أكاديميون الاقتراض للسفر والإسراف مظاهر سلبية تهدد المجتمع

  • 7/25/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انتقد عدد من المواطنين والأكاديميين حياة التبذير والبذخ والتفاخر التي يعيشها البعض، مشيرين إلى أن بعض المواطنين يشترون سلعاً وأغراضاً مثل الساعات والملابس ويقترضون للسفر بمئات الآلالف من الريالات، لافتين إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تعديلات على قاعات أفراح الرفاع المخصصة لتخفيف الأعباء على الشباب لمتطلبات الزواج، تفوق 100 ألف ريال. وقالوا لـ«^»: إن ظاهرة التعديلات لا تقف على قاعات الرفاع فقط، وإنما شملت السيارات والدراجات النارية واليخوت وغيرها من الأشياء الترفيهية للمواطن، مطالبين البعض بضرورة الترشيد في الإنفاق، والحد من حياة الترف والتباهي التي اعتبرت ظاهرة في المجتمعات الخليجية بشكل عام. وأكدوا على أن البعض يقوم بشراء ساعات يتجاوز ثمنها 150 ألف ريال، فضلاً عن الاقتراض للسفر، والمبالغة في الأعراس، حاثين الجهات المختصة على ضرورة التوعية، وعدم إدخال تعديلات على قاعات الرفاع حتى لا تعتبر ظاهرة تتكرر في جميع الأفراح، مشيرين إلى أن القاعات فخمة جداً، وتم استخدام أعلى المواصفات العلمية والتكنولوجية في الإضاءة والسماعات والطاولات والكراسي، إذ إنها فاقت في فخامتها قاعات الفنادق العالمية. ترشيد الاستهلاك في البداية قال عبدالله بلال الكاتب الصحافي ومدرب التنمية البشرية: مازال البعض مصمما على التفاخر والتباهي، لافتاً إلى أن البعض يسعى للتفاخر عن طريق شراء الماركات مرتفعة الأسعار والسفر وخلافه، كما هو الحال بالنسبة لقاعات الرفاع التي صممت خصيصاً لتخفيف الأعباء المالية على الشباب في الزواج، والجميع يعلم أن ارتفاع أسعار القاعات والمهور ومتطلبات الزواج كانت من أهم العوائق أمام الشباب للزواج، لكن بفضل القيادة الرشيدة تم بناء تلك القاعات لتيسر على البعض تكاليف الزواج. وأشار إلى أن التباهي والتفاخر ظاهرة في المجتمعات الخليجية، ولا يمكن نكرانها أو أن نغفل عنها، وما نطالب به هو التوعية سواء للأسر أو للشباب في الحد من الإسراف دون داع، موضحاً أن هناك مواطنين يقترضون للسفر وشراء سيارة أحدث موديل ليغير سيارته التي لم يمر على شرائها سوى عام واحد، وهذه كلها ظواهر سلبية لابد أن تتغير للأجيال القادمة. وطالب بلال الجهات المشرفة على قاعات الرفاع عند التعاقد مع الشباب الراغبين في عقد قرانهم في تلك القاعات عدم تغيير أي شيء منها، والالتزام بكل ما هو موجود، لكي لا تصبح ظاهرة في المستقبل ويتم رفض طلب العرس إذا تم تغييره، مشيراً إلى أن التباهي أصبح ظاهرة عامة في المجتمع، ولابد من الحد منها عن طريق التوعية في الوسائل الإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني. ثقافة مرتبطة وبدورها قالت الدكتورة ظبية السليطي باحثة وناشطة اجتماعية: ظاهرة التباهي والتفاخر موجودة في المجتمعات الخليجية بشكل عام، وارتباطها بهذه المنطقة يرجع لعدة أسباب منها أنها ثقافة موروثة منذ القدم لكن استحدثت، حيث كان العرب قديماً معروف عنهم الكرم والعزة والتباهي والتفاخر بالنسب والممتلكات والقبائل، فضلاً عن مساعدة الآخرين في كل شيء كونهم أسرة واحدة، لافتة إلى أن الانفتاح الاقتصادي والنهضة العمرانية وما أنعم الله به على الدولة من الخيرات، ساهم في زيادة تلك الظاهرة التي تدرجت واختلفت من شخص لآخر. ونوهت إلى أن الأمر يرجع للأسرة والوالدين وطريقة التربية، فالطفل الذي يولد في أسرة معروف عنها الإنفاق الزائد طبقاً لحالتها المادية يأخذ ذلك الطبع عند الكبر، مؤكدة أن على الأسرة ضرورة توعية أبنائها بعد الإسراف والتباهي والتفاخر والإنفاق للضروريات فقط. وأعربت د.السليطي عن أسفها للتغيرات التي تحدث في قاعات الرفاع من تغيير في الكوشات والطاولات والمقاعد تكلف الشباب المزيد من النفقات غير الضرورية، أضف إلى ذلك ظاهرة التسوق التي أصبحت عدوى تنتشر بين الشباب والفتيات، مشيرة إلى ارتفاع أسعار بعض الأشياء مثل الساعات والعبايات لما فوق 100 ألف ريال، ما يعد إسرافا ليس له مبرر. من جهته قال ياسر البلوشي المشرف الطلابي بمدرسة أحمد بن حنبل الثانوية المستقلة للبنين: إن ظاهرة الادخار تكاد تكون معدومة لدى البعض، نتيجة الإسراف الزائد عن الحد، الذي يقتبسه الأطفال من والديهم وأسرهم، مؤكداً على ضرورة غرس ترشيد الإنفاق عن طريق المصروف الشخصي للأطفال، ومتابعة مشترياتهم، وعدم تنفيذ مطالبهم إلا للضروريات فقط، وعند تحقيق نجاح مبهر في المدرسة عند إذن يتم تنفيذ مطالب الأطفال والطلاب على سبيل المكافأة. وحث البلوشي المواطنين على تخفيض النفقات، والالتزام بالتعاليم الإسلامية التي تحض المسلمين على الادخار وعدم الإسراف إلا عند الضرورة والتبرع للمسلمين في البلدان الأخرى بالنعم التي أنعم الله بها علينا، مشيراً إلى أن القيادة الحكيمة تسعى لتخفيف الأعباء عن الشباب للزواج، لكن العادات القديمة مازالت موجودة ويتم تغيير بعض مكونات تلك القاعات التي تعد الأعلى على مستوى الفنادق في الفخامة والحداثة. قاعات الرفاع والحد من البذخ وفي سياق متصل قال محمد الهاجري: إن قاعات الرفاع صممت خصيصاً للحد من ظاهرة البذخ وإنفاق الملايين على حفلات الزفاف، التي تحولت قيمتها المادية لكابوس يؤرق مضاجع الشباب المقبلين على الزواج، لافتاً إلى أن من يخطو هذه الخطوة يتعرض للكثير من الضغوط النفسية بسبب الديون التي يضطر للجوء إليها لتلبية طلبات عائلة الزوجة. وأشار إلى أن القاعات تتميز بالفخامة من حيث الإنارة والطاولات والسجاد والكراسي والتكنولوجيا الحديثة الموجودة في كل مكان، من شاشات عرض كبيرة وصغيرة وكاميرات فيديو في كل مكان، وتخصيص مكان للسيدات يتميز بالخصوصية من المدخل والمخرج. وأكد الهاجري على أن ظاهرة التعديلات لا تقف عند قاعات الرفاع فقط، لكنها تنتشر في السيارات والدراجات النارية واليخوت والمراكب، حتى وصلت إلى جميع الأشياء التي نشتريها لزيادة أسعارها، وذلك للتباهي بها.;

مشاركة :