انتقدت صحيفة نيويورك تايمز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، على خلفية تسارع تصريحاته النارية، وحذّرت من أن يؤدي هذا الترشيح إلى انهيار الحزب الجمهوري برمته. وقالت في مقال للكاتب ديفد بروكس، إن ترامب حذّر الأميركيين من اللاجئين غير النظاميين، واتساع مجتمع تتعرض فيه الشرطة للقتل في الشوارع، وغضب المسلمين الذي يعصف بالأبرياء ويهدد طريقة حياتهم، ويجعل الموت يتربص بكل إنسان. وأضاف "ظل ترامب لمدة أكثر من ساعة يصرخ أمام جمهور أصابه الإرهاق، وهو يحذرهم من العنف والجريمة، وذلك بطريقة دلت على السمات الشخصية السلطوية لترامب نفسه. حيث ركز على تهويل الأوضاع التي يعيشها الأميركيون، ونسي أو تناسى أن معدلات العنف والجريمة في الولايات المتحدة آخذة في التناقص، وأن اللاجئين لم يقترفوا كل الجرائم التي يحذر منها ترامب، وأن عدد القتلى من الشرطة قليل جدا في مجتمع يقدر بأكثر من 320 مليون إنسان". وتابع بروكس بالقول إن الهموم التي تشغل بال المواطن في الولايات المتحدة هي هموم اقتصادية واجتماعية أكثر من كونها تتعلق بالجريمة، ولكن ترامب منفصل عن البلاد، ولا يهتم إلا بنفسه، وهو منفصل أيضا عن الحزب الجمهوري، ولا يشكل ورقة رابحة للحزب بقدر ما يشكل سببا في انهياره. أما مجلة فورين بوليسي فتوقعت على لسان كاتبها روزا بروكس أن يواجه الحزب الجمهوري مخاطر الانهيار بسبب ترشيحه لدونالد ترامب. وأضافت أن الحزب يواجه مشكلة عميقة، فلو فاز مرشحه في الانتخابات الأميركية فإن ذلك كفيل بكتابة النهاية للحزب – حسب تعبير بروكس – نظرا للأخطاء الفادحة التي من المتوقع ارتكابها، وإذا خسر سيكون قد سمح لخصمه الديمقراطي بالفوز في الانتخابات مرة أخرى، إلا أن هذه الخسارة، حسب بروكس، ستكون أقل تكلفة من فوز ترامب، واختتمت بالقول "أن تخسر جولة انتخابية أفضل بلا شك من خسارة الحزب نفسه".
مشاركة :