أكد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة أن خطبة الجمعة المكتوبة، لا يمكن أن تكون سبباً في إثارة أي أزمة مع مؤسسة الأزهر، مشيراً إلى أن "الجميع في مصر يدرك جيداً أن الأزهر هو المرجعية الإسلامية الكبرى، ويكنون للمؤسسة وللدكتور أحمد الطيب كل الاحترام والتقدير". وقال جمعة أمس في بيان له حصلت "الوطن" على نسخة منه، في محاولة لاحتواء غضب الأزهر بسبب قرار الأوقاف بتعميم خطبة موحدة مكتوبة على كافة أئمة المساجد المصرية لقراءتها على منابر الخطابة يوم الجمعة، إن "الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لعب دوراً بارزاً في إعطاء كل جهة ومؤسسة دينية أو دعوية حرية اتخاذ القرار فيما يتصل بشؤون إدارتها طالما أن الأمر قابل للاجتهاد وتقدير الجهة للمصلحة بما لا يخالف نصاً شرعياً، ووزارة الأوقاف تتعامل مع سائر المؤسسات بذات القدر من التقدير والاحترام في إطار مسؤولية كل مؤسسة عما يقع في نطاق اختصاصها، ونسعى دائماً إلى التنسيق والتعاون المثمر مع الجميع بما يخدم مصلحة الدين والوطن معاً". مشروع فكري وأضاف جمعة أن "الخطبة المكتوبة مشروع فكري إستراتيجي ومصلحة شرعية ووطنية وفق رؤية شاملة لتحقيق الفهم المستنير للدين، دون شطط أو تفرق في الكلمة أو اختراق فكري، وسيظل الحوار ثم الحوار، والتواصل ثم التواصل، والإقناع ثم الإقناع سبيلنا لما نراه محققًا للمصلحة العامة، مع ثقتنا الكاملة في تميز أئمتنا وفهمهم المستنير وحسهم الوطني وإدراكهم لما تتطلبه المرحلة من توحيد الجهد والكلمة في مواجهة التحديات، وإننا إذ نثق في ائتمانهم للمسجد ورواده طوال الأسبوع لنثق أيضاً في تفهمهم لفلسفة خطبة الجمعة الموحدة المكتوبة التي تعد محور قضية الأسبوع الفكرية، بما يشكل 54 قضية سنوياً في المرحلة قصيرة المدى، و270 قضية في خمس سنوات المرحلة متوسطة المدى، بما يعد جزءاً من المشروع الفكري الكبير لتجديد الخطاب الديني وتحقيق الفهم المستنير للإسلام". جدل حاد كان قرار الأوقاف بفرض خطبة الجمعة مكتوبة وموحدة على جميع مساجد مصر أثار خلافا حادا بينها وبين الأزهر الذي رفض الفكرة، وأعلن أن الوعاظ التابعين له لن يلتزموا بها، حيث قال وكيل الأزهر عباس شومان إن "هذه الفكرة سيئة، ولم يتم إطلاع الأزهر عليها قبل طرحها، وبالتالي فإن الخطبة المكتوبة الموحدة غير ملزمة لوعاظ الأزهر والذين يخطبون في المساجد التابعة لمؤسسة الأزهر إداريا وماليا، فيما تشرف وزارة الأوقاف على عدد كبير من المساجد". يذكر أن اللجنة الدينية في مجلس النواب وافقت على فكرة الخطبة المكتوبة باعتبارها خطاباً مجتمعياً وليست خطاباً فردياً، موضحة أنها "لا تغلق الباب أمام الوعاظ، وإنما تتركه مفتوحاً للاجتهاد، وتعد وسيلة مهمة لنشر الوعي المجتمعي في مواجهة ما تواجهه مصر من أزمات فكرية".
مشاركة :