت عليه من المنهج ، وما أنت عليه من الخير، ويسلك لهذا طرقًا متعددة، ويسلك لهذا أساليب مختلفة، ولكن لا بد من المدافعة ، ولابد من المراغمة ، المراغمة معناها الصبر على المواجهة مع ثبات القلب، وحكمته، ولينه، ولكن لابد من ذلك ،لأن بدونه تفلت الأمور. وأشار معاليه إلى أن من قواعد الشرع العظيمة أن من واجبات أهل العلم تقليل الشر وتكثير الخير، حيث ما وجدنا خيراً على منهاج النبوة زدناه ، وما وجدنا شراً قللناه ، لكن لا يمكن أن نرفع ما شاء الله ــــ جل وعلا ــــ وقدر بحكمته ألا يكون هناك حق وباطل، وجود الباطل ابتلاء للناس جميعا كما في سورة العنكبوت: {ألم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}، كما أن الإيمان يتبعض، فالصدق يتبعض، والكذب يتبعض،وقد يتخيل الإنسان ، خاصة طالب العلم أو الداعية أنه كلما كان أشد كان أقرب إلى الصواب ، وهذا غلط في المنهج ، لأنه ليس معيار الصواب أن تكون أشد في موقفك، فقد تصلب تارة وتلين تارة، وتُقدر كل موضعِ بموضعه لحصول المصلحة العامة في ما تريد ، وليس الصواب دائماً مع القول الأشد ، مستشهداً بقصة عمر ــــ رضي الله عنه ـــ في الحديبية، ففي ذلك درس كبير وعبرة والازدياد من العلم يعطيك فرق ما بين هذا وذاك. // يتبع // 22:32ت م spa.gov.sa/1521288
مشاركة :