وإن كبير القوم لا علم عندهُ.. صغيرٌ إذا التفّت عليه المحافلُ

  • 7/24/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كان ضمن المناهج اللافصلية في دراستنا الابتدائيّة في المملكة حصص كان اسمها المحفوظات، وهي عادة إما شعر أو نثر جميل يلقيه الطالب لاكتشاف موهبته من أجل إعطائه مشاركة في الحفل الختامي للمدرسة. وقد تُستعمل قدرة ذلك الطالب وفصاحته عند حلول ضيف على البلدة، فتقوم المدرسة بتنظيم حفل خطابي، يعكس كفاءة المدرسة ومدرّسيها. كان بعض الطلبة يبهر الحضور بخطبته، فتراه يحفظ الإشارات باليد وعلامات التوقف والابتداء والتحكّم في القوافي (إن كانت الخطبة شعرا). الجيّد، وهو غريب في ذلك الوقت المتقدم، أن يسيطر الطالب على التخلص من رهبة الوقوف والنظر إلى الحضور يمينا وشمالا، وإذا كانت الخطبة من مُعلم فهي أيضا قدرتهُ على الارتجال والتخلّص من الحشو والكلمات التي لا فائدة منها. ولا تُعطي للزوّار الانطباع المطلوب عن المدرسة وطلابها. تخلّتْ مناهجنا عن نشاط محبوب كهذا، والنتيجة أنه لا يوجد أحد من المتحدثين في زمننا هذا – سواء في خطاب إيجاز عمل، أو بخطاب ترويجي أن يتمكّن من إبهار الحضور، وهو ما يتبدى من نظراتهم. فهل تكمن المشكلة في عدم الإعداد، أم في كثرة استخدام لتلك الأحرف والكلمات المكررة التي تعد حشوا لا فائدة منه؟. قل الاهتمام بالخطابة عندنا كثيرا. وجدنا مثلا أن إطالة نطق بعض الأحرف، أو تكرار بعضها، مثل إطالة حرف الألف أو الميم (إم...م.. م م) يُستعمل كثيرا لغرض ملء الصمت أثناء الحديث، وتكرار استخدام كلمات من قبيل مثل، وأعني، تجعل المستمع يشعر أن المتحدث غير مسيطر على ما في باله، وتنقصه الخبرة في المجال الذي يتحدث فيه. أو لم يعدّ الموضوع إعدادا كافيا. وأغلب الناس لا يلاحظون أنهم ينزعون إلى إقحام كلمات وحروف زائدة عن الحاجة في الحديث أو أن هذه الكلمات تضعف أسلوبهم في التواصل. وعند الغربيين خطاب الإيجاز أو التسويق أو الشرح مهم جدا خصوصا إذا جاء بصحبة عشاء لحضور كبير. ومع هذا فإن الغربيين ينتقدون أنفسهم في سوء إعداد الخطاب. من هذا يأتون بالتشجيع والترخيص والنهي عن نوع من الخطابة.. يدرك معظمهم أنهم يجب ألا يمدوا حروفا معينة عن اللازم (لملء فترة التوقف عن الكلام عند التفكير في أمر ما)، فإن القليل يدركون أن استخدام عبارات مثل أليس كذلك أو أترى ما أعني، في نهاية الجملة هو أيضاً حشو لا فائدة منه. يقول خبراء التحدث أمام الجمهور إن الناس يعمدون إلى إقحام كلمات زائدة عن الحاجة في الجمل عندما يستغرقون في التفكير. وفي جامعات الغرب دورات كاملة لمن لديه القدرة الكلامية، والذي يطمح إلى وظائف كبرى في شركات مرموقة. binthekair@gmail.com

مشاركة :