يَـد الإرهاب تواصل الضَّـرب هنا وهناك، فقبل ( 3أسابيع) ضَـربت في المدينة النبوية، وبجوار أطهر الخلق محمد رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم، والأسبوع الماضي فَـتَـكَـت في (نِـيس الفرنسية) في عملية أخرى كان الـدَّهْـس وسيلةً لتنفيذها في تَـحَـوّل نَـوعِــي، وقبلهما فجرت جماعات التطرف في تركيا وباريس وغيرهما من الدول! وبعد كل عملية حَـقُّ أعداء الإسلام الذين يسعون لتشويه صورته أن يفرحوا، مستغلين تلك الجرائم للتّـكريس لـ (صورة دموية المسلمين، وثُـنائية الإسلام والعنف)، كما فَـعَـل ويفعلُ (دونالد ترامب) المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، و( ومَـاري لوبان) السياسية الفرنسية المتطرفة وغيرهما من العُـنصريين حول العالَـم! ولكن الملاحظ تكرار مشاهد وخطابات العزاء والـشجب من ساسة العالم الإسلامي، وكذا التأكيد بأن الإسلام دين وسطي يرفض قتل الأبرياء ،تلك العبارات التي ترددها حناجر وكتابات العلماء والدعاة، بينما تغيب إجابة سؤالين: فإذا كان مِـن المُـسَـلَّـم به أن أغلب المسلمين ليسوا إرهابيين، بالتأكيد فإنّ معظم مَـن يمارس العنف هم من المنتسبين للإسلام؛ فكيف يستطيع زعماء وقَـادة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها (داعِـش) استقطابهم، وكَـسْـب ولاءاتهم، والسيطرة على عقولهم لتكون أجسادهم أدوات التفجير والتدمير؟! فأولئك الشباب المسلمون الذين أصبحوا أتباعاً للفكر الإرهابي الإقصائي، وفريسة سهلة له تتنوع جنسياتهم، وانتماءاتهم وثقافاتهم، والمجتمعات التي نشأوا فيها بين مجتمع مسلم محافظ أو أوربي منفتح، بل ومن العجيب والغريب حكاية ذلك الفتى البريطاني الذي أعلن (إسـلامه) عبر حسابه في تويتر، وما هي إلا ثلاثة أسابيع، ليَـنشر عبر الحساب نفسه خبر انضمامه لـ (داعِــش)، وسَـفَــره إلى ســوريا! وهنا وبعيداً عن نظرية المؤامرة على قادة العالم الإسلامي وعلمائه ومفكريه أن يتجاوزوا محطة (التنديد والرفض) إلى العمل الفكري الصادق، والمواجهة الجادة التي تبحث عن الأسباب، لِـتَـضَـع العلاج عبر مراجعة صفحات الماضي ونصوصه، والحاضر ومستجداته؛ واستشراف المستقبل؛ لِـنزع فَـتِـيْــل الحقد والكراهيّـة، ونشر ثقافة التسامح والتعايش، (الـحِـوار الشّـفّـاف عبر مختلف الأدوات والقنوات أراه من أهم وسائل الوصول لتلك الغايـة)! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :