التلويح بإشارات الوداع لواين روني، وإعطاء الحارس فريزر فورستر فرصة لحماية عرين المنتخب، وإنهاء العزلة حول اللاعبين، يجب أن تكون ضمن أولويات سام ألاردايس، المدير الفني الجديد لمنتخب إنجلترا. القطيعة مع روني واين روني أبعد ما يكون عن اعتباره أكبر مشكلات إنجلترا، وينبغي دائما أن يكون هناك مجال لتذكر إنجازاته، حتى لو لم تترجم هذه الإنجازات أبدا إلى نجاح حقيقي على المستوى الدولي. كذلك، لم يكن روني أسوأ اللاعبين خلال الإخفاق الكبير في فرنسا. غير أن الاعتماد عليه، سواء كصانع ألعاب (وهو الدور الذي أثار تساؤلات حول جدارته به) أو كمهاجم أفل نجمه، لن يفيد أحدا، ويجب أن تكون هذه القطيعة نظيفة. وأفضل من يتخذ هذا القرار ويعلن هو روني نفسه الذي لن يجد سهولة في هذا، بالنظر إلى إحساسه بالشرف بتمثيل إنجلترا، وهو أمر جدير بالإشادة، وإذا لم يأت هذا القرار قبل تصفيات كأس العالم، فسيكون لزاما على سام ألاردايس أن يوضح الأمور بنفسه. هناك رأي بأن خبرة روني قد تكون مفيدة، ولا شك أن ما يصب في صالح هذا الرأي ذلك النقص في اللاعبين الذين يتمتعون بصفات القيادة الواضحة، والمؤهلين لحمل شارة القائد، لكن السماح للقائد الحالي بأن يتحول ببطء إلى شخصية هامشية لن يكون شيئا بناء. احتضان رحيم ستيرلينغ وصلت الانتقادات للمهاجم الشاب رحيم ستيرلينغ حدا مزعجا مبالغا فيه، بعد - وفي أثناء - الخروج من «يورو 2016»، ولو حدث ذلك مع شخصيات أخرى لما استغرق الأمر وقتا أطول، قبل أن يديروا ظهورهم للمنتخب الإنجليزي. ولا يُعتقد بأن ستيرلينغ يود أن يفعل هذا، ولكن أزمة الثقة التي يمر بها، وهي تجسيد شخصي للغاية للقصور الجماعي في أداء إنجلترا، هي أزمة حقيقية، ولن يكون من المفيد أن يتم إبعاد اللاعب الآن. وقد تحدث الإسباني جوزيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الجديد، بالفعل بشكل إيجابي عنه، ولا بد من الإشارة إلى أن ستيرلينغ لم يكمل عامه الـ22 قبل ديسمبر (كانون الأول). لقد اكتسب خبرة ثرية، بسلبياتها وإيجابياتها، من خلال مشاركاته في 26 مباراة دولية، ولا بد أن يظل عضوا قيما بالمنتخب مع تغير الظروف. ولا بد لمدرب خبير بالتعامل مع اللاعبين على المستوى الفردي، مثل ألاردايس، أن يعرف بالضبط أي مفتاح يجب الضغط عليه لتسريع وتيرة هذه العملية. إعطاء فورستر فرصة لحراسة المرمى ليس هناك ما يدعو للقول بأن أستار النهاية أسدلت على مسيرة الحارس جو هارت مع إنجلترا، ولكنه كان من بين اللاعبين الكبار الذين أدوا بشكل سيئ في «يورو 2016». والآن، هناك منافس حقيقي له على حماية عرين المنتخب. كان فريزر فورستر ممتازا، خلال آخر مباراة لساوثهامبتون في الموسم الماضي، بعد عودته اللافتة من إصابة طويلة، ويبدو أنه يقترب من الوصول إلى قوته الكاملة. وما لم تكن هناك مباراة ودية، لن يكون هناك مجال لاختباره في المرمى قبل المباراة الأولى في تصفيات كأس العالم، في مواجهة سلوفاكيا، لكن فورستر صاحب الطول الفارع قدم ما فيه الكفاية لكي ينال فرصته، وقد يكون لديه التأثير المضاف الذي من شأنه أن يضفي الاستقرار على خط دفاع كانت أخطاؤه مكلفة هذا الصيف. وقد ربطت تقارير صحافية فورستر بصفقة انتقال إلى ناد أكبر من ساوثهامبتون، لكن بقاءه في الساحل الجنوبي لا يجب أن يحرمه من إثبات نفسه في عرين إنجلترا. اختيار التشكيل الأفضل والثبات عليه لا شك أن المرونة في الاختيارات هي أمر مهم على المستوى الدولي، وفي ظل ضيق الوقت المتاح لتجهيز فريق لخوض المباريات، فإن أي فريق لديه خطة «ب» أو «ج» متماسكة، يصبح لديه ميزة. لكن لا يجب أن تأتي هذه الخطط البديلة على حساب الخطة الأساسية المجربة والموثوقة، وإذا كان ألاردايس يريد دليلا على ذلك، فما عليه إلا أن ينظر إلى منتخب آيسلندا، آخر من أطاح بإنجلترا، الذي اختار نفس التشكيل في 5 مباريات في «يورو 2016». إن الألفة والجماعية شيئان مهمان خلال البطولات، وقد كان هناك إحساس عام في عهد روي هودجسون بأن الرجل كان يميل إلى المغالاة في التفكير، ومن الأمثلة على ذلك التغييرات الـ6 في دور المجموعات، خلال مباراة سلوفاكيا. وحتى لو كان معنى هذا أن يضطر اللاعبون الموهوبون إلى الانتظار لأخذ فرصتهم، فإن هناك فوائد واضحة لاختيار تشكيلك ونظامك المفضل، ومتابعة التطور الذي يحدث لكليهما. ومن هذا المنطلق على الأقل، يبدو ألاردايس المدرب المثالي لإنجلترا. التخلص من العزلة المضروبة حول المنتخب هناك عدد مبالغ فيه من المساعدين في معسكر المنتخب الإنجليزي هذه الأيام، لدرجة أنك ستكون معذورا إذا ذهب بك التفكير إلى أنك أمام شيء آخر غير فريق كرة قدم متوسط إلى متواضع. ومن ثم، فقد لا يكون الشغل الشاغل للمدرب التخلي عن الإحساس بالعزلة والحصار المحكم، وعدم الوصول المفروض على رحلات الفريق، الذي لا تجد الدول الأكثر نجاحا حاجة إلى تقليده. لكن في بعض الأحيان يمكن للرجل الأول أن يقدم مثالا طيبا، ويمكن لشخصية ألاردايس الساحرة المتواضعة في أفضل الأحوال أن يحدث نوعا من التواصل والتوافق مع المشجعين ووسائل الإعلام مبكرا، وبعد ذلك قد يشجع هذا زملاءه على دفع اللاعبين إلى التحرر قليلا، والسماح لهم بالتعبير عن شخصياتهم التي تم إسكاتها داخل الملعب وخارجه، وكان لذلك تأثير مدمر. وبوجه عام، تحتاج إنجلترا إلى أن تبدو أكثر إنكارا للذات وتواضعا، وبإمكان المدرب أن يبدأ بتهيئة المناخ المناسب.
مشاركة :