كل الهجومات التي حدثت بأوروبا وخصوصا بفرنسا، كشفت أن الإرهاب لايستهدف فقط الأرواح بل غير من إستراتيجيته وأصبح يستهدف الاقتصاد الفرنسي من خلال ضربه للسياحة. فمنطقة الكوت دازور، هي من أهم المناطق السياحية في فرنسا والتي عرفت عشية الاحتفالات باليوم الوطني الفرنسي هجوما إرهابيا أودى بحياة 84 شخصا. ففي تصريح لوزير الداخلية برنارد كازنوف، الذي يلقى انتقادات لاذعة حول سياسته الأمنية في نيس، جراء عدم اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين المنطقة التي تعرف توافدا كبيرا للسياح المشارقة والخلجيين، صرح أخيرا، « أن كل الإجراءات الحثيثة اتخذت من أجل تأمين كل الأماكن والتي تكثر فيها الحركة ولم نستثن منطقة عن أخرى كونها آهلة بالعرب أو بغير العرب». من جهته قال رئيس الوزراء مانويل فالس، «إن الهجمات التي حدثت في فرنسا أو في مناطق أخرى بأوروبا استهدفت بالدرجة الأولى الأشخاص والاقتصاد الفرنسي بالدرجة الثانية. وفتحت شهية بعض الأطراف الشرهة أكثر في فرنسا كاليمين المتطرف لاستغلالها وإثارة الضغائن والأحقاد بين الفرنسيين أنفسهم». أما رئيس نقابة مالكي الفنادق بمنطقة «نيس-كوت دازور»، دوني سيبولوني، قال لـ «عكاظ»، «إن بعد عملية نيس الإرهابية التي استهدفت السياحة، فقد ألغيت العديد من الحجوزات، لأن أكثر المتوافدين على الكوت دازور، هم سياح أوروبيون وعرب ومغاربة وخلجيون والتي تعد متنفسا لهم». وردا على ما جاء في عملية استطلاع للرأي لمعهد «إيفوب» والذي أشار أن 73 % من الفرنسيين يعتقدون أنه في حالة حدوث هجوم إرهابي مستقبلا على التراب الفرنسي، فهذا سيؤدي إلى ردود فعل انتقامية ضد الجالية المسلمة، قال «إن فرنسا بلد التعايش وبلد كل الديانات، وإن هناك أطرافا من الحزب اليميني المتطرف يستغل هذه الظروف العصيبة لأغراض الدعاية الانتخابية، خاصة وأن الرئاسيات على الأبواب، وهذا يسيء فعلا إلى فرنسا». وزاد، دوني سيبولوني «لا يجب الخلط بين المسلمين ومرتكبي الجرائم باسم هذا الدين، الذي لا أحس بتاتا بأنه يشكل خطرا على فرنسا ومواطنيها».
مشاركة :