حدّد سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد منطلقات «المواجهة الشرسة» مع الإرهاب بتضافر جهود المجتمع الدولي لردع مخططات التنظيمات الإرهابية، معرباً سموه من منصة الكلام أمام مؤتمر القمة العربية في نواكشوط، عن الأسف كون هذا المجتمع «لا يزال يقف متفرجاً على تعاظم المعاناة الإنسانية للشعب السوري». ومن سورية إلى اليمن، أعرب سمو الأمير عن الألم من عدم توصل المشاورات السياسية التي استضافتها الكويت على مدى أكثر من شهرين الى اتفاق ينهي «الصراع المدمر»، عاقداً الأمل على توصل الأطراف المعنية الى «ما يحقق مصلحة وطنهم ويحقن دماء أبنائهم». وقال سمو الأمير: إن «عالمنا العربي يشهد استمراراً لظروف دقيقة وأحداثاً خطيرة وتطورات متسارعة، قوضت استقرار منطقتنا، وبدّدت الوقت والجهد على حساب تنمية أوطاننا وتحقيق تطلعات شعوبنا، وأضافت أبعاداً جديدة وخطيرة للتحديات التي يواجهها عملنا العربي المشترك». وأكد سموه أن «الوضع في سورية يزداد خطورة ويتضاعف معه الدمار والقتل والتشريد والمعاناة الإنسانية للأشقاء، رغم جهود المجتمع الدولي المتواصلة، والتي كان لبلادي الكويت شرف استضافة ثلاثة مؤتمرات دولية ومشاركة في رئاسة المؤتمر الرابع لدعم الوضع الإنساني في سورية، كما لا يزال المجتمع الدولي يقف متفرجاً على تعاظم المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري الشقيق، دون أن يتمكن وبكل أسف من الوصول إلى ملامح حل سياسي يضع حداً لهذه المعاناة، ويبعث الأمل في نفوس أبناء الشعب السوري، ويسهم في تخليص عالمنا من تداعيات وشرور أعمال إرهابية هددت استقرار العالم وضاعفت من ضحاياه». وحول الوضع في اليمن رأى سموه أن «مما يبعث على الألم أن المشاورات السياسية التي استضافتها بلادي الكويت وعلى مدى أكثر من شهرين لم تنجح في الوصول إلى اتفاق ينهي ذلك الصراع المدمر، ولكن الأمل ما زال معقوداً على الأطراف المعنية في استئنافها لتلك المشاورات بأن تصل إلى ما يحقق مصلحة وطنهم ويحقن دماء أبنائهم». وأشار سمو الأمير الى أن «الوضع في العراق وليبيا والصومال والسودان مصدر قلق كبير ومبعث تهديد لأمننا واستقرارنا، فمعاناة الأشقاء في هذه الدول كبيرة والتحديات التي يواجهونها جسيمة تدعونا جميعاً للوقوف معهم ودعم كل ما يمكنهم من وضع حد لتلك المعاناة»، معلناً عن «عزم دولة الكويت استضافة وتنظيم مؤتمر دولي لدعم التعليم في الصومال، لنسهم معهم في توفير التعليم الذي يحقق لهم الاستقرار والتنمية المنشودة»، معلناً سموه أيضاً العمل لاستضافة مؤتمر دولي حول معاناة الطفل الفلسطيني «لنسلط الضوء من خلاله للعالم أجمع على مدى الانتهاك الذي تمارسه إسرائيل للاتفاقيات والاعراف الدولية الخاصة بحقوق الطفل، حيث لا يزال التعنت والصلف الإسرائيلي يقفان حائلاً دون تحقيق السلام الدائم والشامل المنشود وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية». وعن العلاقة مع إيران، أكد سمو الأمير أن «نجاح أي حوار بناء يتطلب توفير الظروف الملائمة له عبر احترام إيران لقواعد وأعراف القانون الدولي، المتعلقة بحسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية». وشدّد سموه على أن «الإرهاب الذي نواجهه جميعاً يبقى مصدر تهديد لأمننا واستقرارنا ومدعاة للعمل بكل الجهد لمواجهة شروره ومخاطره، وإننا ندرك أن المواجهة شرسة وتتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي لردع مخططات التنظيمات الإرهابية وعملها الإجرامي، كما أننا ندرك أن المواجهة شاملة بكل الأبعاد التعليمية والتربوية والثقافية والدينية، وهي مسؤولية تتحملها دولنا كجزء من المجتمع الدولي بأجهزتها الرسمية والشعبية».
مشاركة :