أصول التعارف لمساعدة الصينيين على تخطي الخجل

  • 7/26/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتمحور تخصص شي شو بشكل رئيسي على العقيدة الشيوعية، غير أن هذا الأستاذ الجامعي الصيني آثر تنويع المحتوى المقدم لطلابه بعيداً من المجلدات السياسية الجافة ليطرح موضوعاً أكثر التصاقاً بواقع الشباب: جذب الجنس الآخر. وتشمل مادة «النظرية والتطبيق للعلاقات الرومانسية» التي يدرّسها لطلابه في جامعة تيانجين، محاضرات عن أصول التعارف بين الجنسين وحسن تقديم الذات وطرق التعامل مع الجنس الآخر. وتيانجين أول جامعة في الصين تدرج هذه المادة في مناهجها وتعطي الطلاب محفزات للحضور، في مؤشر لتخفيف تدريجي للضغوط الاجتماعية في الصين بعد عقود من هيمنة السياسات التقليدية. ويدل ذلك أيضاً على القلق المتزايد لدى المسؤولين إزاء مستوى الوعي الاجتماعي لدى الشباب في البلاد، وكثر منهم نشأوا في جو من الدلال المفرط من دون إخوة أو أخوات نتيجة سياسة الطفل الواحد في البلاد. ويوضح أبرز المتخصصين في علم الجنس في الصين لي يان هي، أن «أعضاء جيل «الطفل الوحيد» يفتقرون إلى العلاقات مع أتراب لهم». في المقهى، يستعرض الأستاذ الجامعي عبر جهاز الكومبيوتر كيفية «تحسين مظهر» الشباب من خلال نصائح بسيطة وحضّهم على عدم «طرح الأسئلة على الفتيات كما لو كن في استجواب للشرطة». ويقول للطلاب الشباب: «كونوا مهذبين. قوموا بخدمة الفتيات قبل أنفسكم، لكن لا تبالغوا أيضاً». أما الفتيات فينصحهن بتمرير أيديهن في شعرهن و «النظر إلى عيني الشاب ولو كن يشعرن بالخجل». شيتشون تشيان (23 سنة) لم ترتبط يوماً بأي علاقة عاطفية، وتدوّن نصائح أستاذها بعناية. وتقول: «عندما علمت بوجود هذه المادة، اعتقدت أن الأمر لا يصدق». ويتولى شي مسؤوليات خاصة يتميز بها النظام الأكاديمي الصيني، إذ يطلق عليه اسم «فوداويان» ومهمته تعليم الطلاب المبادئ الماركسية اللينينية وفكر ماو تسي تونغ، فضلاً عن تقديم المشورة الاجتماعية. لكن مؤهلاته في مسائل العلاقات محط جدل، إذ يقر ضاحكاً بأنه عازب: «ليست لي زوجة أو صديقة، وهو أمر محرج قليلاًَ». كثير من الشباب الصينيين يدخلون الجامعات من دون خبرة عملية كبيرة في المسائل الغرامية، فالآراء والمبادئ المحافظة منتشرة على نطاق واسع. وغالباً ما يُظهر الأهل تمنعاً شديداً إزاء فكرة إقامة أبنائهم علاقات عاطفية، بحجة أنها تصرف اهتمامهم عن الدراسة. لكن حالما يتخرج الطلاب من الجامعة ينقلب الأمر، فتبدأ العائلات بالضغط على الأبناء للزواج بسرعة. وتشتمل المادة التي يدرسها شي شو في جامعة تيانجين على مواضيع مختلفة تختلط فيها الأبعاد النفسية بالواقعية، لكنها لا تلحظ أي حصص للتربية الجنسية. ويقول شي شو: «نحن لا نعلّم الطلاب أصول التقبيل، بل فقط كيف يكسرون الجليد ويتواصلون مع الجنس الآخر».

مشاركة :