جنرالُ المَآتَة "9": مَتاهَةُ المَرايا

  • 7/25/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

(إلى الذي يأخذُ كلّ قصيدةٍ غصبًا) *** كان ظِّلي على الماءِ ولم يَكُن شيءٌ هناك وكان دخانٌ كثيفٌ وجُثثٌ ترقصُ في الغَمام وتَنتقي طَميًا كَفَنًا .. وطَميًا هويَّةً *** كنتُ هناك أتلقَّى النَياشين من نُسورٍ تأكلُ جِيَفًا تَتساقَطُ من الرايَةِ المُلوّنةِ نَفَختُ في الطينِ، وصَرختُ: أليسَ لي كلّ هذا، وهذه الأنهار ؟ وقُلتُ أيُّها الشعبُ من الأشجارِ المُنطَفئة: إتْني طَوْعًا أو كرَهًا. قال: أتَينا صامِتين.. وجاءَ شَجرٌ قليلٌ ، لكنّني كثَّرتهم بالغُبار.. وفَوَّضَ الجَمعُ نَهري لإغراقِ الحقولِ وفوّضوا البحرَ أن يَمنعَ الملحَ عن القراصنةِ الصغار وأن يجعلَه شارةً للسفنِ العابرة. وقُلتُ للموجِ: اطْلعْ الآن من سُرّةِ الأرضِ صعَدَ الدُّخانُ كثيبًا مهيلًا ليُغطّي على وَرقِ المَبيعاتِ المُكدّسَةِ في بُطونِ الجماهيِر وحَناجرِهم *** كنتُ أُخفي غيمةً جَفَّ ضَرعُها فلَم تعُدْ تَطرحُ شُهداءَ في الضَفّةِ الأُخرى، وكنتُ أتَسلّى بإحصاءِ فَوراغِ الرصاصِ أنسجُ منها عَلَمًا أرفعُهُ فوقَ الجُثَث عَرشًا من الوَحلِ الرّيفيّ ، الذي أفسدَ عليَّ الاحتفالَ بِلَيلةِ العَرش لم يَزَلْ في الوقتِ مُتَّسَعٌ، فالعبيدُ لا يلحظون للآن أنّ العَصا شاخَت تحت إبِطي وأنّ القُبعةَ لم تكنْ من مخزنِ الآلهةِ في الأرضِ لا يزالُ أمامَنا وقتٌ للاحتفالِ فهيّا أنزِلوا مائدةَ الظلّ قبلَ فواتِ الأوان من يَدري ماذا يُخفي لنا الدُّخانُ؟ ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :