فوجئ عدد من ملاك قطع مخططات الدخل المحدود في العاصمة المقدسة، بحفر قطعهم السكنية لعمق يتجاوز الـ50 مترا، من قبل وافدين يعملون في بيع وتوريد الرمل والبطحاء إلى البسطات الخاصة بمواد البناء في أحياء مكة المكرمة. «عكاظ» وقفت على الموقع، بعد أن اشتكى عدد من أصحاب المنح، فرصدت الكاميرا حفرا عميقة في القطع السكنية، حيث أوضح المتضررون أن الحفر يبدأ من بعد صلاة المغرب حتى فجر اليوم التالي، وأن مثل هذه التجاوزات تحدث في جنح الظلام، إذ يعمد لصوص الرمال إلى اختيار الأوقات التي لا تكون فيها رقابة على هذا الموقع، خاصة أن المنطقة نائية لعدم وجود البنية التحتية فيها وخلوها من الملاك. وأجمع المتضررون على أن العمالة الوافدة تعمد إلى حفر القطع السكنية من أجل الحصول على البطحاء وبيعها في السوق وذلك لقربها من مكة المكرمة، حيث تختصر رمال مخططات الدخل المحدود عن هذه العمالة مسافة 60 كيلو مترا، من الموقع المخصص لتوريد البطحاء الذي يقع في منطقة الساحل. وبين فهد الزهراني أحد ملاك هذ القطع المتضررة بالحفر، أنه فوجئ حينما رأى قطعة أرضه محفورة بعمق يتجاوز الـ50 مترا، مشيرا إلى أن الحفرة لم توضع لها حواجز لتقي الناس والمارة من الوقوع فيها. مطالبا الجهات الرقابية بضرورة الوقوف على الموقع عاجلا لمحاسبة ومعاقبة هذه العمالة التي استغلت موقع منطقة المخططات لأنها نائية. وقال الزهراني: إن العمالة تعمد إلى تصفية التراب والرمال من الحجارة ومن ثم توريدها إلى مكة المكرمة، وبيعها بسعر الرمال التي تأتي من بعد طريق الخواجات في طريق الساحل، موضحا أن العمالة يزداد نشاطها يوما بعد يوم وتتسع رقعة الحفر. وفي نفس السياق، أوضح سعود العتيبي أنه فوجئ حينما أتى ورأى موقع قطعته في وسط الحفر، مشيرا إلى أن لصوص الرمال يبدأ نشاطهم من بعد المغرب، وأنه كثيرا ما يشاهد في الموقع عددا كبيرا من العمالة وهم يحفرون في القطع السكنية بالمخطط، بواسطة معدات وشيولات ووسائل لتنقية الرمال، ويستمر عملها حتى بعد صلاة الفجر. وفي موازاة ذلك، أوضح رئيس بلدية الشوقية المهندس بندر حسن قباني، أنه تم رصد عدة تعديات من قبل المواطنين على مخططات ولي العهد، وجرى إزالتها جميعا من الموقع. وأبان المهندس القباني، أن آلية القبض على العمالة السائبة من اختصاص الجهات الأمنية، ولكن إذا كان هناك عمل من دون تصاريح من قبل هذه العمالة، فسيتم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم. مشيرا إلى أنه تم منع تحميل هذه الرمال قبل عدة أشهر، وأن البلدية الفرعية لديها فرق ميدانية لإيقاف مثل هذه التجاوزات.