تؤكد الفيزياء الحديثة أن الزمن يمكن أن يتباطأ ويتراجع حين يسافر الجسم بسرعة الضوء. وهذا يعني انك لو سافرت بهذه السرعة لعدة ايام فستعود إلى الارض وقد مرت عليها عدة عقود وربما قرون.. وكتب الاطباق الطائرة بالذات لا تكاد تخلو من قصص فقد فيها الناس زمنا حقيقيا؛ ففي اكثر من حادثة يدعى الشاهد أنه فقد عدة ايام من حياته بعد رؤيته لطبق طائر او اختطافه من قبل مخلوقات غريبة.. وفي عقد الستينيات شاع بين المنظمات المسيحية في الولايات المتحدة ان وكالة ناسا اكتشفت فترتين مفقودتين في الماضي. وبالتدريج تحولت الشائعة الى دليل على مصداقية حوادث توراتية قديمة تجاوز فيها انبياء بني اسرائيل الزمن. ففي التوراة مثلا توجد اكثر من حادثة توقفت فيها الشمس أو تباطأ فيها الزمن كما حدث لسليمان وداود والملك حزقيال (كما جاء في فصل الملوك).. وحين مات موسى قاد اليهود بعده يوشع بن نون وسار بهم الى فلسطين وحين واجهه الكنعانيون أمر الشمس ان تتأخر يوما كاملا كي يتاح لليهود الانتصار والانتقام (كما جاء في فصل يوشع 10-12). وفي عام 1982 خرجت ناسا عن صمتها وقالت إنها بالفعل اكتشفت فقدا زمنيا كهذا ولكنه ناتج عن خطأ في الحساب ظهر بعد استعمال طريقة جديدة لقياس الازمنة الفلكية.. إلا ان الجمعيات المسيحية اعتبرت هذا التوضيح بمثابة اعتراف ضمني وتأكيد لما حدث ليـوشع وداود عليهما السلام! واختلاف الفريقين هنا سببه الاختلاف في تعريف الزمن المفقود.. فهل المقصود فقد مجازي للزمن (نتيجة قرار سلطوي كما حدث عام 1582 حين أمر البابا جريجوري بالقفز بالتقويم الميلادي 10 أيام للأمام) أم أنه فقد حقيقي ناتج عن ظروف وحوادث استثنائية (كما حدث عام 1969 حين اختفت طائرة بوينج يابانية لتسع ساعات ثم اتضح بعد هبوطها عدم فقد الركاب لأي زمن وقضائهم الوقت المفترض للرحلة)!؟ فايام الامبراطورية الرومانية كانت السنة تحسب على انها 360 يوما ثم يقفزون في نهايتها خمسة ايام (لأن مدار الارض حول الشمس لا يكتمل الا في 365 يوما). ولإلغاء هذه الفجوة أمر يوليوس قيصر بزيادة عدد الايام في بعض الاشهر الى 31 يوما. وبعده بعدة قرون امر البابا جريجوري بالقفز بالتقويم الميلادي عشرة ايام للأمام (كما أوصى بتعويض 3 أيام كل 400 عام لمزيد من الدقة). أما في عصرنا الحاضر فقد امرت الثورة البلشفية في روسيا بحذف يومي السبت والاحد واعتبار الأسبوع خمسة أيام فقط (قـبل ان تعود لاحقا لنظام سبعة الايام). كما اصدرت ولاية ديترويت في الخمسينيات قرارا بالغاء يوم الأحد (لتلافي دفع اجرة نهاية الاسبوع) ثم عدلت عنه بعد اضطرابات عمالية صاخبة...! في حالات كهذه يمكن القول إن هناك زمنا مجازيا مفقودا تم تجاوزه نتيجة ضغط سلطوي معين؛ أما فقد الزمن الحقيقي فحالة أكثر غرابة ــ وتحدث غالبا بصفة فردية او لمجموعة قليلة من الناس كأصحاب الكهف، وركاب الطائرة اليابانية، ومن ادعوا اختطافهم من قبل مخلوقات كونية.
مشاركة :