خالفت السويد التوقعات بإحرازها باكورة القابها في بطولة أوروبا تحت 21 سنة UEFA بفوزها على البرتغال بركلات الترجيح في المباراة النهائية الثلاثاء. بعد 24 عاما بالتمام والكمال على احراز الجيل الذهبي البرتغالي لقبين متتاليين في كأس العالم تحت 21 سنة FIFA عندما كان يضم في صفوف لويس فيجو، بدا بأن مجموعة جديدة موهوبة من الشبان البرتغاليين سيدونون اسمهم بأحرف ذهبية لكن السويد كان لها رأي آخر. جاءت المباراة النهائية التي انتهت بالتعادل السلبي قبل ان تحسم السويد الأمر في مصلحتها بركلات الترجيح 4-3، لتسدل الستار على اسبوعين من الأحداث المثيرة شهدتها البطولة التي كانت مؤهلة الى دورة الألعاب الأولمبية المقررة الصيف المقبل. بالإضافة الى طرفي المباراة النهائية، انتزعت ألمانيا والدنمارك البطاقتين الأخريين للمشاركة في مسابقة كرة القدم الأولمبية في ريو 2016 من خلال بلوغهما الدور نصف النهائي بعد ان خاضتا معركتين حقيقيتين للتأهل في دور المجموعات. دنمارك قوية وبرتغال براغماتية تخطت الدنمارك وألمانيا المجموعة الأولى التي كانت تضم جمهورية التشيك وصربيا المتوجة مؤخرا بكأس العالم تحت 20 سنة FIFA. تقدمت تشيكيا وسط مساندة جماهيرية صاخبة على الدنمارك في المباراة الأولى في براج، لكن المنتخب الاسكندينافي قلب الأمور في مصلحته في الشوط الثاني بتسجيله هدفين بواسطة جانيك فيستيرجارد وبيوني سيستو ليخرج فائزا 2-1. وعوّض منتخب الدولة المضيفة في مباراته الثانية بفوز لافت على صربيا 4-0، لكنه لم ينجح في الخروج فائزا في مباراته الثالثة ضد ألمانيا وخرج من المنافسة. أنهت الدنمارك دور المجموعات في الصدارة على الرغم من خسارتها في مبارتها الثانية أمام ألمانيا 0-3، وذلك بفوزها في مباراتها الثالثة ضد صربيا 2-0 في لقاء سجل فيه نجم أياكس أمستردام فيكتور فيشر أحد الهدفين لتتقدم على ألمانيا التي اكتفت بالتعادل مع تشيكيا 1-1، وهي النتيجة ذاتها التي آلت اليها مباراتها الأولى مع صربيا. ووصفت المجموعة الثانية بالأقوى نظرا لأنها كانت تضم ايطاليا بطلة أوروبا خمس مرات، وإنجلترا المتوجة باللقب القاري مرتين، بالإضافة الى السويد والبرتغال وكلاهما سبق له بلوغ النهائي. لكن المنتخبين الأخيرين قلبا التوقعات رأسا على عقب بإنتزاعهما بطاقتي التأهل الى الدور التالي. شهدت المباراة الإفتتاحية في المجموعة بين إيطاليا والسويد لحظات دراماتيكية في آواخرها عندما حسم كييسي ثيلين الأمر في مصلحة المنتخب الاسكندينافي في الدقيقة 86 من ركلة جزاء، في حين افتتحت البرتغال مشوارها بالفوز على إنجلترا 1-0. وكانت مباراة الجولة الثانية بين إنجلترا والسويد مشدودة الأعصاب ونجح فيها جيسي لينجارد في منح الفوز لفريقه في وقت متأخر ليحقق منتخب الأسود الثلاثة أول انتصار له في كأس أوروبا تحت 21 عاما منذ ان منح فريزر كامبل وجيمس ميلنر الفوز للفريق على أسبانيا 2-0 عام 2009. دخلت المنتخبات الأربعة الجولة الأخيرة وجميعها تحتفظ بأمل بلوغ الدور التالي ويدرك تماما ما يتوجب عليه القيام به. سقطت إنجلترا أمام إيطاليا 1-3 بعد ان تخلفت بهدفين في نصف الساعة الأول، في حين انتهت المواجهة الثانية بين البرتغال والسويد بالتعادل 1-1 عندما ادرك سايمون تيبلينج التعادل للمنتخب الاسكنيدنافي في وقت متأخر ليبلغ المنتخبان الدور نصف النهائي سويا. البرتغال تلقن ألمانيا درسا كان عشاق اللعبة عى موعد مع مباراتين مثيرتين في نصف النهائي، حيث تعيّن على الجيل الألماني الجديد مواجهة البرتغال التي تتمتع بخط وسط قوي. أما المباراة الثانية في نصف النهائي فكانت مواجهة اسكندينافية بحتة بين السويد والدنمارك. وخلافا للتوقعات انتهت المباراتان بفوزين سهلين. فقد الحقت البرتغال بألمانيا هزيمة قاسية قوامها خمسة أهداف نظيفة، في مباراة تألق فيها لاعب الوسط ويليام كارفالو حيث تمكنت كتيبة المدرب روي جورج من التقدم بثلاثة أهداف في نهاية الشوط الأول. ولتأكيد الموهبة في صفوف المنتخب البرتغالي، فقد سجل خمسة لاعبين مختلفين الأهداف الخمسة في مباراة وصفها ايمري تشان لاعب وسط منتخب ألمانيا بأنها "يوم أسود لكل ألمانيا". في المقابل، حققت السويد فوزا سهلا على جارتها الدنمارك 4-1 بعد ان تقدمت عليها بهدفين سريعين في نهاية الشوط الأول. وعلى الرغم من انتفاضة الكتيبة الدنماركية وتقليصها الفارق بواسطة أوفي بيك، فإن روبين كوازون وأوسكار هيلييمارك منحا فوزا عريضا للسويد ليبلغ الفريق النهائي الأوروبي الأول له تحت 20 سنة منذ عام 1992. وفي المباراة النهائية، حفلت الدقائق الـ120 بالإثارة والشد العصبي قبل ان يلجأ المنتخبان الى ركلات الترجيح الدراماتيكية. فرض حارس السويد باتريك كارلجرين نفسه بطلا للمباراة من خلال تصديه لركلتين ترجيحيتين بينها واحدة لويليام كارفالو ليقود بلاده الى باكورة ألقابها القارية.