منذ تدهور الظروف الأمنية في البلاد، وجد المنتخب الليبي نفسه مضطراً لخوض مبارياته خارج الديار متحدياً جمعي الظروف، المنافس والملعب وغياب الجماهير في نفس الوقت، ورغم ذلك فقد أصاب العديد من النجاحات منذ تعيين المدرب الأسباني خافيير كليمنتي حين توّج معه سنة 2014 بكأس أفريقيا للاعبين المحليين على حساب غانا بركلات الترجيح، ثم واصل المشوار بعدها بثبات، وتمكن من بلوغ الدور الأخير من تصفيات كأس العالم روسيا 2018 FIFA. وقد تحدّث صانع الإنجازات كليمنتي إلى موقع FIFA.com عن الصعوبة التي يجدها منتخبه عندما يستقبل منافسيه في بلاد غريبة حيث قال"ظروفنا أصعب من ظروف كل المنتخبات الأخرى، فالكل يعلم ما يحدث في ليبيا، وهذا ما يدفعنا إلى اللعب خارج الديار إذ نستقبل المنافسين في بلدان غريبة عنّا، والأصعب أننا نلعب من دون جمهورنا، وكلنا يعلم أهمية وقدرة الجمهور لدعم أي فريق كرة القدم." وأضاف "لكننا تعودنا بعض الشيء على هذه الظروف في الفترة الأخيرة، وبدأنا نتأقلم ونحقق نتائج إيجابية رغم الصعاب. واليوم الذي سنعود فيه لاستقبال منافسينا في ليبيا، أظن أن حظوظنا في التأهل للمنافسات الكبرى ستكون أوفر مقارنة بالوضع الحالي. فحاليا نحن نلعب مبارياتنا المحلية في تونس ومصر، وهذا ليس سهلاً علينا." على غرار المنتخبات الأفريقية الأخرى، تعرّف المنتخب الليبي على منافسيه في تصفيات كأس العالم 2018 FIFA، وأنصفته القرعة هذه المرة وأوقعته في مجموعة متوازنة رفقة تونس والكونجو الديمقراطية وغينيا، وقد أدلى كليمنتي برأيه حول هذه المجموعة قائلاً "المباريات في أفريقيا عادة ما تكون صعبة، لأن القارة السمراء تملك منتخبات قوية، ولا يتأهل إلا صاحب المرتبة الأولى من كل مجموعة. ولكن ما يمكنني رؤيته كمدرب لمنتخب ليبيا، فإننا نملك الإمكانيات لنتأهل ضمن المجموعة التي وقعنا فيها، فإذا كان لدينا الوقت لنعمل جيداً ونطبق البرنامج الذي وضعناه للتحضيرات، أظن أننا قادرون على التأهل. لا يمكنني أن أجزم بذلك، صحيح أن حظوظنا ليست وفيرة في المجموعة، لكن كل شيء ممكن." يرشّح كل العارفين بخبايا كرة القدم الأفريقية منتخب تونس لبلوغ النهائيات عن هذه المجموعة، وبدرجة أقل الكونجو الديمقراطية التي وصلت لنصف نهائي كأس أفريقيا 2015 بغينيا الإستوائية وعن رأيه في المنافسين، يقول المدرب الأسباني "لم أدرس بعد المنتخبات الأخرى التي سنواجهها في مجموعتنا، ولا أعرف جيداً الكونجو الديمقراطية وغينيا عكس معرفتي الجيدة بمنتخب تونس، لأنني واجهتهم في تصفيات كأس أفريقيا للمحليين، حيث خسرنا مباراة وربحنا أخرى، وهو منتخب يملك إمكانيات ممتازة." اللاعبون الناشطون في البطولات الأفريقية يلعبون ببطء، وتنقصهم الفطنة داخل أرضية الميدان، أما اللاعب الأفريقي في أوروبا فيملك دائماً قوة زائدة على اللاعب المحلي، ويلعب بسرعة فائقة. خافيير كليمنتي وأضاف "أما الكونجو الديمقراطية، فأعلم أنه منتخب قوي، لكن الذي أجهله هو منتخب غينيا، رغم علمي بامتلاك كل من الكونجو وغينيا بعض اللاعبين الناشطين في أوروبا. في أفريقيا الأمور تكون دائماً صعبة خاصة حين تلعب خارج الديار وبعض اللقاءات على أرضيات غير جيدة، فهناك أرضيات العشب الطبيعي التي لا يمكن اللعب عليها وهناك الأرضيات الإصطناعية ويصعب التأقلم عليها." عوامل حاسمة ومختلفة بالعودة إلى الإحصائيات، اعتمدت المنتخبات الأفريقية الخمس التي بلغت النسختين الأخيرتين لكأس العالم FIFA في جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014، بنسبة 90 في المئة على اللاعبين المحترفين في أوروبا، فتتكون تشكيلات الجزائر وكوت ديفوار وغانا ونيجيريا والكاميرون من لاعبين محترفين في القارة العجوز ما ساهم في بلوغ كأس العالم FIFA مرتين متتاليتين. وعن هذه النقطة بالذات، سلّط كليمنتي الضوء قائلاً "شاهدت المجموعات الأخرى وأعترف أنها أقوى من مجموعتنا، لكن منتخبات الجزائري والكاميرون ونيجيريا، وغانا ومصر والمغرب وكوت ديفوار، كلها منتخبات قوية في القارة الأفريقية، خاصة أنها تملك العديد من اللاعبين المحترفين في أوروبا." وشرح قائلاً "المنتخبات التي تملك لاعبين في القارة العجوز، مستواها أفضل بكثير من البلدان التي تعتمد على اللاعبين المحليين. اللاعبون الناشطون في البطولات الأفريقية يلعبون ببطء، وتنقصهم الفطنة داخل أرضية الميدان، أما اللاعب الأفريقي في أوروبا فيملك دائماً قوة زائدة على اللاعب المحلي، ويلعب بسرعة فائقة." وبينما يضع كليمنتي نصب عينيه التأهل إلى النهائيات، حلّل المدرب السابق لمنتخب أسبانيا في كأس العالم FIFA المجموعات الأخرى في التصفيات النهائية قائلاً "لم أدرس جيدا المجموعات الأخرى، ولا يمكنني الجزم بمن سيتأهل ومن سيبقى في الديار. لقد ركّزت مؤخراً على المنتخبات التي سأواجهها وهي تونس وغينيا والكونجو الديمقراطية، فمجموعتنا مقارنة بالمجموعات الأخرى ليست بالصعبة، وهناك بعض المنتخبات على الورق قوية جداً، على غرار منتخب الجزائر الذي يملك تشكيلة قوية، وقد برهن عن ذلك في آخر نسخة من كأس العالم. لكن في ميدان التنافس أمر آخر، فالصعوبة تكمن في تأهل منتخب واحد من أصل 4 منتخبات في كل مجموعة، وأظن أن الجزائر ستلقى صعوبة كبيرة عندما توجه نيجيريا." وأضاف "منتخب المغرب مثلاً وقع في مجموعة صعبة، لكنني أظنه على الورق من المرشحين لبلوغ النهائيات رغم أنه سيجد صعوبة كبيرة بمواجهة كوت ديفوار. أما منتخب مالي فيملك لاعبين في المستوى، ولكن عندما تواجهه يجب أن تتعرف على حالة أرضية الميدان قبل المباراة، هل هي أرضية بعشب طبيعي وكثيف أو أرضية اصطناعية. كل هذه الأمور تلعب دوراً كبيراً في تحديد النتائج والمتأهل. أما مجموعة مصر مع غانا، فحظوظهما متساوية، وكل منتخب قادر على التأهل، لأن المنتخبين يملكان مستوى جيد. أما بخصوص مجموعة السنغال، فأظن أنهم المرشحون للفوز بها، رغم أن المنتخبات الكبيرة لطالما تجد صعوبات أمام المنتخبات الصغيرة."
مشاركة :