سوريا: اجتماع دولي ثلاثي في جنيف وسط تصاعد لوتيرة العنف في البلاد

  • 7/26/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يجتمع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا مع ممثلي الولايات المتحدة وروسيا للبحث في النزاع الذي يمزق هذا البلد، وذلك وسط تصاعد كبير للعنف، حيث سيطرت قوات النظام على حي تابع للمعارضة في مدينة حلب، كبرى مدن شمال البلاد، واستمرت في قصف الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة والتي تحاصرها قوات النظام بإحكام، وشهدت العاصمة دمشق تفجير سيارة مفخخة. يلتقي ستافان دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ممثلي الولايات المتحدة وروسيا الثلاثاء في جنيف لدراسة الأزمة المستمرة في هذا البلد، وسط ارتفاع في وتيرة العنف ومخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية. واتفقت موسكو حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، وواشنطن على تعاون متزايد وتدابير ملموسة لإنقاذ الهدنة في سوريا ومحاربة الجهاديين خصوصا في تنظيم الدولة الإسلامية. لكن هذا المشروع الذي قد يشمل تعاونا بين العسكريين الأمريكيين والروس على الأرض، يثير تحفظات عدد من المسؤولين في واشنطن المترددين في تقاسم معلومات استخباراتية حول سوريا مع موسكو. ورأى وزير الدفاع آشتون كارتر الاثنين أن روسيا لا تزال بعيدة عن مواقف واشنطن حول عدة ملفات منها تطبيق مرحلة سياسية انتقالية يتخلى فيها الأسد عن السلطة مع استهداف المجموعات المتطرفة وليس المعارضة المعتدلة. وسيلتقي وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف الثلاثاء في لاوس على هامش قمة لدول جنوب شرق آسيا (آسيان). من جهته أعرب موفد الأمم المتحدة حول سوريا ستافان دي ميستورا عن الأمل في تحريك مفاوضات السلام في آب/أغسطس بعد فشل جولتين من المفاوضات هذا العام. قوات النظام تسيطر على حي الليرمون في حلب سيطرت القوات الحكومية السورية الثلاثاء على حي يخضع لسيطرة الفصائل المقاتلة في شمال غرب حلب مشددة بذلك حصارها على الأحياء التي تسيطر عليها هذه الفصائل في المدينة، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر المرصد، ومقره بريطانيا، أن قوات النظام تمكنت من السيطرة الكاملة على منطقة الليرمون بعد اشتباكات عنيفة وعززت حصارها الناري لحي بني زيد الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة. وكانت الفصائل تستخدم هاتين المنطقتين لإطلاق الصواريخ على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في غرب المدينة. وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادل قصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الأحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية. ومنذ أسبوع، باتت الاحياء الشرقية حيث يعيش أكثر من مئتي ألف شخص وفق المرصد، محاصرة بالكامل من قوات النظام بعد قطعها طريق الكاستيلو، آخر منفذ إلى شرق المدينة. وردت الفصائل المقاتلة بإطلاق الصواريخ على الأحياء الغربية ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين. وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن أهمية السيطرة على الليرمون وبني زيد تكمن في وقف إطلاق الصواريخ وتشديد الحصار على الأحياء الشرقية. وأضاف أن القوات الحكومية عززت حصارها على بني زيد، مشيرا إلى أن الاشتباكات جارية وسط غارات جوية مكثفة في المنطقة. ولم يتمكن المرصد من الإعلان عن حصيلة فورية للمعارك. وتمكنت القوات الحكومية في السابع من تموز/يوليو من قطع طريق الإمداد في الكاستيلو بعد تمكن قوات النظام من السيطرة ناريا عليها إثر تقدمها إلى تلة استراتيجية. وشددت القوات الحصار على الأحياء الشرقية منذ ذلك الحين ما أدى إلى نقص في الغذاء وارتفاع الأسعار في هذه الأحياء. وأفادت صحيفة الوطن المقربة من السلطات عن تقدم الجيش في الليرمون مؤكدة أنه يؤدي إلى بسط نفوذه على منطقة واسعة من المعامل قوامها أكثر من 33 معملا كانت تشكل عصب الاقتصاد في حلب. كما واصلت القوات الحكومية أيضا قصفها لمناطق المعارضة في المدينة، حيث أسفر القصف بالبراميل المتفجرة الاثنين على حي المشهد عن مقتل 18 شخصا بينهم امرتان وأحد الأطفال. كما قتل خلال القصف أحد قادة الفصائل المقاتلة وأربعة من أفراد عائلته، بحسب المرصد. وأشار المرصد إلى أن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع بسبب وجود عالقين تحت الأنقاض بعد 24 ساعة من الهجمات. أوضاع إنسانية متردية في أحياء حلب المحاصرة وحيال أوضاع إنسانية مأساوية في أحياء حلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، كبرى المدن في شمال البلاد المحاصرة من قوات النظام، دعا سفير فرنسا فرانسوا دولاتر لدى الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية بعد قصف أربعة مستشفيات وبنك للدم من قبل القوات الحكومية. وقال دولاتر لا يمكن لمجلس الأمن أن يقبل بمثل جرائم الحرب هذه، نعم جرائم الحرب تتكرر. من جهتها دعت الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية أسبوعية من 48 ساعة لنقل المساعدات إلى المدنيين المحاصرين في حلب. وتخضع الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب لحصار تام من قبل قوات النظام منذ 17 تموز/يوليو ما يفاقم الأوضاع الإنسانية لسكانها الـ200 ألف. ولم تتمكن الأمم المتحدة من إدخال أي مساعدات إلى هذه القطاعات منذ السابع من تموز/يوليو. وحذر المسؤول عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين الاثنين من أن المؤن الغذائية لسكان هذه الأحياء قد تنفد اعتبارا من منتصف آب/أغسطس. والاثنين قتل 12 مدنيا في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة في حلب بعد أن القى النظام براميل متفجرة، وعشرة آخرون في الأتارب غرب المدينة في قصف للطائرات الروسية على الأرجح كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأطلقت موسكو في أيلول/سبتمبر 2015 حملة قصف جوي لدعم قوات الرئيس السوري التي كانت يواجه صعوبات. والمصادر التي يستند إليها المرصد تحدد الجهة التي تنفذ الغارات الجوية وفقا لنوع الطائرة التي تنفذها والذخائر المستخدمة والمنطقة التي تستهدف. ومدينة حلب المقسمة منذ 2012 بين الأحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام، والأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة، من المدن الأكثر استهدافا في الحرب الدائرة. انفجار سيارة مفخخة في دمشق وفي دمشق معقل النظام أسفر انفجار سيارة مفخخة مساء الاثنين في حي كفرسوسة الراقي عن سقوط عدة جرحى وفقا لوكالة الأنباء السورية الرسمية. وكفرسوسة هو من أحياء العاصمة التي نظمت فيها تظاهرات سلمية في 2011 كما في كافة أنحاء البلاد قبل أن يقمعها النظام بالقوة. وغرقت في حينها البلاد في حرب أهلية أوقعت حتى الآن أكثر من 280 ألف قتيل وأدت إلى تهجير نصف سكان البلاد. وأصبح النزاع أكثر تعقيدا مع تدخل العديد من الدول الإقليمية والعالمية وتصاعد أنشطة المجموعات الجهادية مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 26/07/2016

مشاركة :