صنعاء أ ف ب حقق المتمردون الحوثيون تقدماً في المعارك الدائرة بشمال اليمن، أمس، حيث تمكنوا من السيطرة على أراضٍ جديدة قبل عملية ترسيم حدود الأقاليم التي ستشكل الدولة الاتحادية الجديدة. وقال شهود عيان ومصادر قبلية إن مئات من «أنصار الله» من المتمردين الحوثيين سيطروا إثر مواجهات عنيفة على بلدة حوث التي تبعد 180 كلم شمال صنعاء، وعلى الخمري معقل قبائل حاشد. وأوضح المتحدث باسم المتمردين محمد عبدالسلام «لقد سيطر أنصار الله وأبناء المنطقة على حوت والخمري وفر عناصر حاشد والتكفيريين». وأشار إلى أن المعارك أوقعت «قتلى وجرحى» دون مزيد من التفاصيل. ولم يتسنَّ الحصول على حصيلة بعدد الإصابات. وبدأت المواجهات بين الطرفين في الخامس من الشهر الماضي، وازدادت وتيرتها حدة قبل أيام، بحيث أدت إلى سقوط ستين قتيلاً الجمعة الماضي. يُشار إلى أن التمرد الحوثي موجود بقوة في شمال اليمن حيث يسيطر على محافظة صعدة ويحاول بسط سيطرته على مزيد من الأراضي قبل عملية ترسيم حدود الأقاليم التي ستشكل الدولة الاتحادية الجديدة في اليمن. وسمح مؤتمر الحوار الوطني الذي انتهى قبل أيام وشاركت فيه القوى السياسية وضمنها «أنصار الله»، في تحديد العناوين العريضة للدولة الجديدة. لكن لايزال يتعين الانتهاء من العملية الأكثر تعقيداً، أي ترسيم حدود الأقاليم وفقاً للمحللين الذين يخشون تصعيداً في العنف يقضي على عملية الانتقال السياسي في البلد الوحيد بين بلدان الربيع العربي، حيث أسفرت الانتفاضة الشعبية عن حل تفاوضي. وترتدي السيطرة على منطقة الخمري أهمية خاصة كونها تضم المنزل العائلي لآل الأحمر زعماء قبائل حاشد، أكبر تجمُّع قبلي في اليمن. وقالت مصادر قبلية إن الشيخ حسين الأحمر الذي كان في المنزل مع مرافقيه أمر بإخلائه وإحراق المنزل. لكن عبدالسلام أوضح أن «عناصر حاشد والتكفيريين حاولوا أثناء فرارهم إحراق المنازل، لكننا منعناهم وضبطنا كميات من الأسلحة». وذكرت مصادر قبلية أن الانقسامات في صفوف حاشد قد تشكل سبباً لهذه الهزيمة. ويشهد التجمع القبلي الكبير خلافات بين زعيمه الشيخ صادق الأحمر والرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تنتمي قبيلته إلى هذا التكتل. وأرغِم صالح على التخلي عن السلطة منذ عامين، لكنه لايزال يقود المؤتمر الشعبي العام (حزب السلطة سابقاً)، كما يتهمه معارضوه بأنه يعمل على زعزعة استقرار اليمن. وكان الممثل الخاص للأمم المتحدة في اليمن جمال بن عمر، أعلن الأسبوع الماضي لدى تقديمه تقريره أمام مجلس الأمن الدولي، أن «عناصر من النظام السابق لاتزال تناور لوضع العراقيل أمام التغيير وإفشال عملية الانتقال».
مشاركة :