شورله: يجب أن نحافظ على أسلوب لعبنا

  • 11/3/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في الدقيقة 113 كانت الإثارة قد بلغت أوجها في ملعب ماراكانا، انطلق عندها أندري شورله بسرعة فائقة في الجناح الأيسر وأرسل بكلّ قوة كرة عرضية استقرّت على صدر ماريو جوتزه المتوغل في مربع عمليات منتخب الأرجنتين. وما تلا ذلك كان إنجازاً تاريخياً بكلّ المقاييس. فالتمريرة الحاسمة التي جاءت بهدف النصر القاتل في موقعة نهائي كأس العالم البرازيل 2014 FIFA غيّرت العديد من الأمور في حياة جناح ألمانيا السريع. أما اليوم فقد أصبح شورله، الذي سيحتفل يوم الجمعة المقبل بعيد ميلاده الخامس والعشرين، أكثر من أي وقت مضى من الدعامات الأساسية في تشكيل المنتخب الألماني. بفضل لياقته البدنية القوية وسرعته الكبيرة يُعتبر من اللاعبين الذين يمثلون أسلوب لعب ألمانيا الحيوي والسريع بقيادة المدرب الوطني يواكيم لوف. لكن مشوار هذا الشاب الأشقر الودود بعد تلك "الليلة العجيبة" لم يكن خالياً من الصعوبات. وقد تحدث موقع FIFA.com في مقابلة حصرية مع صاحب القميص رقم 17 في تشكيل نادي فولفسبورج بطل الكأس الألمانية عن أحلامه التي تحققت في البرازيل وطموحاته في فرنسا وروسيا، علاوة على المشوار غير السهل دائماً بين الصعود المبكر إلى القمة وطموح النجاح في التحديات المقبلة. موقعFIFA.com:شورله، ما هي أول بطولة عالمية تتذكرها في حياتك؟ أندري شورله:(يضحك) إنها بطولة العالم كوريا الجنوبية واليابان 2002. مازالت أتذكر كيف تابعت في ذلك الوقت مباراة النهائي بين ألمانيا والبرازيل وأنا جالس على الأريكة في البيت مع أسرتي، وكيف كنت حزيناً بعد خسارتنا. هل كنت تحلم وقتها بالمشاركة يوماً ما في النهائيات العالمية أو حتى باللعب في النهائي؟ فما بالك التتويج باللقب وتمرير كرة الهدف الحاسم؟ عندما يكون المرء طفلاً يحلم بالكثير من الأشياء، خاصة عندما يشاهد نجومه المفضلين على التلفاز ويتخيل كلّ الإنجازات التي يُمكن أن يحققها. كان مايكل بالاك هو مثلي الأعلى. وغايتي كانت دائماً هي أن أنجح أولاً في احتراف كرة القدم، وربما اللعب يوماً ما في المنتخب الوطني. لكن أن أصل بعدها إلى هذا الحد وأتمكن من إعداد هدف النصر في نهائي بطولة العالم، فهو أمر لم أجرؤ على أن أحلم به. في ألمانيا، أنت تُعتبر منذ سنوات عديدة من اللاعبين البارزين والمعروفين. وفي الخارج، أنت معروف خاصة بكونك الرجل الذي مرّر الكرة الحاسمة التي سجل على إثرها جوتزه الهدف الحاسم في ملعب ماراكانا. هل مازلت تستحضر كثيراً تلك اللحظة؟ بالطبع! هذه اللحظة والتتويج باللقب العالمي الذي تلاها يُشكلان بدون شك أعظم نجاح في مسيرتي إلى غاية الآن. فالمرء مازال يشاهد باستمرار الهدف والتمريرة الحاسمة في التلفاز وسيظل يتذكر ذلك كثيراً. ستبقى تلك اللحظات محفورة في ذاكرتي إلى الأبد. ما الذي تغيّر في حياتك منذ 13 يوليو/تموز 2014؟ تزايد الاهتمام بشكل كبير، وقد ارتفع على المستوى العالمي أيضاً. أينما أكون يتعرّف الناس عليّ في أي مكان سواء في ألمانيا أو الخارج. وهذا بكلّ تأكيد من أبرز مظاهر التغيير. وكيف ساعد التتويج باللقب الأغلى في مواصلة نموك الشخصي؟ عندما يلعب المرء مباراة نهائية يساعده ذلك كثيراً في التعامل بشكل أفضل مع الضغط. ففي كل مباراة يكون الضغط كبيراً، لكن المرء يُدرك بكل ثقة أنه في أعظم مباراة في رياضة كرة القدم وينبغي الصمود أمام الضغط والتحكم فيه. وهو ما يجعل المرء قادراً في أعلى مستوى على التركيز على واجبه والحفاظ على هدوئه تحت كل الظروف. لكن مسيرتك لم تسر بشكل مثالي منذ ذلك الوقت. ماذا يجب فعله عندما يعيش المرء لحظات سيئة بعدما كان قد حقق إنجازاً من هذا النوع؟ كنت بالطبع أتمنى أن أعيش وضعاً مختلفاً بعد النهائيات العالمية. كنت قد وقعت في السابق على بداية موسم جيدة للغاية مع تشيلسي، لكن الأمور لم تسر بشكل مثالي بعد ذلك. وبالتالي، أردت أن أعود في فترة الانتقالات الشتوية إلى ألمانيا والانتقال إلى فولفسبورج. الأمر ليس سهلاً على المستوى الذهني غير أنني أعرف مكامن قوتي أكثر من أي وقت مضى وأعرف أيضاً أنه عندما أتمكن من اللعب باستمرار من جديد ستعود كذلك الأمور إلى مجراها. كيف ترى الآن أهدافك على المدى المتوسط؟ لاحظت أنني كنت أقوم فقط بدور الجوكر في تشيلسي. لهذا فكرت بجدية في فرصة الانتقال إلى فولفسبورج وبذلك الانضمام إلى أحد الأندية الطموحة جداً في دوري البوندسليجا. ونحن نسعى الآن إلى أن نحتل في كلّ عام المراكز الأمامية في البوندسليجا والمشاركة في كل عام في دوري أبطال أوروبا. أعتقد أننا نسير على الطريق الصحيح لكن مازال أمامنا عمل شاق أيضاً. أنت تعرف جيداً الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري البوندسليجا الألماني أيضاً... من الصعب دائماً المقارنة بين الدوريات. في إنجلترا تُلعب كرة قدم أكثر بحدّة وصلابة وتكون هناك في كل أسبوعين أو ثلاثة مباراة قمة لأن هناك الكثير من الأندية التي تتمتع بمؤهلات هائلة. الأمر مغاير قليلاً في ألمانيا. فهنا لدينا طبعاً بايرن ميونيخ الذي يُعتبر من أفضل الأندية في العالم وتأتي خلفه بعض الفرق التي تنافسه. لكن في العموم ليس لدينا في ألمانيا الكثير من الأندية العالمية التي تملك مستوى أداء هائل كما في إنجلترا. صحيح أن المنتخب الألماني نجح في تحقيق التأهل إلى كأس أمم أوروبا 2016 UEFA غير أنه لم يحقق ذلك باقتدار وتحكم كبيرين كما هو متوقع من بطل العالم. ما هي الأمور التي يجب تحسينها حتى موعد النهائيات القارية في فرنسا؟ يتعين علينا الآن وبكل بساطة أن نرى ما إذا كانت العناصر المحورية في الفريق ستظل في صحة جيدة إلى حين انطلاق البطولة في فرنسا. وفي حال حصل ذلك، أنا واثق بأننا سنلعب مجدداً بقوتنا المعهودة. وبرحيل فيليب لام وبير ميرتسيكر وميروسلاف كلوزه بعد النهائيات العالمية فقدنا ثلاث ركائز في الفريق. لهذا يلزم أولاً بناء هيكل جديد. لهذا من المهم أن نحافظ الآن على أسلوب لعبنا. إلى أي مدى يختلف هذا الفريق على مستوى الطباع عن الفريق الذي توّج باللقب العالمي عام 2014 في البرازيل؟ إننا نملك أكثر من أي وقت مضى لاعبين يتمتعون بشخصية قوية. أقصد هنا على وجه الخصوص مانويل نوير وباستيان شفاينشتايجر الذي يلعب منذ وقت بعيد على أعلى مستوى وأيضاً توماس مولر الذي يعتبر شخصاً رائعاً. كما لدينا لاعبين آخرين من مستوى عالمي مثل ماتس هاملز وتوني كروس. أنا واثق جداً أنه عندما ستشتدّ المنافسة سنقدّم مجدداً أداءاً ممتازاً. كيف تقيّم دورك الشخصي في المنتخب الألماني؟ أنا مقتنع أن يواكيم لوف يضع ثقته فيّ لأنه يعرف ما يمكنني تقديمه. في الوقت الحالي ألعب أحياناً في التشكيل الأساسي وأحياناً أخرى ألعب دور الجوكر. لكنني أشعر بالراحة وسأكون دائماً حاضراً عندما يحتاجني المدرب. كيف ترى تطور المنتخب الوطني على المستوى الفني والتكتيكي؟ نحن نحتاج إلى محفزات جديدة لأن خصومنا يستعدون دائماً بشكل أفضل لمواجهتنا. عند مواجهة بطل العالم تكون جميع الفرق في غاية الحماسة وعلى أتمّ الاستعداد لإظهار أفضل أداء لديها. لاحظنا خلال التصفيات أن جميع الخصوم يتراجعون كثيراً إلى الخلف. وفي كلّ مباراة نحتكر الكرة بنسبة من 70 إلى 75 بالمئة ويكون علينا إيجاد الحلول للوصول إلى الشباك. لهذا ينبغي علينا على وجه الخصوص أن نشتغل على التعامل مع فرص التسجيل التي نخلقها بفعالية أكبر. وإذا قضينا وقتاً أطول سوياً وعملنا خلال معسكرات تدريبية تدوم ثلاثة أو أربعة أسابيع على تحسين المترابطات والأوتوماتيزمات سنكون من جديد ناجحين أكثر أمام الفرق المتراجعة إلى الوراء. هل بإمكانكم الفوز باللقب الأوروبي؟ بكل تأكيد! فنحن أبطال العالم ولدينا فريق عظيم. الفوز باللقب الأوروبي هو هدف واقعي لأنني أيضاً أكاد لا أرى فريقاً آخر يتمتع بهذه القوة الذهنية التي نملكها. وبعدها بعامين، هل تؤمن بقدرة منتخب ألمانيا على أن يصبح، في بطولة العالم التي ستقام عام 2018 في روسيا، أول بطل عالم بعد البرازيل في دورة 1962، ينجح في الحفاظ على لقبه ويؤسس بذلك عهداً كروياً جديداً بعد أسبانيا؟ كان الأسبان مبهرين بالطبع بعد فوزهم بثلاث بطولات كبرى بين عامي 2008 و2012، خاصة أنهم حسب معرفتي لم يعانوا في هذه الفترة من رحيل لاعبين حاسمين. لكنني أرى أننا نسير على الطريق الصحيح. تكنّ المنتخبات الأخرى احتراماً كبيراً لمؤهلاتنا ولطريقتنا في اللعب. يمكنني أن أتصور ذلك، لكنه طريق صعب وفي جميع الأحوال، وكما هو الأمر دائماً، ستكون التفاصيل البسيطة في النهاية حاسمة في هذا الشأن.

مشاركة :