بعد طول انتظار عاد النصر إلى منصات التتويج بكأس ولي العهد ومن أمام الهلال غريمه التقليدي وهي المرة الثانية التي يعود فيها النصر إلى منصات التتويج عبر شباك الهلال في السنوات العشر الأخيرة، إذ كانت الأولى في كأس الأمير فيصل لكن الفريق لم يستطع بعدها الوقوف على قدميه وإسعاد جماهيره فقد ظل في حالة مد وجزر فني لم يرق معها إلى درجة الفريق البطل التي وصل لها هذا الموسم بتحقيقه البطولة الأولى كأس ولي العهد، كما أنه على مشارف البطولة الثانية كأس الدوري الذي يتصدر قائمته بست نقاط عن الغريم التقليدي والذي سيلتقيه في جولة الإياب بعد نحو أسبوع من الآن، والطرفان مرشحان لمواجهة نارية رابعة هذا الموسم في الدور ربع النهائي لكاس الملك في موسم يحمل اسم النصر والهلال. فوز بالنصر بكأس ولي العهد هو الثالث له من بدء إقامة المسابقة حتى الآن من جملة ست مشاركات للفريق في النهائيات، حيث كانت الأولى عام 1973 أمام الوحدة وكسبها 2/1، والثانية أمام الأهلي 1974 وكسبها 2/ صفر، والثالثة أمام الاتحاد عام 1991 وكسبها 1 / صفر والرابعة أمام الهلال عام 2013 وخسرها 4/5 بركلات الترجيح والأخيرة أمام الهلال 2014 وكسبها 2/1. وبدأ الفريق مشواره إلى البطولة من أمام نجران في دور الستة عشر، حيث كسب المواجهة 3/ صفر لكل من ايلتون، ايفرتون، خالد الزيلعي، ثم أمام الخليج في ربع النهائي وكسبه 3/1 لكل من ايلتون، يحيى الشهري، عبدالرحيم جيزاوي، وقابل الشباب في نصف النهائي وكسبه 1/صفر لحسن الراهب، ثم النهائي أمام الهلال 2/1 لكل من سلطان الدعيع في مرماه، محمد السهلاوي، وناصر الشمراني للهلال. في النهائي الكبير حضر جمهور النصر في الملعب بأبهى صورة أما خلف شاشات التلفزيون فقد كان مع النصراويين جماهير أندية كثيرة لعل أبرزها الأهلي والاتحاد الذين تعاطفوا مع القائدين السابقين لناديهم حسين عبدالغني، محمد نور واللذين كانا من أهم أوراق وعوامل فوز النصر في المباراة وفي الموسم حتى الآن، مستندين على مهارة فردية عالية، وخبرة واسعة أطلقت العنان لشباب النصر مثل شايع شراحيلي، عوض خميس، إبراهيم ماطر للإبداع على أرض الملعب. النصر يلغي التفوق الهلالي كانت مباريات النصر حتى الموسم الماضي هي الأسهل للفريق الهلالي من الناحية النفسية لما يزيد على 15 سنة، بسبب تكاتف الهلاليين ووقوفهم مع فريقهم في كل المواقف واختلاف النصراويين على فريقهم الذي ظل يعاني من الانقسامات وقلة المادة التي تساعده على استقطاب المميزين من اللاعبين والمنافسة البطولات وفي هذا الموسم كسر النصر شوكت التفوق الهلالي بفوزين كبيرين أكد في الأول جدارته بصدارة دوري جميل، وفي الثاني بالحصول على كاس ولي العهد. ضربة نصراوية ثلاثية الأبعاد للهلال لم يكن الفوز النصراوي على الغريم التقلدي مساء السبت، بكأس ولي العهد مجرد فوز بمباراة أو بنهائي فحسب بل كان فوزًا ثلاثي الأبعاد، الأول: إن النصر عاد إلى منصات التتويج عبر شباك الهلال منهيًا بذلك احتكار الأزرق للبطولة منذ سبع سنوات وفعل ما لم يفعله غيره، والثاني: إنه أكد تفوقه على الهلال في هذا الموسم بفوزين متتاليين سيكون لهما أثارهما السلبية على الكتيبة الزرقاء، والثالث: إنه رد اعتباره من لنهائي الموسم الماضي الذي كسبه بركلات الترجيح. بطل ومتصدر لا تكلمني لم يعد الشعار السابق للفريق النصراوي والذي أطلقه مشجع هلالي في هذا الموسم، متصدر لا تكلمني وحيدا فقد اقترن مساء السبت بصفة أخرى بطل ومتصدر لا تكلمني. جمهور النصر بلا مثيل صفقنا كثيرا في الموسم قبل الفائت لجماهير الأهلي بالتنظيم الذي كانت عليه وقدمت من خلاله صورة مثلي للتشجيع إلا أن جماهير نادي النصر قدمت في هذا الموسم أعمالا فنية قمة في الأداء والروعة تفوقت بها على كل الجماهير ولا سيما اللوحات المرسومة في المدرجات وآخرها في نهائي ولي العهد والتي أبرزت القدر الفني الهائل لمنظمي هذه الحملات النصراوي والتي لم يستطع جمهور الهلال مجاراتهم فيها. عبدالغني وميلا وماثيوس في نهائي كأس ولي العهد ظهر قائد الفريق النصراوي حسين عبدالغني بأفضل حالاته الفنية كلاعب بل أنه تفوق على لاعبين شباب بحيويته وعطائه وحماسه داخل المعلب وكان عاملا مهما في الفوز وصانعا للأهداف النصراوية، ويعد عبدالغني بعطائه مع الفريق النصراوي ظاهرة في الملاعب السعودية ببلوغه سن السابعة والثلاثين ولازال عطاؤه متجددا، مثله مثل الكاميروني روجيه ميلا الذي قاد بلاده في نهائيات كأس العالم إيطاليا 90 إلى ربع النهائي، والوصول بها إلى أمريكا 94 وهو في الأربعين من العمر، والألماني ماثيوس الذي قاد فريقه إلى خمسة نهائيات لكأس العالم بين عامي 82 و98 حتى بلغ من العمر 38 سنة. كحيلان ينافس الرمز يرتبط الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر بعلاقة قوية جدا مع جماهير ناديه منذ أن بدأ العمل في ناديه في إدارة الأمير فيصل بن عبدالرحمن، وزادت العلاقة متانة مع توليه رئاسة النادي منذ خمس سنوات، حيث عمل على إعادة تكوين الفريق وإعطائه شخصية البطل رغم التحديات الكثيرة التي تواجهه بسبب جفاء أعضاء الشرف وبعدهم عن النادي فتحمل وحيدا عبء الالتزامات المالية الكبيرة جدا، وفي هذا العام وفى بالوعد فقاد فريقا نصراويا مميزا من أبرز إنجازاته أنه استطاع قهر منافسه الهلال الذي كان يتفوق عليه طيلة عقدين من الزمان، وحقق أول بطولة، وأصبح على مقربة من البطولة الثانية وربما الثالثة بفريق مميز جدا يملك شخصية البطل في الملعب والذي يعطي جماهيره الثقة بالفوز في أي لحظة، وإذا ما صار فيصل بن تركي الذي يطلق عليه النصراويون لقب كحيلان، إذا ما صار بنفس القوة فقد يأتي يوم ينسى فيه النصراويون الحاليون الرمز النصراوي الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي صنع من النصر كيانا كبيرا طيلة 4 عقود. تلفيات في الملعب يقال: إن لجنة من المهندسين في رعاية الشباب ستقوم بتقييم الأضرار الناتجة عن انفعالات مدرب النصر كارينو أثناء النهائي، حيث كان يسدد بقدمه كل الأشياء التي أمامه جراء الشد العصبي والانفعال الذي كان عليه المدرب الحماسي. هذه الأضرار تضاف لأضرار سابقة من الفريق النصراوي ولاسيما من اللاعب الرحيم جيزاوي في مباراة فريقه أمام الأهلي ظهر فيها منفعلا وركل بعض الحقائب. العنزي يعيد الذكريات لا يشكل تألق الحارس عبدالله العنزي ظاهرة في حماية العرين النصراوي رغم أنه أفضل حراس الملاعب السعودية حاليا، فهو امتداد لحراسة نصراوية جادة جدا تمثلت في الثنائي مبروك التركي – يرحمه الله – وسالم مروان شفاه الله فقد كان هذا الثنائي من أفضل الحراس مستوى وشجاعة في الملاعب، والعنزي المتألق حاليا مع النصر هو امتداد لهما، وسيكون هو الحارس الأول مع المنتخب في الفترة المقبلة. السهلاوي الرقم الصعب يرتبط مهاجم النصر محمد السهلاوي بعلاقة وثيقة مع شباك الهلال منذ مقدمة للفريق النصراوي قبل عدة مواسم تمكن خلالها من تسجيل عشرة أهداف لفريقه في مرمى الخصم أسعدت جماهير مدرج الشمس وأحزنت بعضها جماهير مدرج الهلال، ويتميز السهلاوي بالهدوء أمام المرمى وهي من أبرز متطلبات المهاجم الناجح، ويعد أفضل مهاجم نصراوي من السعوديين في النصر بعد ماجد عبدالله وليس قبله. كارينو عالمي تعدد المدربون الذين تعاقبوا على الفريق النصراوي في آخر 20 سنة ويذكر النصراويون منهم بوزا، ديتمروف، والمدرب البرازيل فرانسيسكو سارنو الذي جلب للنصر الدوري والكأس عام 1981، الا أن المدرب الأورجوياني الحالي كارينو يسير في اتجاه أن يكون المدرب الظاهر في تاريخ الفريق النصراوي الحديث، ولا نعلم عما إذا كان سيستمر مع الفريق في السنوات المقبله ليكون هو أسطورة المدربين خصوصا إذا نجح في جمع البطولات الثلاث. شراحيلي رجل المهمات ربما كان النصر محظوظا وإدارته كانت موفقه في اتخاذ القرار الصحيح بالجديد للاعب الشاب شايع شراحيلي الذي يعد لاعب المهمات المتعددة في الفريق والنصراوي، والذي كان على وشك الرحيل بداية الموسم لعدم تقديم العرض الجيد له من إدارة النصر، حيث أصبح اللاعب واحدًا من ركائز الفريق الأساسية في الوقت الراهن. غالب على الكل غالب يعد لاعب المحور إبراهيم غالب واحدًا من أبرز لاعبي المحور في الملاعب السعودية حاليا إن لم يكن هو الأفضل في ظل تراجع مستوى سعود كريري بعد انتقاله للهلال، وتمكن غالب من زرع الطمأنينة في نفوس النصراويين، ويعد من أبرز لاعبي خط الوسط في تاريخ النصر ولاعبي المحور مع هاشم سرور، يوسف خميس، فهد الهريفي، وينظر له على أنه الجندي المجهول في وسط النصر.
مشاركة :