قصتي تبدأ عندما تقابلت وجها لوجه مع الشيطان الذي سلب مني كل ما هو جميل في حياتي، فقد كانت لي اعمالي التي اقتات عليها ومكانتي الخاصة، وكانت لي خبراتي الوظيفية المتعددة، فقد عملت في احد البنوك كما كنت اعمل ايضا مهندسا للصوت باحدى الوزارات وامتلك خبرات وظيفية عديدة ولدي سمعتي الطيبة بين الناس ولله الحمد. إلا أن القدر شاء أن أسير في درب التعاطي وان اخسر كل هذه المكانة والوظائف التي كانت لي حتى اصبحت عاملا بسيطا في احد مراكز التسوق الكبرى في أحد المجمعات التجارية، وقد ألمت بي في احدى الايام وعكة صحية نتيجة التعاطي مما اضطرني للتغيب عن العمل، وعندما طرحت مشكلتي على صاحب العمل ورغبتي في التشافي قبل ان تسلب مني هذه الوظيفة ايضا ابدى تعاونه معي وطلب شهادة تثبت خضوعي للعلاج من اجل الاستمرار في العمل. وفعلا توجهت الى احدى المصحات للتأهيل والعلاج من هذا الادمان وكانت ضالتي في احدى المصحات حيث اطلعت على وضعي الصحي ورغبتي في الشفاء وتم الاتفاق على العلاج بعد ان سلمتهم مبلغا يتجاوز الـ 300 دينار لإتمام العلاج بالكامل والتشافي من التعاطي، الا انني لاحظت بعد مضي شهر على العلاج أن هذا المصح يفتقر لأبسط اساسيات العلاج والتخصص من قبل الاطباء المعالجين الذين يجهل بعضهم قراءة ونطق المصطلحات الطبية، وليس المصح بالمستوى المطلوب، وعلى الرغم من ذلك طمحت في العلاج واعطائي العذر الطبي الذي يثبت خضوعي للعلاج من اجل ابرازه للعمل والسماح لي بالاستمرار به، فهو مصدر رزقي الوحيد بعد ان خسرت جميع اعمالي السابقة. وفعلا حصلت على الاجازة الطبية التي تثبت خضوعي للعلاج وذهبت بها مسرعا الى مدير العمل الذي فاجأني برفضه لهذا العذر الطبي الذي تبين فيما بعد أنه مصح غير مرخص وغير رسمي وغير مسجل اصلا بوزارة الصحة..اذا اين ذهبت اموالي التي دفعتها للعلاج وما قيمة هذه الاجازة الطبية غير المعترف بها؟ وهكذا خسرت آخر عمل لي بسببهم، وعندما حاولت التقصي عن المصح تبين انه مشروع من قبل مجموعة اشخاص وشركاء غير متخصين اتخذوا منزلا وحولوه الى مصح طبي بينما هم يقدمون سلوكيات خاطئة وعلاجا غير صائب للمدمنين ولكل من يرغب في العلاج والتأهيل، وهذا ما كنت اشعر به من صراع داخلي اثناء خضوعي للعلاج من قبلهم. ندائي لوزارة الصحة: اين انتم من هذا المنزل الذي تحول لمصح طبي يعالج الادمان ويتسلم مبالغ للعلاج من دون الاستفادة وحتى قبول شهاداتهم الطبية التي تمنح؟ وهذا ما حدث معي، فقد خسرت اليوم عملي واصبحت الديون تلاحقني، علما بإنه لدي قرض بنكي وغيره من الالتزامات المالية التي لا استطيع سدادها اليوم. وعلى الرغم من تلك الامور لا ازال ارغب في العلاج التام والحمد لله انخرطت في احدى الجمعيات المعنية بالتعافي من الادمان كعضو فاعل بها من اجل ان اصحح اخطائي وكل ما خسرته بسبب الادمان في محاولة لرسم مستقبل جديد وتسديد هذه الديون التي باتت تثقل كاهلي وارغب في بدء حياة جديدة واكمال نصفي الآخر خاصة وانني في الثلاثينات من عمري. ارجو تقديم العون والمساعدة لي في ايجاد عمل اقتات به، فقد تقدمت اكثر من مرة للعودة الى مكان عملي السابق وتقدمت لاعمال اخرى كثيرة الا ان الابواب كانت دائما موصدة في وجهي، وحتى عندما حصلت على عمل في جارتنا السعودية الشقيقة الا انني ممنوع من السفر بسبب القروض والديون التي تلاحقني. وأملي اليوم في ان تنصف وزارة الصحة حقي من هذا المصح غير المسجل لديها كي استطيع الحصول على شهادة طبية موثقة وان اعود لعملي السابق او ان يساعدني كل من يقرأ رسالتي في الحصول على اي وظيفة ممكنة تعينني على الاستمرار في هذه الحياة لا ان افقد الأمل ويكون مصيري والعياذ بالله العودة مجددا نحو الادمان رغم ايماني وقوتي واصراري على عدم العودة لهذا الدرب مجددا. ] البيانات لدى المحررة