أكاديميات: صناعة تصدير الغش!! | سالم بن أحمد سحاب

  • 7/24/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في دراسة تحليلية لصحيفة (وول ستريت) الشهيرة اعتمدت على بيانات مستقاة من أكثر من 12 جامعة حكومية كبيرة في الولايات المتحدة، تبين أن محاولات الغش بين الطلبة الأجانب في مرحلة البكالوريوس تبلغ أكثر من خمسة أضعاف عدد محاولات الغش بين الطلبة المحليين. هذا وقد أجريت الدراسة خلال العام الدراسي 2014 – 2015، وتحديداً كانت النسبة 5,1 لكل مائة طالب أجنبي مقابل حالة غش واحدة لكل 100 طالب أمريكي. قراءة لا تسر خاصة إذا قُرنت بقصص شبه مؤكدة عن حالات غش تتجاوز حالات البصبصة والاستعانة بالبراشيم لتصل إلى درجة استئجار (بديل) شاطر لأخذ الاختبار بدلاً من الأصل (الخايب)! هل لهذه المحاولات السخيفة علاقة بالثقافة التي ترعرع ممارس الغش في أحضانها؟ هل كان من الممارسين للغش في بلاده قبل القدوم على الولايات المتحدة للدراسة فيها؟ هل يتوقع هذا (الغشاش) تسامح الجامعات الأمريكية مع هذا السلوك المشين؟ ولكن وددت لو أن الدراسة تتبعت مصدر تمويل رسوم الدراسة التي يدفعها الطالب (الغشاش)! هل هو مثلاً يدفع من عرق جبينه الخاص؟ أم أن المال مال أبيه، والتربية كذلك تربية أبيه؟ هل حكومته مثلاً تتحمل رسوم دراسته وتدفع جزءاً من نفقاته هناك؟ عندها قد تسهل عليه المخاطرة، فأقصى ما سيعانيه هو فصل من الجامعة ثم رحيل إلى بلاده وربما على نفقة حكومته! وإن كان صاحب حظ متين انتقل إلى جامعة أخرى ليمارس فيها الخطيئة إياها مرة بل ومرات أخرى قبل أن يُفضح مرة أخرى. هذا الصنف المدفوع له لا يمر عادة على آليات للفلترة وإجراءات دقيقة محايدة للاختيار، وإنما هي سياسات المجاملة والواسطة. وكلما زادت فئة (الغشاشين) وتركزت في منطقة جغرافية بعينها كلما ساءت سمعة تلك المنطقة ليس على المستوى التعليمي فحسب، وإنما على كل المستويات الأخرى سواء كانت تجارية أو قانونية أو حقوقية أو سياحية أو حتى إنسانية. الغش أصله (كذب)، والكذب يفقد المجتمع كل مزاياه الإيجابية. ولذلك كان التحذير النبوي (من غشنا فليس منا)، وفي الحديث أنه ربما اتصف المؤمن برذائل كثيرة، لكن الكذب ليس منها إطلاقاً. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :