ثقافة بلا حدود.. مبادرة رائدة تشجع على القراءة واقتناء الكتب

  • 7/24/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:محمد ولد محمد سالم تقدم المكتبة المتنقلة لثقافة بلا حدود خدمة ثقافية جليلة للمجتمع، من خلال برنامج الزيارات الذي تجوب مناطق الإمارات كافة، وتهدف إلى إشاعة جو ثقافي، وتحفيز عادة المطالعة لدى الجمهور في المناطق التي تحل بها، وقد بلغت هذه الزيارات في النصف الأول من العام الجاري 250 زيارة، وعادة ما تكون الزيارة مناسبة لأنشطة عدة، منها اللقاءات التعريفية بأنواع الكتب، وبأهمية القراءة، ومنها المطالعة، والمسابقات الثقافية، وأنشطة تفاعلية عدة مصممة لربط الإنسان بالكتاب، وكيف أن الكتاب اليوم أصبح ضرورياً، لكل شيء في حياتنا، فحتى الأدوات الصناعية التي نستخدمها اليوم تأتي مزودة بكتيبات، لا بد من قراءتها لفهم آلية عمل تلك الأدوات، فكل شيء في الحياة تحول إلى كتب، وإلى معلومات وتجارب تدرس في المدارس المتخصصة، ومن لم يتزود بالكتاب فسيلاقي صعوبات جمة في مختلف مناحي حياته، وقد نجحت المكتبة المتنقلة في إحداث ذلك التأثير المطلوب، فأصبح لها من يتابعها ويتفاعل مع أنشطتها التي توفر خدمات إلكترونية، إلى جانب الخدمات التقليدية العادية، وتخطط المكتبة لزيادة أنشطتها في الأشهر القادمة خاصة شهر أكتوبر الذي أعلنته الإمارات شهر القراءة. لقد عرفت الأمم جميعاً ابتكارات كثيرة في هذا المجال، بدءاً بنوادي القراءة التي تضم جيران المكتبة، إلى مكتبات المحطات، ونقاط التوقف، ومكتبات القطارات وغيرها، ومع العصر الرقمي استخدمت وسائل الاتصال الحديثة للوصول إلى القارئ لأخذ تغذية راجعة تفيد أصحاب المكتبات في تحسين الخدمة له، ولم تغب ثقافة بلا حدود عن الانخراط في هذا الجو الرقمي منذ البداية، فأنشأت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي للتفاعل مع الجمهور، وكانت مفيدة في استقطاب هذا الجمهور إلى مبادراتها، التي أطلقتها تباعاً منذ انطلاقها عام 2008، كمشروع مستكمل لخطة الشارقة الثقافية الشاملة، وذلك بدءاً بمبادرة مكتبة لكل منزل الطموح الذي أدخل عادة المكتبة المنزلية إلى المواطنين الإماراتيين من سكان إمارة الشارقة، وبلغت توزيعاته عند نهاية العام المنصرم مليون كتاب على 20 ألف أسرة إماراتية مقيمة في إمارة الشارقة، وبواقع 50 كتاباً في مختلف المجالات المعرفية لكل أسرة، ولا يزال يواصل التوزيع، واتسمت المكتبات الموزعة بالشمولية، لتقديم معرفة متكاملة، في شتى المعارف الإنسانية، كما راعت أن تلبي حاجات مختلف الأعمار، لتكون شاملة لأفراد الأسرة كبارا وصغارا. صاحب هذا المشروع منذ انطلاقه نشاط ثقافي شمل الندوات وجلسات القراءة والنقاش، وذلك لجعل المعرفة أيضاً أداة للتفاعل والتبادل بين أفراد المجتمع، كما يبقي المشروع قنوات الاتصال مفتوحة مع الأسر المستفيدة من المبادرة، لتوفير الاستشارة والإرشاد لهم، حول الكتب، والقراءة بشكل عام، ولا شك أن هذه المبادرة ستؤتي أكلها بتعزيز وعي المواطن بالحياة المعاصرة، وزيادة معارفه في المجالات في كافة المجالات. أطلق المشروع أيضاً مبادرة المكتبة الجوية بالتعاون مع شركة العربية للطيران خلال مشاركته في الدورة السابعة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، لنشر ثقافة القراءة بين المسافرين عبر مطار الشارقة الدولي، عن طريق ملء ساعات الفراغ التي يقضونها في الجو، وتتضمن المكتبة الجوية مجموعة من الكتب العربية، يتم توفيرها للمسافرين على متن رحلات عدة مختارة ضمن خطوط العربية للطيران، والترويج للكتاب العربي. تظهر الإحصائيات التي يقوم بها المشروع لقياس مدى تجاوب أفراد الأسر الذين يحصلون على مختلف خدماته أن عادة القراءة تتوسع بين هذه الأسر، خاصة تلك التي تسلمت نصيبها من مكتبة المنزل، ويعزو أغلب الذين لا يمارسون عادة القراءة مع توفر الكتب لهم، ذلك إلى كثرة مشاغلهم ومسؤولياتهم، حيث يعمل خبراء المشروع مع هؤلاء حول أفضل الطرق ليحصلوا على وقت يومي للمطالعة. لا يتوقف مشروع ثقافة بلا حدود عند هذا الحد فقد أطلق مكتبة إلكترونية تهدف إلى توفير قراءة الكتب الإلكترونية، بجانب الكتب المطبوعة للعائلات المقيمة في الشارقة، وستستخدم هذه المكتبة في مرحلتها الأولى ثلاثة آلاف عائلة إماراتية، مما يعني أن المشروع يفكر في كل الوسائل التي تفتح له قناة مع الجمهور، ويقدم كل التسهيلات لذلك، ما يضع الكرة في مرمى الجمهور الذي هو مطالب اليوم بالتفاعل مع هذه الخدمات، واغتنام فرصة توفرها له بشكل مجاني، من أجل مستقبله، ومصلحته الذاتية أولاً، ثم مصلحة مجتمعه بأن يكون أفراده كافة هم من الأناس الصالحين الواعين والمثقفين.

مشاركة :