هناك الكثير من المدارس الطبية التي تهتم بتغذية الأطفال، ومتى تتم هذه التغذية، والعناصر الغذائية التي يمكن تقديمها للأطفال حسب أعمارهم، فهناك فريق من الاختصاصيين ينصحون ببدء إعطاء الطفل للطعام، فيما بين الشهرين الرابع والسادس من عمره، وآخرون يرفضون تناول الأطفال لأي نوع من الطعام، إلا بعد وصولهم الشهر السادس، كما تؤكد جميع المدارس الطبية أن الطفل عند إتمامه الشهر السادس يصبح لبن الرضاعة الطبيعي من الأم غير كاف، ولا يحقق درجة الشبع المعقولة للطفل، كما أن ما يحتاج إليه الجسم من عناصر غذائية، يتخطي قدرة لبن الأم على تلبيتها، والتغذية السليمة والصحية لكل عمر تقي الأطفال الأمراض وتقوِّي جهاز المناعة. وهناك مدارس تقول إن الطفل يُصبح جاهزاً لتناول الطعام، وهو في عمر 4 أشهر، ولكن يختلف الأطفال في هذا الموضوع، فكل طفل حسب قدراته وحسب إمكانياته ونموه، وهناك علامات وسمات تظهر على الطفل توضح مدى استعداد الطفل لتقبل هذا الطعام، ومن هذه العلامات والقدرات مدى قدرة الطفل على استقبال الطعام، ومضغه داخل فمه، ومحاولة بلعه، أم يتناوله ثم يسقط من فمه ولا يستطيع إكمال بلعه، وأيضاً هل ينمو الطفل بالمقاييس الطبيعية والوزن الصحي المفروض، وقدرة الطفل على التمكن من رفع رأسه وتثبيته في خط مستقيم فترة زمنية، ومدى قدرته على الجلوس بشكل طبيعي من غير مساعدة من الأم، وهل ينظر الطفل إلى الأم والأب خلال تناول الطعام، وهناك بعض الأطفال يسعون إلى تقليد الآخرين في تناول الطعام، ويفتح الطفل فمه لأمه لكي تطعمه، كل هذه العلامات والسلوكيات تحدد مدى قدرة الطفل على البدء في تناول الطعام. ونقدم نصائح للأم عن كيفية إطعام الطفل، والمقادير المناسبة لكل عمر، ولكل وجبة، وأيضاً يمكن للأم استشارة الطبيب المختص قبل اتخاذ قرار إطعام الطفل، على أساس قدرة الطبيب على ملاحظة علامات النمو والنضج اللازمة لذلك، تبدأ الأم بتجربة حساسية الأطفال لبعض الأطعمة، عن طريق محاولة إطعام طفلها، وتلاحظ الأم مدى حساسية الطفل لبعض هذه الأطعمة، ثم تبدأ بعد ذلك بالتدرج في إطعام الطفل، ولا بد للأم أن تتأكد من هرس الطعام جيداً وتحويله إلى قطع صغيرة، ليسهل على الطفل تناوله، ولا يقف في فمه، ويمنع دخول الهواء، ويمكن تخفيف بعض الأطعمة بالماء الدافئ أو استخدام لبن الأم واللبن الصناعي لهذا الغرض، ولا تنسى الأم التأكد من نظافة كل الأدوات المستخدمة في إعداد الطعام، وعدم استخدام أوعية مضرة، وعند رفض الطفل لأي نوع من الطعام لا تصر الأم على إطعامه بالقوة، فجسم الطفل يأكل ما يحتاج إليه ويرفض ما ليس في حاجة إليه، وعلى الأم أن تجرب نوعاً واحداً من الطعام فقط في كل مرة، كي تتمكن وتتعرف إلى الأطعمة التي تسبب حساسية للطفل. وينصح الخبراء بإطعام الأطفال الكثير من الفواكه، لما لها من فائدة كبيرة، كما أنها تحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن، التي يحتاج إليها جسم الطفل واللازمة لصحته وتقوية وتعزيز جهاز المناعة لديه، وتوضح الدراسات أن الطفل الرضيع إذا تخطى عمره 6 شهور، فلا بد من تناول الأطعمة الصلبة، فهناك الكثير من الوصفات المتنوعة والمفيدة، باستخدام الفواكه، والتأكد من تنظيفها وتقشيرها وإزالة البذور الداخلية منها، وهرسها جيداً، وعدم إضافة السكر قبل تقديمها للرضيع، وعلى الأم أن تتأكد فقط من أن الطفل لا يعاني من الحساسية تجاه أي نوع من الفاكهة مثل الفراولة والموز وغيرهما. ويقدم لنا الاختصاصيون أفضل أنواع المشروبات للأطفال الذين تجاوزوا سن الـ 6 شهور، ومنها عصير الخوخ والموز مع القمح، وهذه الوجبة تصلح للأطفال في عمر 6 شهور وما فوقها، فتقوم الأم بغسل حبات القمح في مقدار فنجان القهوة، ثم يتم نقع القمح في الماء فترة من الزمن قرابة ساعتين أو أكثر قليلاً، وبعد ذلك يتم وضعه على النار حتى ينضج تماماً، وتقوم الأم بنزع قشر القمح وتضعه مع قطع الخوخ بعد تقشيره مع الموز ويضرب في الخلاط، ويقدم وجبة غنية بالفيتامينات والمعادن للطفل. عصير البطيخ والكنتالوب، ويقدم هذا المشروب للطفل الذي يعاني حالات الإمساك، ويناسب الأطفال من سن 6 شهور، فهذا الخليط يؤدي إلى حالة عالية من التليين، ومعالجة حالة الإمساك بصورة كبيرة، ولإعداد هذا المشروب تقوم الأم بتقطيع البطيخ والكنتالوب إلى قطع، بعد إزالة لب البطيخ والكنتالوب، ثم تضع القطع في الخلاط وتضربها بدرجة يكون معها القوام كريمياً وليس سائلاً، ثم يتناوله الطفل بالملعقة، أما سلطة الفواكه، فيتم إعدادها عن طريق إحضار فواكه الكنتالوب والمشمش والخوج والتفاح ويتم غليها في الماء حتى تصل إلى درجة الليونة، ثم ننتشل الفواكه من الماء، ونقوم بوضع الفواكه في الخلاط وضربها، حتى تصل إلى درجة نعومة القوام، وتقدم للأطفال كنوع من العصير اللذيذ الطعم المفيد غذائياً، وأيضاً تناسب الطفل من سن 6 شهور. عصير العنب مخلوط مع الكيوي، تقوم الأم بعصر العنب جيداً، ثم تخلطه مع الكيوي المهروس جيداً، وهذا النوع يقدم للأطفال من عمر 8 شهور. كما يمكن عمل عصير التفاح بالجوافة، وكما نعلم فإن التفاح من الفواكه المفيدة المملوءة بالحديد والتي يحبها الأطفال، والجوافة غنية بفيتامين c، وتقوم الأم بتقشير ثمرة الجوافة وإزالة البذر الجامد منها، ويتم تقطيعها إلى أجزاء صغيرة، ويتم سلق التفاح مع نصف كوب من الماء لمدة 6 دقائق، ويوضع المزيج في الخلاط، ويتم ضربه، ثم يقدم للطفل. التفاح بالقرفة، يقشر التفاح ويقطع إلى شرائح، ثم تُسلق هذه الشرائح، ويتم إضافة كمية قليلة من القرفة عليها، وهذه الوصفة تناسب الأطفال في عمر أكبر من 9 شهور، فمن المعروف أن القرفة لها دور كبير في تقوية تعزيز جهاز المناعة لدى الأطفال، كما أن مذاقها لذيذ ومقبول للصغار. موز بالشوفان، تقوم الأم بسلق نصف كوب صغير من الشوفان جيداً داخل وعاء على النار، ثم تقوم بتقليبه بصفة مستمرة حتى لا يلتصق بالوعاء، ثم ترفعه عن النار وتتركه ليبرد، ثم تقوم بطحنه مع قطع الموز في الكبة، ثم يقدم الخليط للطفل على هيئة وجبة مفيدة وغنية بالعناصر الغذائية، كما يمكن إضافة حليب الرضاعة بمقدار نصف كوب صغير، وأيضاً يمكن استبدال الموز بالخوخ أو التفاح، حسبما يتوفر للأم، وهذه الوجبة تتناسب مع الأطفال من عمر أكبر من سبعة شهور. كثير من الرضع والأطفال أو الصغار يصابون بنوع من الجفاف أو درجة معينة من درجات الجفاف، والجفاف عبارة عن فقدان كميات كبيرة من السوائل الموجودة بالجسم، وغالباً ما يحدث بسبب القيء والترجيع المستمر مصاحباً للإسهال، ويمكن أيضاً أن يحدث الجفاف بسبب موجات الحر الشديد في فصل الصيف، التي تؤدي إلى فقدان كميات من الماء والأملاح المعدنية، وبالتالي فإن عدم تعويض هذه السوائل المفقودة عن طريق تناول الماء والعصائر، فقد يتحول الموضوع إلى مشكلات صحية كبيرة، إذا لم يتم تداركه بصورة سريعة، ويكون الأمر في غاية الخطورة عند الرضع والأطفال. وكثير من الاختصاصيين يحذرون من إصابة الأطفال والرضع بالجفاف، لأنه يعد خطراً كبيراً على صحة وسلامة الطفل، وفي حالة استمرار الجفاف وعدم تعويض الجسم ما فقده من سوائل، فإن الطفل قد يصاب بصدمة شديدة تجعله يفقد الوعي، ويمكن لمضاعفات كبيرة أن تقود الطفل إلى الموت، ويبين الأطباء علامات وأعراض إصابة الأطفال بالجفاف، ومنها: أن يبدأ الطفل بالبكاء الشديد مع ملاحظة عدم نزول دموع، ثم يحدث اصفرار للجلد وشحوب ويفقد مرونته المعهودة، وإذا تم شد الجلد في منطقة البطن والرقبة، نلاحظ عدم عودة الجلد إلى طبيعته بسرعة، مما يؤشر إلى فقدان الجلد كميات كبيرة من الماء، أيضاً تلاحظ الأم اصفراراً مائلاً للاحمرار في لون بول الطفل، مع قلة وندرة التبول الطبيعي، كما يحدث ارتفاع ملحوظ في درجات حرارة الطفل. وهناك بعض الطرق السريعة لعلاج هذه الجفاف، ومنها استخدام المحاليل الطبية المجهزة، والتي تحتوي على الأملاح اللازمة والماء لتعويض جسم الطفل، مع بعض المكونات الأخرى المطلوبة، وهذه المحاليل يتم تناولها عن طريق الفم، ويمكن للأم أن تقوم بتجهز محلول سريع في المنزل، عن طريق استخدام لتر من المياه، ثم يوضع على النار ليغلي، ويترك حتى يبرد، وتحضر إناءً نظيفاً تغسله عدة مرات بالماء والصابون، وتضع فيه الماء، ثم تضيف إلى الماء معلقة صغيرة من الملح أو نصف معلقة كبيرة، وتضع 7 ملاعق من السكر ويتم تقليب الخليط جيداً حتى نصل إلى درجة الذوبان التام للسكر والملح، وقبل ذلك تتأكد الأم من نظافتها الشخصية وغسل يديها جيداً. ويتم تقديم المحلول للطفل على شكل قطرات ويؤخذ في الاعتبار عمر الطفل ومدى درجة الجفاف التي وصل إليها، وتكرر الأم تقديم المحلول للطفل على مرات متفرقة، وتظـــل الأم على هذه الحالة حتى تلاحظ تغيير بول الطفل ووصوله إلى الدرجة الطبيعية الصافية، وينصح الاختصاصيون باستخدام هذا المحلول لمدة لا تزيد على 24 ساعة فقط وبعدها يفقد صلاحيته، ويمكــن عمل كمية أخرى من المحلول بعد انتهاء 24 ساعة والتخلص من الكمية السابقة الباقــــية، ثم تحاول الأم تعويض الطفل باللبن إذا كان رضيعاً، أو بالمشروبات الطبــــيعية والشــــوربة الدافئة إذا كان عمره يسمح بتــــناول هذه المشروبات، وإذا لم تشــــعر الأم بتـــحسن فعليها الذهاب إلى الطــــبيب المختص، حــــتى لا تـــعرض صحة طفـــلها للخطر. ينصح الاختصاصيون الأم إذا كان طفلها رضيعاً، بعدم الانقطاع عن الرضاعة الطبيعية، مع إعطاء الطفل محلول الجفاف، أما إذا كان الطفل يتناول لبناً صناعياً، فيجب تغيير نوع الحليب الصناعي إلى نوع خالٍ من اللاكتوز لتحسين درجات الإسهال، وتخفيف حدته، وتفضل بعض المدارس الطبية عدم إعطاء الطفل عصير الفاكهة أو أي أنواع من المشروبات الأخرى، وذلك إذا كان الجفاف بسبب إصابته بالإسهال والتقيؤ، وعلى الأم ملاحظة حالة الطفل، ولا تتركه حتى يصل الجفاف إلى درجات عالية، لأن المخ يحتاج إلى عناصر غذائية وأملاح وسوائل، ويمكن أن تفقد بعض خلايا المخ حيويتها، إذا استمر الجفاف لفترة دون إزالة أعراضه. كثير من الأمهات المرضعات يقررن صيام رمضان، وعلى الأم في هذه الحالة أن تتبع نظاماً غذائياً معيناً، وأن تستمع إلى نصائح الطبيب المختص، فأحياناً قد تؤهلها حالتها الجسمانية والصحية إلى صوم شهر رمضان كاملاً، وأحياناً أخرى يمكن أن تصوم أياماً وتفطر أخرى، حسبما يمليه عليها الموقف والحالة، وقد يرفض الطبيب صومها تماماً خوفاً على الرضيع، وتجنباً لحدوث مشكلات صحية للأم نفسها، وهناك بعض الأمهات الرضع اللواتي يمكن أن يتحملن العطش والجوع مع استمرار الرضاعة، وكثير من الدراسات أثبتت أن محتوى اللبن لا يتأثر بالصيام لمدة قصيرة قد تكون يومين أو أكثر، ولكن الأم تتأثر مع الاستمرار في الصيام لعدة أيام متتالية، فقد يحدث نقص في العناصر الغذائية الداخلة في تركيب لبن الأم، ولذلك ينصح الكثير من الأطباء بأطعمة معينة في النظام الغذائي المتبع بعد وجبة الإفطار، لتعويض ما ينقص من هذه العناصر الغذائية المهمة لنمو الطفل وصحته.
مشاركة :