أن تكون مسلماً بعد جريمة نيس يعني أن تقتنع بأن المرتكب ليس مسلماً

  • 7/24/2016
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

أن تكون مسلماً في الغرب في 2016، يعني أن يتم التشكيك في «توافق» إيمانك مع القيم الحديثة والمسالمة والديموقراطية في شكل يومي من جانب ثلاث فئات على الأقلّ: المتطرفين غير المسلمين والمتعصبين من كل الأجناس، والأصوليين المسلمين وبنوع خاص في أماكن على غرار فرنسا، والعلمانيين الهستيريين. أما مواجهة هذه الهجمات المتواصلة فهي تحبط العزيمة. للأسف، ولزيادة الإهانة على الضرر، أن تكون مسلماً في 2016، يعني أنه يتم الدفاع عنك من جانب أشخاص ومؤسسات يظنون أنه من الذكاء والتفكير البناء بمكان أن يجادلوا في غياب العلاقة بين أعمال العنف البربرية التي يقوم بها بعض الوحوش باسم الإسلام من كل أنحاء العالم والعقيدة الإسلامية. فالأمر يجعل من موقف المسلمين الذين يقولون أنه ما من تعارض جوهري أو بالأحرى وجودي بين القيم العالمية والقيم الإسلامية، موقفاً لا يمكن الدفاع عنه. طبعاً، يمكن أي شخص مطلع قليلاً على التاريخ أن يعرف أن التوافق بين القيم المسماة بالقيم «اليهودية - المسيحية» والقيم التي تدعو إلى السلام والديموقراطية هو تطور جديد في التاريخ، وأنه بعد الحرب العالمية الثانية. القيم التي تعرف اليوم بالقيم اليهودية - المسيحية كانت قيم مسيحية بحتة. فالمجتمعات الغربية المعادية للسامية في شكل حاد لن تتقبل أياً من هذه الطقوس اليهودية، إلا أن غالبية العناصر في خلفية النظام الذكوري الذي ينسب اليوم إلى الإسلام، هي في الأصل عناصر تعود إلى ما قبل الإسلام. إذا كنا نحن المسلمين نريد أن نؤخذ على محمل الجدّ، فعلينا القول أن ديننا هو دين محبة وسلام وعدالة اجتماعية، وبالتالي، لا يجب الانجراف وراء النزعة الطبيعية وإلى القول بأننا أبرياء من الجرائم المروعة التي ترتكب باسم الإسلام. ولا يجب أن نثني على ما يقوله حلفاؤنا، أكانوا أعضاء في إدارة أوباما أو أياً كان، بأنه لا علاقة لنا بهم. والحقيقة أنه ثمة شيء مشترك معهم، إذ إننا كلنا ندعي بأننا مسلمون. ولا شك في أن رؤيتهم للإسلام هي رؤية غير سليمة وخاطئة تماماً. ولكن، ثمة خيط مشترك بين أعمال العنف الحقيرة التي ترتكب في كل أنحاء العالم في هذه الأيام. وهذا الخيط المشترك هو أن مرتكبيها يظنون أنفسهم مسلمين. أي بعبارة أخرى، ما من «مشكلة» جوهرية مع الإسلام. لكن، بهدف مواجهة مشكلة ما علينا أولاً الاعتراف بوجودها. علينا أن نعترف بأن سوء تفاهم حصل بيننا وبين الغرب. ومن شأن هذا الأمر أن يسلط الضوء على مشكلة أخرى مهمة أخرى برزت إثر الاعتداء البشع في نيس، ألا وهي نشر لقطات من المجزرة وما بعدها. وقد طلبت السلطات الفرنسية من الناس الامتناع عن تبادل صور الاعتداء البشعة، كي لا تشجع انتحاريين آخرين على تنفيذ اعتداءات. ويقول آخرون الأمر نفسه ولكن، احتراماً لعائلات الضحايا. لدي خبر لكم: في هذه الأيام والعصر، إن كان محبو «داعش» وداعموه يريدون الحصول على هذه اللقطات سيحصلون عليها في كل الأحوال. وبالنسبة لي، أريد تحديداً من باب التعاطف مع الضحايا أن يرى كل الناس من ديني الأعمال الوحشية التي ترتكب باسم ديننا. فصور معسكرات الإبادة النازية، وتلك التي تبرز فتاة فيتنامية تهرب من قصف نابالم صدمت العالم بأسره وأتت بالتغيير المطلوب تحديداً لأن العالم أصيب بالصدمة نتيجة هذه الصور. يتم حضّنا على تبادل صور الشرطيين الذين يعتدون على أشخاص سود في الولايات المتحدة الأميركية لكي يعرف الناس ما يجري، ولكنه لا يجدر بنا نشر ما يفعله «داعش» في جنوب فرنسا؟ على المسلمين في كل أنحاء العالم أن يروا العنف المرتكب باسم الإسلام ليتمكنوا من مواجهة حقيقة الإسلام في القرن الواحد والعشرين. * مؤسس مؤسسة الكواكب للإصلاح الإسلامي، المدير التنفيذي لمركز بحوث «يوثونوميكس»

مشاركة :