رياضة المشي.. شغل مَنْ لا شغل له!

  • 2/3/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر المشي من أفضل وأسهل أنواع الرياضة، وأكثرها فائدة للجسم، بشرط ممارسته بصورة منتظمة ومستمرة، فـإلى جانب فائدته صحيّاً ونفسيّاً فهو من أسهل وأفضل أنواع الرياضة ولا يتطلب لمزاولتها كثيراً من التكلّف والتعب والجهد مثل باقي أنواع الرياضات الأُخرى، وكذلك -وهذا الأهم- مناسبته لكل الفئات العمرية. ولو أحضرنا طالباً في الابتدائية، وطلبنا منه أن يتكلم عن فوائد رياضة المشي وما له من انعكاسات إيجابية على الإنسان وصحته، وقتها أجزم بأنه سيظل ساعة كاملة يتحدث عن هذه الفوائد، لأنها معروفة للجميع، ويعرفها الصغير قبل الكبير، ولكن مع الأسف كل هذا نظرياً فقط، أما عملياً فلا تجد أحداً يمارس هذه الرياضة الجميلة إلا من هو مصاب بأمراض تحتم عليه المشي للتخفيف من مضاعفات هذه الأمراض فقط. في الجوار من منزلي، يوجد هناك ميدان للمشاة، وكنت في البداية أنظر لكل من يأتي لهذا الميدان ليمارس هوايته المفضلة على أنه مجرد شخص متفرغ، حتى أنني فكرت جدياً بالانتقال إلى منزل بعيد جداً عن هذا الميدان وعدم فائدته كما كنت أظن في بادئ الأمر، حتى جاء إليّ، في أحد الأيام، صديق عزيز- يزاول هذه الرياضة منذ سنوات- وطلب مني أن أُرافقه ولو لدقائق معدودة، وأخبرني بأنني حتماً سأغيّر بعض قناعاتي التي ترسبت على مدى سنوات طويلة، بأن كل من يزاول المشي في المضمار أو حتى الشارع هو شخص «لا شغل ولا مشغلة له»، رافقت صاحبي هذا مرات ومرات عدة، حتى أنني أدمنت هذه الرياضة المفيدة والخفيفة والسهلة بنفس الوقت. الآن -ولا أقول هذا إطراءً لا والله- أصبح لا يمر يوم مهما كانت مشاغلي دون أن أُمارس المشي ولو لبضع أمتار قليلة قدر المستطاع. بل وعندما يمر يوم بدون المشي يصبح المزاج متعكراً، وهذه الحقيقة التي أدركتها بعد أن طار من العمر ما طار. ولربما سمع الجميع وقرأ الحكمة التي تقول «نصف ساعة مشي يومياً تغنيك عن الطبيب»، ولكننا كعادتنا نُجيد حفظ هذه العبارات والحكم فقط عن ظهر قلب، أما التطبيق فعليّاً فهو مؤجل حتى الإصابة بأمراض ربما كان المشي وقاية منها بعد إرادة الله جلّ وعلا. ختاماً هل تعلم عزيزي القارئ أن هناك أكثر من 18 مليون سعودي يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، أي ما يعادل 70% من سكان المملكة، وهي إحصائية موثقة قامت بها ست جامعات سعودية العام الماضي. ولكي يعلم الجميع عظم هذا الداء الخطير زوروا طلاب المدارس خصوصاً طلاب الابتدائية لكي تشاهدوا بأعينكم حجم المصيبة التي تنتظرنا مستقبلاً، وكان الله في عون وزارة الصحة التي نطلب منها حلاً سحرياً لأجسادنا المترهلة، فنحن نأكل ونشرب ما نريد ثم ننام ونُصاب بالسمنة ونطلب الحل الجذري والسريع.

مشاركة :