قدم الوزير الأول (رئيس الوزراء) الموريتاني مولاي ولد محمد لقظف، أمس استقالة حكومته للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز؛ وهي المرة الأولى التي يقدم فيها ولد محمد لقظف استقالة حكومته منذ اختياره من طرف الرئيس ولد عبد العزيز لتشكيل الحكومة بعد الانتخابات الرئاسية سنة 2009. وتأتي استقالة الحكومة الموريتانية بعد تجديد الجمعية الوطنية (البرلمان) وتنصيب جميع المجالس المحلية على عموم التراب الموريتاني، ومن المنتظر أن تعين حكومة جديدة خلال الأيام المقبلة لتعرض على البرلمان الذي يعقد دورة فوق العادة منذ الأسبوع الماضي. ويطرح الشارع الموريتاني كثيرا من التساؤلات حول الشخصية التي سيكلفها الرئيس الموريتاني تشكيل الحكومة الجديدة؛ فيما يرى مراقبون أنه من الراجح تجديد الثقة في ولد محمد لقظف نظرا لأنه مقرب من الرئيس، وأثبت طيلة السنوات الماضية تفاهما كبيرا مع طريقة تسيير ولد عبد العزيز للبلاد. وكان ولد عبد العزيز قد اختار ولد محمد لقظف لتشكيل أول حكومة بعد انقلاب 6 أغسطس (آب) 2008، الذي أطاح بنظام الرئيس المدني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله؛ وتولى مهمة رئاسة الحكومة التوافقية التي أسفر عنها اتفاق دكار الموقع بين المعارضة الموريتانية والجنرال ولد عبد العزيز لإنهاء الأزمة التي أعقبت الانقلاب. وبعد الانتخابات الرئاسية سنة 2009، استقال ولد محمد لقظف برفقة الحكومة التوافقية، ولكن الرئيس ولد عبد العزيز؛ قرر تجديد الثقة فيه وكلفه تشكيل الحكومة؛ ليصبح أول موريتاني يشغل منصب رئيس الوزراء لأكثر من ست سنوات جرى خلالها تجديد الثقة فيه مرتين. ولد محمد لقظف من مواليد 1957 بالحوض الشرقي وتحديدا في مدينة النعمة (1200 كيلومتر شرق العاصمة نواكشوط)، وهو دكتور ومهندس درس في المغرب وبلجيكا، ويوصف بالتكنوقراطي، حيث لم يعرف عنه انتماء سياسي حقيقي لأحد الأحزاب السياسية. شغل ولد محمد لقظف عدة مناصب بينها سفير موريتانيا في بروكسل ولدى الاتحاد الأوروبي، ومنسق مشروع التنمية المندمجة، وهو خبير بمركز التنمية الصناعية لدول أفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي والاتحاد الأوروبي.
مشاركة :