ناصر الجابري (أبوظبي) يحظى سوق الأسماك في ميناء أبوظبي بإقبال لافت من المستهلكين رغم وجود سوق آخر للأسماك في المشرف مول، وثالث في مدينة زايد ، وذلك لما له من ارتباط تاريخي بسكان أبوظبي جعله الوجهة المفضلة للمواطنين والمقيمين، الذين يحرصون على الحضور ضمن ساعات الصباح الأولى لشراء أنواع الأسماك المختلفة في أجواء تقليدية تضم باعة الأسماك المختلفين، وأنواع شتى من الأسماك سواء المحلية أو الخارجية. يقول علي عبدالله أحد زبائن سوق السمك: «ما زلت أذهب إلى سوق السمك بالميناء لأنه يعد من الأماكن القليلة الباقية على صورتها القديمة، فالأمر يتعدى مجرد الذهاب لشراء السمك، بل هي تجربة معبقة بالطابع التاريخي الذي يذكرنا بأيام الطفولة، حينما كنت أحضر مع الآباء إلى هذا السوق». وأضاف: «مع المراكز التجارية المتزايدة اليوم، يحتاج الإنسان إلى أماكن تتمتع بالبساطة التي نفتقدها في المحال الحديثة، كما أن زيارة الميناء تعد تجربة إضافية نعرف خلالها الأبناء على موروثهم الحضاري والثقافي، ويوافق جمعة عبدالله أن زيارة سوق السمك ليست بغرض الشراء فقط، بل للالتقاء بالصيادين الأوائل الذين لا يزالون يحرصون على الحضور يومياً بالقرب من محال البيع»، وقال: في كل زيارة نلتقي بأعضاء من جمعية الصيادين، وعلى رأسهم المستشار علي المنصوري رئيس جمعية الصيادين في أبوظبي، الذي يوجد دوماً لمتابعة أحوال الصيادين والمستهلكين، وغيره من الأعضاء الآباء الذين لهم باع طويل في مهنة الصيد. ويقول الطفل محمد جمعة: الوجود في سوق السمك بميناء أبوظبي مع والدي يعد تجربة مختلفة عن الوجود في صالات السينما، أو المطاعم، وفرصة للتعرف على ما تتمتع به سواحل الدولة من ثروة سمكية غنية. من جهته ورغم احتفاظ السوق بملامحه القديمة فإن مشهد اصطفاف السيارات الحديثة أمام أبواب السوق يشكل صورة لتمازج الحاضر بالماضي، واحتفاظ ابن الإمارات بموروثه المهم، وتقديره للثروة السمكية التي يعمل فيها نحو 7 آلاف صياد، ويستفيد منها 40 ألف مواطن وفقاً للمستشار علي المنصوري رئيس الاتحاد التعاوني لصيادي الأسماك ورئيس جمعية أبوظبي لصيادي الأسماك، فهذا التقدير مستمر، والارتباط باقٍ رغم تطورات العصر الحديث. ... المزيد
مشاركة :