اعتبرت الخارجية الإيرانية، أمس، ما تناقلته وسائل إعلام عربية حول الجنسية المزدوجة (الألمانية - الإيرانية) التي يحملها منفذ هجوم ميونيخ الدامي الجمعة الماضية «ادعاءات كاذبة» ومحاولة للزج باسمها. وكانت وسائل الإعلام العربية استندت في تغطيتها لحادث ميونيخ على معلومات وردت على لسان المسؤولين الألمان، مثل وزير الداخلية الألماني، والمدعي العام، والناطق باسم الشرطة في ميونيخ، وهو ما تناقلته، بموازاة وسائل الإعلام العربية، وكالات أنباء ووسائل إعلام أجنبية أخرى. واتهمت الخارجية الإيرانية على لسان المتحدث باسمها بهرام قاسمي وسائل الإعلام العربية بـ«استغلال» حادثة ميونيخ، وكانت انتقاداته موجه لذكرها جنسيته الإيرانية، وهو ما أعلنته السلطات الألمانية، لكن قاسمي وصفه بـ«الادعاء»، وفي إشارة إلى رواية وسائل الإعلام العربية عن الحادث قال إنها «لم تتطرق لتفاصيل القصة». وكان وزير الداخلية الألماني ذكر أن المهاجم شاب ألماني إيراني في الثامنة عشرة من العمر قتل 9 وأصاب 27 من الألمان، مساء الجمعة الماضية، في ميونيخ. في غضون ذلك وصف قاسمي الإشارة إلى جنسية منفذ حادث ميونيخ بـ«الحرب النفسية» على طهران، قائلا إن وسائل الإعلام تلك «استندت إلى اتهامات وكلام فارغ». هذا ولم يعلق قاسمي على إعلان السلطات الألمانية بشأن الجنسية المزدوجة التي يحملها منفذ اعتداء ميونيخ. بدورها هاجمت الصحف الإيرانية على مدى اليومين الماضيين وسائل إعلام أوروبية؛ بسبب ذكرها الجنسية الإيرانية لمنفذ هجوم ميونيخ، واتهمت تلك الصحف وسائل الإعلام الغربية بالسعي وراء زج «إيران في العمليات الإرهابية». وتعد من المرات النادرة التي يتطرق فيها مسؤول إيراني لوسائل الإعلام العربية، وتمارس السلطات الوصاية على وسائل الإعلام، كما أن الوسائل الإعلام الإيرانية في سردها لأحداث إرهابية شهدتها مناطق مختلف من أوروبا ركزت في تقاريرها على الجنسية العربية. الأسبوع الماضي اعتقلت المخابرات الألمانية باكستانيا يشتبه في تجسسه على برلمانيين ألمان لصالح المخابرات الإيرانية، وحكم على إيراني بالسجن عامين وأربعة أشهر بتهمة التجسس على المعارضة الإيرانية. في منتصف الشهر الماضي أصدرت محكمة فرانكفورت حكما بحق ألماني من أصل إيراني بتهمة انتمائه لتنظيم داعش وارتكابه جرائم حرب في سوريا، واستند الادعاء العام إلى صور ظهر فيها آريا لاجوردي 21 عاما إلى جانب رأسين مغروسين على رمحين في موقع بسوريا والتقطت الصور في 2014. في هذا السياق ذكر المتحدث باسم الخارجية «ألا أحد يصدق تلك الاتهامات، وأن وضع المجتمع الإيراني في كل العام واضح، وأن الجالية الإيرانية من أفضل الشرائح في المجتمعات الأجنبية». في سياق موازٍ وعقب احتجاج الخارجية الإيرانية حجبت وسائل إعلام ناطقة باللغة الفارسية تابعة لدول غربية الإشارة إلى الجنسية الإيرانية التي يحملها منفذ هجوم ميونيخ، وتربط أغلب وسائل إعلام الناطقة بالفارسية علاقات وثيقة بحكومة روحاني ووزارة الخارجية الإيرانية.
مشاركة :