اندلعت معارك عنيفة بين «قوات سورية الديمقراطية» وتنظيم «داعش» بأحياء عدة من مدينة منبج في شمال سورية، بعد انتهاء مهلة لمدة 48 ساعة حددتها القوات لخروج التنظيم من المدينة، سبقتها اشتباكات متقطعة الليلة قبل الماضية، في حين قتل 35 مدنياً جراء غارات شنتها طائرات النظام على مناطق عدة. وقال مصدر قيادي في المجلس العسكري لمنبج وريفها، المرتبط بـ«قوات سورية الديمقراطية» لـ«فرانس برس»، انتهت ظهر أمس مهلة الـ48 ساعة التي منحت للتنظيم لمغادرة منبج، ولن تكون هناك فرصة أخرى لمسلحيه، مضيفاً «سنكثّف هجماتنا على ما تبقى من مواقعهم داخل المدينة». وحددت «قوات سورية الديمقراطية» ظهر الخميس مهلة 48 ساعة لـ«خروج عناصر داعش المحاصرين داخل المدينة، بأسلحتهم الفردية إلى جهة يتم اختيارها»، حفاظاً «على أرواح المدنيين داخل المدينة» الواقعة في ريف حلب الشمالي. وأوضح القيادي أن التنظيم «لم يلتزم بالمهلة، ولم تنقض 24 ساعة على بدء تطبيقها حتى هاجم مواقع قواتنا في حي الحزاونة» داخل المدينة، معتبراً أن ذلك كان «بمثابة رد على عدم قبول المبادرة التي لم يصدر أي رد منهم عليها». وقال إن القوات تعمل على تأمين ممرات آمنة للمدنيين داخل المدينة لعدم استخدامهم دروعاً بشرية من التنظيم في المرحلة المقبلة. وكانت هذه القوات ناشدت، الخميس، في بيان، أهالي منبج «الابتعاد عن مناطق الاشتباكات» معتبرة أن «الإرهاب لن يتردد في توظيفهم واستغلالهم دروعاً بشرية في المعارك الدائرة، كما جرى منذ انطلاقة معركة منبج». وأكد مصدر ميداني في «قوات سورية الديمقراطية» داخل منبج لـ«فرانس برس»، أن مواجهات عنيفة بين الطرفين اندلعت، أمس، في أحياء عدة من منبج، أبرزها في محيط المربع الأمني حيث يتحصن التنظيم في وسط المدينة. من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمعارك عنيفة داخل المدينة، خصوصاً في الأحياء الغربية، بعد اشتباكات متقطعة، الليلة قبل الماضية، على محاور عدة تزامنت مع ضربات للتحالف الدولي بقيادة أميركية. وشدد مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، على أن التنظيم «يتصدى بشراسة لمحاولات قوات سورية الديمقراطية التقدم داخل المدينة، ويزج بالأطفال على خطوط المواجهات». وقال المتحدث باسم المجلس العسكري لمنبج وريفها، شرفان درويش، إن المهلة انتهت والمعارك مستمرة، وأضاف «الوضع بالنسبة لنا لم يتغير»، مؤكداً أن «خطواتنا لتحرير منبج مستمرة». ويأتي تحديد «قوات سورية الديمقراطية» مهلة 48 ساعة لخروج مقاتلي التنظيم بعد تأكيد المرصد السوري مقتل 56 مدنياً بينهم أطفال، الثلاثاء الماضي، في غارات للتحالف الدولي على بلدة التوخار قرب منبج، ما أثار غضب «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» وتنديد منظمات دولية حقوقية. وتسببت الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي في سورية منذ سبتمبر 2014، في مقتل نحو 600 مدني سوري، بينهم 136 طفلاً، وفق حصيلة للمرصد السوري أمس. وأعلن المتحدث العسكري باسم التحالف الدولي، الكولونيل كريس غارفر، أول من أمس، أن المرحلة الأولي من التحقيق حول هذه الحادثة ستنتهي «بعد 10 أيام» حداً أقصى، على أن يحدد المسؤولون العسكريون في التحالف عندها بدء تحقيق أكثر عمقاً أو يعلنوا رفضهم المزاعم. واتهم غارفر تنظيم «داعش» بأنه «استخدم مدنيين دروعاً بشرية في محاولة لجعل (مقاتلي) قوات سورية الديمقراطية يطلقون النار عليهم». ورجح غارفر أن تكون «قوات سورية الديمقراطية» استعادت السيطرة «على ما يقارب نصف المدينة» التي لايزال فيها «2000 مدني على الأقل». وتحاول القوات منذ 31 مايو السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية الواقعة على خط الإمداد الرئيس للتنظيم بين محافظة الرقة، أبرز معاقله في سورية، والحدود التركية. وتمكنت من دخول منبج، لكنها تواجه مقاومة تحول دون طرد التنظيم الذي يلجأ إلى التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة. من ناحية أخرى، أحصى المرصد مقتل 35 مدنياً جراء غارات شنتها طائرات حربية على مناطق عدة. وقتل ثمانية مدنيين على الأقل، أمس، جراء قصف لطائرات «يرجح أنها روسية» على مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب (شمال غرب)، وفق ما أفاد عبدالرحمن، لافتاً إلى أن «عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود أكثر من 20 جريحاً، بعضهم في حالات خطرة». وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل 10 أشخاص، أمس، جراء غارتين استهدفتا بلدة التبني في الريف الغربي، في وقت قتل ثمانية مدنيين بينهم ثلاثة أطفال جراء قصف طائرات حربية لبلدة مسرابا في الغوطة الشرقية، أبرز معاقل المعارضة في ريف دمشق. وتعرضت الأحياء الشرقية، التي تحاصرها قوات النظام في مدينة حلب، لغارات وقصف بالبراميل المتفجرة تسببت في مقتل شخصين على الأقل في حي القاطرجي. كما تعرضت أحياء الفردوس والشيخ خضر ويعيدين لقصف مماثل. في محافظة حماة (وسط)، قتل سبعة أشخاص من عائلة واحدة، بينهم أربعة أطفال، في قصف لطائرات حربية، الليلة قبل الماضية، على قرية في ريف حماة الشرقي، بحسب المرصد.
مشاركة :