الغدة الدرقية غدة على شكل فراشة في العنق تنتج هرمونين (الثيروكسين T4 والتريودوثيرونين T3) يدفعان الخلايا إلى الإسراع أو الإبطاء. ولكن إن عانت فرطاً أو قصوراً في النشاط، فسيؤدي ذلك إلى عواقب وأعراض تشمل أحياناً القلب. لكن الدكتور جيوسيبيه باربيسينو، طبيب غدد صماء في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد، يؤكد: «صحيح أن الرابط بين الغدة الدرقية والقلب مثبت، إلا أن الأطباء لا يأخذون غالباً مشاكل الغدة الدرقية في الحسبان». عندما لا تفرز الغدة الدرقية كمية كافية من الهرمونات، تعاني القصور. لذلك تُعرف هذه الحالة بـ«قصور الغدة الدرقية»، وتؤدي إلى تراجع نبض القلب، ارتفاع الكولسترول، زيادة السوائل حول القلب، وقصور القلب. من الممكن للمرحلة التي تسبق قصور الغدة الدرقية، وتُعرف بقصور الغدة الدرقية دون السريري، أن تسبب بعض التبدلات في دهون الدم ووظائف الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ارتفاع خطر تضيق الشرايين. أما عندما تفرز الغدة الدرقية كمية كبيرة من الهرمونات، فتعاني حالة تُدعى فرط الغدة الدرقية، تؤدي إلى تسارع نبض القلب، ما يسبب بدوره خفقان القلب أو نظم قلب غير منتظم يُعرف بالرجفان الأذيني. يقول الدكتور باربيسينو: «الرجفان الأذيني أحد مخاطر القلب الأكثر شيوعاً وخطورة الذي يرتبط باضطرابات الغدة الدرقية». في حالة الرجفان الأذيني، ترتجف غرفتَا القلب العلويتان (الأذينان) بدل أن تضخا الدم بانتظام. يؤدي هذا الأمر إلى تشكّل الجلطات الدموية في الدم الذي يتدفق ببطء. وإن انتقلت إحدى الجلطات في الدم إلى الدماغ، تسبب سكتة دماغية. كذلك يجعل الرجفان الأذيني غرفتَي الضخ الرئيستين في القلب (البطينان) يضخان بسرعة أكبر. ومن الممكن أن يسبب تسارع نبض القلب ورجفان الأبهري قصور القلب. العلاج يشير الدكتور باربيسينو إلى أن تناول أدوية مثل ليفوثيروكسين (Synthroid) لاستبدال هرمون الغدة الدرقية الناقص يحدّ أو حتى يعكس بعض حالات القلب التي تعود إلى قصور الغدة الدرقية وقصور الغدة الدرقية دون السريري. لكنه يضيف أن من الصعب عكس الرجفان الأذيني في حالة فرط الغدة الدرقية المتواصل. صحيح أن أدوية مثل اللميثيمازول (Tapazole) قد تبطئ عمل الغدة الدرقية، وأنها تساهم في ضبط الرجفان الأذيني، إلا أن لها تأثيرات جانبية مثل الحكة. لذلك، يظل العلاج الأكثر شيوعاً لفرط الغدة الدرقية القضاء على أنسجة الدرقية المفرطة النشاط أو استئصالها. ولكن مع هذا العلاج، يُضطر المريض إلى تناول حبوب هرمون الدرقية طوال ما تبقى من حياته. وفضلاً عن معالجة الأعراض الأخرى، تعكس هذه الخطوة الرجفان الأذيني.
مشاركة :