• وأخيراً لامست شجاعة المعتصم. • وأخيراً اعترفنا بالفساد، أخيراً بتنا نتكلم عن تلاعب في المباريات وما يسمى "بيع وشراء". • كنا ندفن رؤوسنا، ونرفض الاعتراف بأننا بشر وأن من بيننا من يبيع ضميره ويعبث كيفما يشاء. • حتى العقلية الأوروبية الأكثر انضباطا واعترافا بالقانون كثقافة تسيره شاهدنا لديهم هبوط أندية وسحب بطولات. • كنا نتباهى بأننا الأرقى والأنظف والأنقى. • اليوم بات واقعا لا بد أن نعترف به ونكيف فيه كل أفعالنا بأن هناك بيننا من يرفض التنافس الشريف، ويعبث كيفما يشاء للحصول على مكتسبات ولوكانت تلك عن طريق الفساد. • السؤال الذي يطرح نفسه هل تجاوزنا المرحلة السابقة، مرحلة "كل شيء تمام" لنتفق مع أنفسنا ونتصالح معها ونتبنى محاربة الفاسد منها ما دمنا اعترفنا أن هناك واقعا جديدا لا بد من التعامل معه بأنظمة أكثر حدة وقوة. •هذا الواقع الذي لا بد ان ندفع ثمنه بمزيد من القوانين والانظمة والشفافية للتعامل معه بوضوح وصراحة وصرامة لاجتثاثه بدلا من أن نعاود دس الرؤوس في الرمال. • إن مجرد الاعتراف وصدروه "حزمة من القرارات" بين إيقاف وهبوط أندية يعني اننا بدأنا مرحلة كانت مفصلية تستوجب قراءة الواقع الرياضي كاملا والعمل وفق رؤية واضحة وبشمولية تعطي كل ذي حق حقه ذاك لأننا أسرى ثقافة صخب، فنجد أنفسنا نصرخ مع كل صافرة أو مباراة أو حتى تأجيل لقاء. • إن اعترافنا بأننا أسرى ثقافة تؤمن بالظن، بل وتسيره، فنجد أنفسنا مع كل حدث نصرخ بأعلى صوتنا "هنا الفساد" فإن لم يكن التعامل بقوة ووفق رؤية واضحة وحازمة فيهج كل مدرج مع كل سقوط لقاء. • إننا انتظرنا سنوات وسنوات عدة بالرغم من أن هناك سنويا إرهاصات شبهة، أو حالة فاحت رائحتها او حالة نضجت وخرجت رأسها كما صرخت كتمت صوتها ومع ذلك تجاوزنها بمزيد من الدفن. • إن الاختلاف الجديد اننا اعترفنا بأن منا فاسدين. • إن التحدي الحقيقي أن نكشف المزيد من الفاسدين بكل موسم بدلا من العودة لدفن الرؤوس.
مشاركة :