أعلن مجلس شورى ثوار بنغازي الليبيين النفير العام، من أجل قتال القوات الفرنسية والأجنبية الموجودة في ليبيا وطردها منها, في وقت أثار فيه التدخل الفرنسي المعلن مظاهرات غاضبة في عدد من المدن الليبية. فقد وصف مجلس شورى الثوار في بيان له أمس إعلان فرنسا أن لها قوات خاصة في ليبيا بالغزو, كما اعتبره عدواناً سافراً وغزواً صليبياً، وأضاف البيان: «ندعو جموع الليبيين إلى النفير العام نصرة للدين وطرداً لأذناب فرنسا وباقي الصليبيين وكل الدول التي تشارك في حربها على أبناء ليبيا». وحذر مجلس شورى الثوار من أن بنغازي ستكون «مقبرة» لكل مُعتدٍ، وقال: إن مشروع اللواء المتقاعد خليفة حفتر «هو مشروع غربي بأيدٍ ليبية عميلة». وكانت فرنسا قد أقرت الأربعاء بمصرع ثلاثة من أفراد قواتها الخاصة إثر إسقاط «سرايا الدفاع عن بنغازي» مروحية بمنطقة المقرون (65 كيلومترا غرب بنغازي) وقالت مصادر من قوات حفتر: إن المروحية تابعة لتلك القوات, وإن الفرنسيين «مستشارون عسكريون». وتسبب الإعلان الفرنسي عن التواجد العسكري في ليبيا بموجة تظاهرات في عدة مدن في غرب ليبيا، بينها العاصمة طرابلس ومصراتة (200 كلم شرق طرابلس). وأحرق المتظاهرون العلم الفرنسي خلال التظاهرات، كما خرجت مظاهرات غاضبة في عدد من مدن غرب ليبيا بما فيها العاصمة طرابلس للتنديد بالتدخل الفرنسي. واقتحم محتجون مساء الخميس مقر وزارة الخارجية بالعاصمة طرابلس, في حين تجمع آخرون أمام قاعدة أبو ستة البحرية بالعاصمة التي كانت مقراً مؤقتاً لحكومة الوفاق, وأحرقوا العلم الفرنسي. ويتهم المحتجون وزير الخارجية بالصمت عن الدعم الفرنسي العسكري لقوات حفتر، والتواطؤِ معها لتوجيه ضربات لمقاتلي سرايا الدفاع عن بنغازي. وكان مئات المتظاهرين قد تجمعوا في طرابلس ومصراتة والزاوية وغريان للتعبير عن رفضهم للتدخل العسكري الفرنسي، وفي نفس الوقت صدرت دعوات لمقاطعة البضائع الفرنسية. وكان مسؤول ليبي قد قال الجمعة: إن رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج استدعى السفير الفرنسي لإبلاغه احتجاج ليبيا على التدخل الفرنسي. يُذكر أن سرايا الدفاع عن بنغازي تشكيل عسكري مناهض لحفتر تأسس حديثاً لإعادة المهجرين من أبناء بنغازي إلى مدينتهم. وقد نددت أحزاب ليبية وعلماء دين بينهم المفتي الشيخ صادق الغرياني بوجود قوات فرنسية في ليبيا. إلى ذلك.. انطلقت، أمس السبت، بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، اجتماعات وزراء الخارجية العرب، المحضرة لمؤتمر القمة العربية على مستوى الرؤساء المقرر أن تعقد غدا الاثنين. وتصدرت الأزمة الليبية نقاشات وزراء الخارجية العرب، فيما أكدت مصادر من داخل الاجتماع أن نقاشاً قوياً سبق الاجتماع بشأن مقعد سوريا، حيث طلبت بعض الدول منحه لائتلاف المعارضة، بينما رفضت الغالبية ذلك مع إبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى يتم التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية».;
مشاركة :