لندن: «الشرق الأوسط» تدفق ما يقرب من نصف مليون شخص على وسط العاصمة البريطانية لندن وبصفة خاصة الحي الصيني للمشاركة في احتفالات السنة الصينية الجديدة وهي سنة الحصان. وقد بدأ الاحتفالات في الساعة العاشرة صباحا حيث انطلقت مواكب الزهور والأسود الصينية وما يعرف باسم فرق التنين متجهة إلى الحي الصيني الواقع في منطقة الويست إند في لندن. وقد ساهم الموسيقيون ولاعبو الأكروبات وممارسو فنون القتال في إمتاع المشاهدين خلال مسيرة الموكب إلى ميدان ترفلغار. وقد بدأت رأس السنة الجديدة في 31 يناير (كانون الثاني) الماضي إلا أن احتفالات لندن انطلقت أمس (الأحد). وستجري الأحداث الفنية الرئيسة في ميدان ترفلغار، حيث يشارك مئات من الفنانين الصينيين الذين حضروا خصيصا من الصين للمشاركة في احتفالات لندن التي تعد أكبر احتفالات برأس السنة الصينية خارج الصين. والمعروف أن رأس السنة الصينية تعتمد على التقويم القمري والشمسي معا. ويختلف موعدها من سنة لأخرى ولكنه يقع دائما بين أواخر يناير ومنتصف شهر فبراير (شباط). وهي عبارة عن دورة من 12 سنة تحمل كل منها اسم حيوان من حيوانات الأبراج الصينية. وتعرف أيضا باسم السنة القمرية الجديدة. وأول السنوات الـ12 يبدأ بسنة الفأر تعقبها سنوات الثور والنمر والأرنب والتنين والحية والحصان والخروف والقرد والديك والكلب والخنزير. وفي مدينة سيدني الأسترالية اصطف ألوف الأشخاص لمشاهدة استعراض السنة الصينية الجديدة. وشارك في الاستعراض أشخاص يعتمرون خوذات على هيئة رؤوس أحصنة كما استخدمت فيه دمى كبيرة على هيئة أحصنة. ونقل 350 مؤديا من بكين وشانتشي وهونان في الصين بالإضافة إلى أكثر من 2500 من لاعبي الأكروبات والراقصين والموسيقيين الذين أمتعوا الحشد. وقالت إحدى سكان سيدني وتدعى بنجفي تشو «أعتقد أن الاستعراض جميل حقا والأضواء والأزياء رائعة بالفعل». وشق المحتفلون طريقهم وسط سيدني قبل أن يصلوا إلى المحطة النهائية للاحتفال في الحي الصيني في المدينة حيث أقيم عرض للألعاب النارية. وكانت هونغ كونغ قد احتفلت لليوم الثاني (السبت) أول فبراير بعام الحصان بعرض مثير للألعاب النارية شاهده مئات الآلاف. وقدرت الشرطة عدد من احتشدوا على جانبي ميناء فيكتوريا لمشاهدة العرض الذي استمر 23 دقيقة بنحو 330 ألف شخص. وذكرت تقارير محلية أن العرض الذي أطلق فيه ستة آلاف كيلوجرام من الألعاب النارية بلغت كلفته ثمانية ملايين دولار من عملة هونغ كونغ 03.1 مليون دولار أميركي قدمت معظمها شركة مستحضرات تجميل قامت بدور راعي العرض. وابتهج جمهور المشاهدين للغاية بالألعاب النارية التي كانت على شكل قلوب وزهور وأرقام تمثل الحظ مثل رقم ثمانية وهي تمثل رموزا للثروة في الثقافة الصينية. وتزامنا مع احتفالات رأس السنة الصينية الجديدة غرقت الأسواق الماليزية بالبرتقال الماندريني أو اليوسفي وانتشرت صناديق هذه الفاكهة في كل الأسواق والشوارع وقرب المعابد البوذية. وأوضحت وكالة الأنباء الكويتية في تقرير لها بهذه المناسبة أن هذا النوع من البرتقال يعد من الفواكه التي تقدم في هذه المناسبة حيث يستعد الماليزيون من أصول صينية لاستقبال عامهم القمري الجديد. وقالت الكاتبة الماليزية من أصول صينية سنشاين كيلي في تصريح للوكالة إن «الشعوب القديمة تولي أهمية كبيرة للأطعمة حيث تعد جزءا من ثقافاتها ولها رموز ومعان معنوية وروحية لذلك لا يستغرب أن يكون للبرتقال أهمية في احتفال العيد الصيني». وذكرت كيلي أن سبب اختيار اليوسفي الصيني رمزا لعيد رأس السنة الصينية هو أن نطق اسم هذه الفاكهة باللغة الصينية متقارب مع نطق كلمة «حظ» و«حسن الطالع» والصينيون يؤمنون بالحظ ويقدسونه مضيفة أن لون البرتقال أيضا قريب من اللون الذهبي وفيه بشارة بالمال والثروة.
مشاركة :