إزالة الأوشام في السلفادور لطيّ صفحة الماضي الأسود

  • 7/27/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في عملية معقدة استغرقت 27 دقيقة، وتخللها استخدام 3 آلاف و966 صعقة بالليزر، تمكن خوسيه انطونيو أخيراً من إزالة وشم على صدره يشي بانتمائه الى العصابات الإجرامية في السلفادور، وهي صفحة من ماضيه يرغب في طيها نهائياً. ويقول الرجل الذي يفضل عدم الإفصاح عن اسمه الحقيقي لأسباب أمنية: «اريد ان انتهي من هذه الأوشام». فهذه الرسوم التي يتباهى بها كثيرون في انحاء كثيرة من العالم، باتت مصدر متاعب في السلفادور، حتى انها قد تعرض صاحبها للقتل، كما يقول خوسيه انطونيو الذي كان عضواً في عصابة مارا سالفاتروتشا (إم إس 13) الرهيبة، إحدى أقوى التشكيلات الإجرامية في المنطقة. والوشم في هذا البلد العنيف من اميركا اللاتينية أمر لا بد منه للانضمام إلى العصابات، وكل وشم يدل على الانتماء الى هذه المجموعة او تلك، كما ان بعض الرسوم تدل على رصيد صاحبها في الجرائم. هكذا كانت الحال مع أوشام خوسيه انطونيو البالغ من العمر 38 سنة والذي امضى 14 سنة في السجن لإدانته بالقتل والسرقة. لذا يرغب في التخلص منها وطي صفحة ماضيه المظلم، على غرار 828 شخصاً يقصدون هذه العيادة التي انشأتها السلطات عام 2003 لإزالة الأوشام عن أجساد رجال العصابات وبائعات الهوى، ومساعدتهم على الانخراط مجدداً في مجتمعهم. أما خوسيه أنطونيو فعاش حياة العصابات منذ العاشرة من عمره، وشرع في وشم نفسه التي تشير إلى أسماء وعبارات مختلفة، منها «أم إس»، عصابته التي أمضى فيها 12 سنة. وقد خرج من السجن عام 2012، وعانى من الحروب الدائرة بين العصابات المتنافسة، ولم ينج من مجموعته المكونة من أربعين شخصاً سوى أربعة. ورغبة في النأي بنفسه عن دائرة العنف هذه، قرر محو الأوشام عن ذراعيه أولاً، ثم أزالها كلها عن بقية جسده. وفي عيادة إزالة الأوشام، تضع الطبيبة مايدي راميريز قفازات ونظارات خاصة، وتعمل على تبريد المنطقة من الجلد حيث الوشم موجود، ثم تزيله نقطة نقطة بواسطة الليزر. وحين تنهي هذه العملية، تضع المراهم الملطفة وتغطي المنطقة بالضمادات، وتعطي الشخص موعداً جديداً عادة ما يكون بعد شهر. وقد استفاد من هذا البرنامج الحكومي 17 ألفاً و200 سلفادوري بين العامين 2003 و2012، وهو توقف لبعض الوقت بسبب مشكلات في التمويل، ثم استؤنف في نيسان (أبريل) الماضي، وسط ترحيب من اصحاب الأوشام الذين يعانون من التمييز الاجتماعي والترهيب، وفق الطبيبة. وتقول طبيبة نفسية تتابع هؤلاء الأشخاص، إن هذه الأوشام تشكل «حداً بين الحياة والموت، وبين السجن والحرية، وبين العمل والبطالة». حتى ان الأشخاص الذين لم يسبق ان كان لهم اي ماض جرمي، والذين وشموا أنفسهم لمجرد الزينة، باتوا يحسبون في دائرة المجرمين الواجب تجنب التعامل معهم، كما يقول ميغل مونتينغيرو منسق لجنة حقوق الإنسان في السلفادور التي تعَدّ من أعنف بلدان العالم، وتشير الأرقام الرسمية إلى أن 70 ألفاً من مواطنيها أعضاء في عصابات إجرامية منهم 13 ألفاً في السجون.

مشاركة :