هالة الخياط (أبوظبي) نفذت طائرات المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية الأسبوع الماضي 121 طلعة جوية لتلقيح السحب، مبيناً المركز أن أشهر الصيف تعتبر الأفضل للقيام بطلعات الاستمطار لتوافر الأحوال الجوية المناسبة. وأوضح المركز أن الأشهر منذ بداية شهر يوليو وحتى سبتمبر غالباً ما تكون أفضل فترة في تلقيح السحب، مؤكداً أن عمليات تلقيح السحب يمكن القيام بها في أي مكان من سماء الدولة ولا تنحصر في مكان معين، بشرط توافر الظروف المناخية الملائمة، حيث تجري الطلعات الجوية على مناطق مختلفة اعتماداً على الحالة الجوية المؤثرة. وجدد المركز تأكيده على أن عملية الاستمطار أو تلقيح السحب بالطائرات ليست تخليقاً لمياه الأمطار من العدم كما يعتقد البعض، بل هي عملية يتم فيها تحفيز السحب المحملة بالأمطار أصلاً، لإدرار أكبر قدر ممكن من الأمطار، بما يزيد على الكميات الطبيعية التي قد تدرها هذه السحب من دون تلقيح، حيث لا توجد أي نسبة فشل في عمليات الاستمطار، وإنما تختلف نسبة الزيادة في حجم مياه الأمطار، حسب ظروف الطقس. وحول الكيفية التي تتم بها عملية الاستمطار، أوضح المركز أن قرار تلقيح السحب يكون بعد دراسة تجرى في الصباح على الأحوال الجوية المتوقعة، ودراسة فرصة تشكل السحب في الوقت والمكان، والتي عادة تبدأ في ساعات ما بعد الظهيرة على المناطق الجبلية الشرقية، وذلك لوضع الجاهزية للطائرات والتي تبدأ معها مراقبة أجواء الدولة عن طريق الأقمار الصناعية والرادارات المتطورة، ومن ثم عند ملاحظة بدء تكون السحاب يُطلب من الطيارين أن يحلقوا إلى مكان تكون السحب حيث يتم مراقبة الطائرة عن طريق الرادار الخاص بالمركز، ويتم توجيهه إلى المكان الدقيق من السحاب لبدء عملية التلقيح. وأوضح المركز أن عملية حرق الشعلات تستغرق ما بين 2-3 دقائق لكل شعلتين، ويعتمد عدد الشعلات المستخدمة على الطبيعة الفيزيائية للسحاب المستهدف مع ضمان استمرارية الهواء الصاعد داخل السحاب ليتم رفع المواد إلى أعلى السحاب، وعادة تنمو السحابة بعد نثرها بمواد التلقيح خلال فترة لا تتجاوز العشرين دقيقة. ويعتمد عدد الشعلات المستخدمة بحسب طبيعة وكبر السحابة المستهدفة. وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل دول منطقة الخليج العربي التي استخدمت تقنية تلقيح السحب التي اعتمدت أحدث التقنيات المتوفرة على المستوى العالمي.
مشاركة :