تركت طفلتيها في البيت مع ابن الجيران، وأسرعت لتلحق بزوجها الذي كان ينتظرها في السيارة؛ ليقوما بزيارة. طفلتها الصغرى في السادسة، والكبرى في التاسعة، وابن الجيران في العاشرة. ما إن جلستْ إلى جانب زوجها في السيارة حتى سألها: هل أوصيت ابنتيك بألا تدخلا المطبخ؟ هل حذرتهما من التشاجر؟ قالت: دعوت ابن جارتنا أحمد ليلعب معهما، وإن شاء الله تنشغلان باللعب معه عن ارتكاب أي خطأ. قال: ماذا تقولين؟ كيف تركت ابنتيك مع أحمد؟ هل تأمنين عليهما منه؟ قالت: أحمد طفل صغير يحبهما وتحبانه، ماذا تخشى عليهما منه؟ * * * لا، لا، أيتها الأم الفاضلة، لا تقولي: إنه صغير، لا تستهيني بتركه وحده مع طفلتيك، فكم من الاعتداءات ارتكبها أطفال نَصِفهم بأنهم صغار. في بريطانيا مثلاً، حققت الشرطة في أكثر من 200 تقرير عن اعتداءات جنسية ارتكبها أطفال دون سن العاشرة، منها عن تعرّض طفلة في السادسة من عمرها لاعتداء طفل آخر، وحيازة طفل في الخامسة لصور إباحية، وقيام طفلين في الخامسة من العمر في منطقة وادي التايمز باغتصاب أطفال آخرين! وأخبار اعتداءات من نَصِفهم بأنهم صغار، لا تتوقف في مختلف أنحاء العالم، وأهم سبب فيها هو التهاون في تركهم معاً من دون مراقبة ومتابعة. ولقد زاد ما يُعرض في الشبكة العنكبوتية، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، من دون رقابة حقيقية، مع سهولة الوصول إليه من جميع الناس، صغاراً وكباراً، زاد في تحريض الصغار على القيام بتلك الاعتداءات. نحتاج توعية الصغار حتى لا يكونوا ضحايا، وكذلك حتى لا يكونوا من الذين يرتكبون تلك الاعتداءات، وأن يتوقف كثير من الآباء والأمهات عن تهاونهم في ترك أطفالهم مع غرباء وأقارب، سواء أكانوا كباراً أم صغارا.
مشاركة :