ساعتان ويزيد قليلاً قضاها جمهور «بيت الدين» مع نجوم ليلة «يا مال الشام». فعلى الخشبة الرئيسية لمهرجانات بيت الدين الدولية، انتشر مساء أول من أمس عالم من السحر والسماع النموذجي وسط أنغام من عيون الشرق وقلبه، قادها العوّادان اللبناني شربل روحانا والعراقي نصير شمة والمغنية المفاجأة لينا شماميان، وقيادة حكيمة وسلسة للمايسترا كاتيا مقدسي وارن، مع عازفين لبنانيين وكنديين انطلاقاً من كون الإنتاج تولاّه مهرجان العالم العربي في مونتريال. ليلة 23 يوليو الجاري كان خيارها رائعاً لما حملته من عمق وقيمة فنية وتنسيق بين ثلاثة فنانين لكل منهم خصوصيته. روحانا دخل مفتتحاً مع أوركسترا من 22 عازفاً (16 لبنانياً و6 كنديين و6 كورال من الجنسين تقودهم المايسترا كاتيا مقدسي وارن)... عوده يغرّد حيناً منفرداً وحيناً يصاحب الفرقة مع 3 معزوفات هي «سيدة القصر»، «نظرة ما» و«صبايا» و4 أغنيات «لوكنت زائرتي»، «إلى متى»، «يا لالا» و«بالعربي». وبالرغم من أن صورة شربل عند الناس ليست غنائية، إلا أن عدداً من أغنياته الانتقادية حفظها الشباب ورددوها وبدا ذلك واضحاً خلال الحفل. المحطة الثانية كانت مع المغنية السورية - الأرمنية لينا شماميان التي تتمتع بصوت مليء بالشجن والحلاوة والقدرات الأوبرالية التي فاجأت الحضور تماماً، وجعلته يردد أكثر من مرة «برافو». جميلة الصوت والملامح والقوام، تتمتع بثقة عارمة وتعرف ماذا تقول ومتى. غنّت «حلالي»، «أول مسافر»، «بالي معك»، «آخر العنقود»، «شام»، «طلوع الضو»، «لما بدا يتثنّى»، مع أغنية «حبيبي» بالأرمنية. أما العوّاد العراقي المقيم في مصر نصير شمّة، وصاحب بيوت العود في عدد من العواصم العربية، فحضر بقوة وكياسة مع عوده... عزف مع الفرقة، وأخذ وقته في السولو مع أنغام خاصة: «بياض»، «من الذاكرة»، «على حافة الألم»، «لوكان لي جناح»، «الكرادة»، و«إشراق». وصفق له الحضور المتذوق كثيراً وهو يداعب عوده بالريشة حيناً وبأصابعه العارية ويد واحدة حيناً آخر. مسك الختام حين اجتمع الثلاثة في عالم التراث الشامي، وغنّى الجمهور معهم كما لم نسمعه من قبل.
مشاركة :