حرصت إدارات الأندية السعودية المحترفة على تدعيم صفوفها بنجوم محليين، خصوصا من أصحاب الخبرة، وكان من اللافت أن استعانت تلك الأندية بنجوم مثلوها في وقت سابق وغادروا إلى أندية أخرى. وكان الاتحاد من بين الأندية التي استعادت نجومها، بعد توقيعه مع المدافع عدنان فلاتة الذي حقق مع الفريق بطولة دوري أبطال آسيا 2005، وشارك معه في بطولة كأس العالم للأندية. بينما أعاد الهلال حارسه عبد الله المعيوف والمدافع أسامة هوساوي من الأهلي، وأغرى الوحدة الشقيقين كامل فلاتة والمهاجم مختار فلاتة بالعودة، وغادر لاعب الوسط عبد الله المطيري إلى ناديه السابق الفيصلي بعد تجربة غير موفقة مع الأهلي. وبالعودة إلى المخضرم عدنان فلاتة، فقد غادر أسوار الاتحاد عام 2011 بعدما ساهم في الحصول على بطولة الدوري السعودي وكأس دوري أبطال آسيا، إلا أنه خرج من الاتحاد بصورة حزينة، لتتم إعارته للوحدة، وهو الموسم الذي هبط فيه الأخير، مما دفعه إلى قبول عرض من نادي النصر لموسم واحد، انتقل بعدها إلى الفتح، وحقق معه إنجازا تاريخيا، وهو الحصول على لقب الدوري السعودي للمحترفين 2013، ليجلب الفتح ظهير الاتحاد مشعل السعيد، ويبلغ فلاتة بعدم تجديد عقدة. واختار فلاتة هذه المرة فريق التعاون، ولعب معه ثلاثة مواسم كان الأخير هو الأبرز بالنسبة له بعد مستويات كبيرة توجها بإنجاز تاريخي تمثل في خطف مقعد الملحق الآسيوي لأول مرة في تاريخ النادي. واستطاع المدافع، صاحب الـ«33 عامًا»، أن يقنع مسيري اتحاد جدة بإعادته مره أخرى ودفع قيمة عقدة المتبقية مع التعاون بقيمة مليون ريال. ويعتبر عدنان فلاتة من اللاعبين السعوديين القلائل الذين شاركوا في مونديال كأس العالم للأندية، لكن ذلك لم يشفع له بالاستمرار مع فريقه، وبعد خمسة مواسم قضاها خارج جدة عاد إليه مرة أخرى. ومن جهته، انتقل المدافع كامل فلاتة (30 عامًا) إلى نادي التعاون بداية الموسم الماضي بعقد يمتد لموسم في محطة تعتبر له الرابعة من بين الأندية السعودية، وفي نهاية الموسم الماضي شارك مع التعاون دقائق معدودة، ولم يقدم المستوى المتوقع منه، وبعد نهاية الموسم شعر بالحنين لفريقه السابق الوحدة بعد عرض الإدارة، وعاد مرة أخرى. وكان أول ظهور لفلاتة في ملاعب كرة القدم بشعار الوحدة، ولعب معه أربعة مواسم بدءًا من 2006، كان أفضلها ذلك الموسم الذي حقق فيه ثالث الدوري خلف الهلال والاتحاد. وبعد بروزه استقطبه الأهلي وتألق معه وساهم في تتويجه بكأس خادم الحرمين الشريفين مرتين 2011 - 2012، وفي عام 2013 سجل رحلته الثالثة بين الأندية السعودية بتوقيعه للنصر، ولعب معه موسمين لم يبرز فيهما، ولم يتمكن من إثبات وجوده، لكنه توج بلقب الدوري السعودي مرتين 2014 - 2015، وكأس ولي العهد 2014. وفي 2016 سجل اسمه في قائمة لاعبي التعاون التي تأهلت للملحق الآسيوي للموسم المقبل. نجم المنتخب السعودي وفريق الهلال الحالي أسامة هوساوي (32 عامًا) بدأ مشواره مع فريق الوحدة، وفي عام 2008 تلقى عرضين كبيرين من الاتحاد والهلال، إلا أن الأمر استقر به في الأخير، وتوج معه بست بطولات، هي الدوري السعودي 2010 – 2011، وكأس ولي العهد (2008 - 2098 - 2010 - 2011)، قبل أن يعلن في منتصف عام 2011 رغبته في الاحتراف أوروبيًا وعدم الاستمرار مع النادي العاصمي، ويوقع عام 2012 مع أندرلخت البلجيكي لمدة عامين، بيد أنه لم ينجح في فرض اسمه، وهو ما تسبب في فشل تجربته وعودته إلى الملاعب السعودية بعد سبعة أشهر تقريبًا، لكن عن طريق بوابة الأهلي بعقد يمتد لثلاثة أعوام ونصف العام، وتألق معه وتمكن من قيادة دفاعه، وتوج معه قبل موسمين بكأس ولي العهد 2015، والفوز ببطولتي الدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين، لكن ذلك لم يشفع ببقائه، وفضل العودة لاعبا هاويا بعد نهاية عقده إلى الهلال. وسار الحارس عبد الله المعيوف (29 عامًا) على خطى هوساوي باللعب مجددا مع الهلال، بعد أن نسقت معه الإدارة عام 2007 بقرار من المدرب الروماني كوزمين أولاريو، ليرتدي شعار الأهلي تسعة أعوام ماضية، وقدم معه مستويات جيدة، وتوج معه بسبع بطولات هي: الدوري 2016، وكأس ولي العهد مرتين 2007 - 2015، وكأس خادم الحرمين الشريفين 2011 - 2012 - 2016، وبطولة الأندية الخليجية 2008. وكان معيوف يسير بالاتجاه الصحيح، بيد أنه سلك مسلكًا مغايرًا قبل بداية الموسم الماضي، عندما غاب عن الفريق فترة طويلة، متحججًا بظروفه، وأعلن اعتزاله الكرة أكثر من مرة، بسبب عدم قدرته على البقاء في جدة، وضرورة رحيله إلى العاصمة الرياض، وهو ما أبعده عن الأهلي طوال الموسم الماضي باستثناء مباراتين فقط، وبعد نهاية الموسم استجابت الإدارة لرغبته ومنحته مخالصة مالية، ليعلن رسميا توقيعه على عقد جديد مع الهلال. وجاء انتقال المهاجم مختار فلاتة (29 عامًا) إلى الشباب بعد هبوط نادي الوحدة عام 2011م إلى دوري الدرجة الأولى، ففي نهاية ذلك الموسم تألق مختار مع النادي المكي، وقدم مستويات كبيرة نافس على أثرها على لقب الهداف، وهو ما جعله هدفًا لعدد من الأندية من بينها الشباب الذي ظفر بخدماته، وفي أول موسم له حقق مع لقب الدوري عام 2012م من دون أي خسارة، إذ سجل أربعة أهداف دورية أسهمت في التتويج باللقب، لكن ذلك لم يشفع له عند المدرب البلجيكي برودوم الذي قرر الاستغناء عنه، فعاد إلى المنطقة الغربية مرة أخرى، لكن عن طريق البوابة الاتحادية. وقاد الاتحاد في أول موسم إلى التتويج بكأس خادم الحرمين الشريفين 2013، وكان موسمه الثاني استثنائيًا على الصعيد الشخصي، لأنه نافس على لقب هداف الدوري بأهدافه الـ20. لكنه خسر في الرمق الأخير لمصلحة مهاجم الهلال ناصر الشمراني، وخلال الموسمين الماضيين غاب عن المنافسة، وأصبح لاعبًا احتياطيًا في غالبية لقاءات الدوري والكأس، وهو ما انعكس على علاقته بالاتحاديين، فرفض تجديد عقده وقاده الحنين للعودة إلى بيته الأول الوحدة كلاعب هاو، ملبيا نداء عشاقه. في عام 2014، التقطت أعين مدرب الأهلي البرتغالي بيريرا لاعب نادي الفيصلي عبد الله المطيري، وأوصى الإدارة بالتعاقد معه، وهذا ما حدث، إلا أن كثرة الإصابات التي تعرض لها المطيري حالت دون استكمال مسيرته مع بطل الدوري والكأس هذا الموسم، ولم يكن انتقاله موفقا منذ البداية، إذ قدم مستويات متواضعة وتأثر كثيرًا بإصاباته المتكررة التي حرمته من اللعب طوال الموسم الماضي، وتوج صاحب الـ30 عاما مع فريقه بثلاث بطولات هي كأس خادم الحرمين الشريفين والدوري السعودي العام الماضي، وكأس ولي العهد 2015، وعجل مشوار المطيري مع الأهلي برحيله بعد أن منحته الإدارة الضوء الأخضر للانتقال، فاختاره فريقه السابق الملقب بـ«عنابي سدير».