كشفت شركتا "الاتحاد" للطيران و"أليطاليا" أمس في بيان مشترك أنهما في المرحلة النهائية من عملية فحص فني قد ينجم عنها استثمار الناقلة التي مقرها أبوظبي في شركة الطيران الإيطالية المتعثرة. ووفقاً لـ "رويترز"، تجري "أليطاليا" و"الاتحاد" محادثات منذ أسابيع بشأن استثمار محتمل ذكرت مصادر مطلعة أنه قد يشمل قيام الاتحاد بشراء حصة 40 في المائة. وأضاف البيان أن الشركتين ومستشاريهما سيقررون استراتيجية مشتركة لتحقيق أهداف الجانبين خلال 30 يوما، وأكدت الناقلة الخليجية في وقت سابق إجراء محادثات مع "أليطاليا" لكنها لم تذكر تفاصيل، ويتزامن بيان الشركتين مع زيارة يقوم بها إنريكو ليتا رئيس الوزراء الإيطالي إلى الإمارات لتعزيز العلاقات بين البلدين. وعقد جابرييل ديل تورشيو الرئيس التنفيذي لشركة أليطاليا التي تتكبد خسائر اجتماعا مع إدارة الاتحاد أكدا خلاله على استمرار المحادثات بشأن التحالف بين الشركتين. ويقول المحللون إن من شأن هذا التحالف بين "الاتحاد" للطيران و"أليطاليا" أن يعزز السيولة لدى الأخيرة ويسمح لها بالاستثمار في استراتيجية جديدة تركز على الرحلات الطويلة بما قد يعود بالشركة إلى الربحية. وأشار البيان إلى ضرورة حل كل المسائل التي قد تعرقل وضع خطة عمل مناسبة للتأكد من أن الخطة يمكن تنفيذها لكي تنتقل أليطاليا لوضعية تحقيق أرباح، حيث تعاني حالياً ديوناً بقيمة 1.6 مليار دولار وعلى حافة الإفلاس. ويقوم طيران الاتحاد بالتوسع حيث اشترى حصص أقلية في شركات طيران أخرى في وقت تتنافس فيه مع شركات طيران الإمارات والخطوط القطرية، وتملك حاليا 29 في المائة من برلين للطيران و40 في المائة من سيشيل للطيران و19.9 في المائة من فيرجين أستراليا و3 في المائة من شركة لنيجوس. وكانت شركة جت ايرويس الهندية أعلنت قبل ثلاثة أشهر أنها أتمت صفقة بيع 24 في المائة من أسهمها إلى الاتحاد، وذكرت الاتحاد في تشرين الثاني (نوفمبر) أنها بصدد الحصول على 33.3 في المائة من شركة داروين السويسرية التي تخطط لتغيير اسمها إلى الاتحاد الإقليمية، ولا تزال الصفقة تنتظر موافقة السلطات المعنية. وتمر شركة "أليطاليا" بوضع مالي صعب يهددها بنفاد السيولة، وقد جمعت الشركة 300 مليون يورو (410 ملايين دولار) من خلال إصدار أسهم طارئ الشهر الماضي وحصلت على وعد بالحصول على 200 مليون يورو من خلال تمويل مصرفي جديد يضمن لها مواصلة العمليات في الأشهر الستة المقبلة، لكن السيولة قد تنفد مرة أخرى إذا فشلت في جذب شريك يتمتع بسيولة كبيرة قريبا. وأفاد الرئيس التنفيذي لـ "أليطاليا"، في وقت سابق بأن المجموعة قد تضطر إلى إطلاق إصدار جديد للأسهم إذا لم تحقق الأهداف الموضحة في خطة أعمال جديدة، ومن بين الأمور الأخرى التي يتضمنها جدول الأعمال استراتيجية التمويل التي وضعتها الشركة لتنفيذ خطتها الصناعية الجديدة. وبحسب مصدر مقرب فإن شركة الخطوط الجوية الإيطالية لا تزال تنتظر الـ 200 مليون يورو التي تعهدت بها المصارف ضمن خطة إنقاذ طارئة قيمتها 500 مليون يورو وضعتها الحكومة بهدف إبقاء الشركة قادرة على مواصلة العمليات في وقت تواصل فيه البحث عن شركاء. وتتيح "أليطاليا" الدخول إلى رابع أكبر سوق للسفر في أوروبا وتنقل 25 مليون مسافر سنويا لكنها تواجه منافسة من شركات الطيران الاقتصادي والقطارات الفائقة السرعة.
مشاركة :