حطّت طائرة «سولار امبالس 2» العاملة بالطاقة الشمسية حصراً اليوم (الثلثاء) في أبو ظبي، متمّمة جولة غير مسبوقة حول العالم شكلت تحدياً تكنولوجيا وبشرياً على حد سواء. وهبطت الطائرة التي قادها السويسري برتران بيكار من دون أي مشكلات، عند الساعة 12:05 صباحاً بتوقيت غرينتش في مطار البطين قرب العاصمة الإماراتية، وهو المكان الذي بدأت منه رحلتها في التاسع من آذار (مارس) العام الماضي، في جولة قطعت خلالها أكثر من 42 ألف كيلومتر عبر أربع قارات من دون الاستعانة بقطرة وقود واحدة. وكانت الطائرة أقلعت من القاهرة الأحد الماضي، قاطعة مسافة 2763 كيلومتراً في أكثر من 48 ساعة خلال المرحلة 17 والأخيرة من جولتها حول العالم. وقال بيكار متوجهاً إلى جموع احتشدت في المطار استقبلته بالتصفيق الحار، إن «المستقبل نظيف»، وانضم إليه على مدرج المطار مواطنه أندريه بورشبرغ الذي تناوب معه طوال هذه المغامرة على قيادة الطائرة التي تتسع لشخص واحد. ولا يتجاوز وزن الطائرة القادرة على الطيران ليلاً ونهاراً 1.5 طن، ويوازي عرض جناحيها عرض جناحي طائرة «بوينغ 747». وحلقت الطائرة بسرعة 80 كيلومتراً في الساعة، وهي مزوّدة بـ17 ألف خلية ضوئية تغطي جناحيها وأربعة محركات تغذيها بطاريات تخزن الطاقة. وتهدف «سولار امبالس 2» إلى الترويج للطاقة المتجددة وإثبات القدرة على استخدامها مستقبلاً في مجال الطيران. وأشار بيكار في تغريدة إلى أنه «أطلقتُ مشروع سولار امبالس في العام 2003 لأمرر رسالة أن التكنولوجيا النظيفة قادرة على تحقيق المستحيل». وحقق بيكار حلمه على رغم أنه استغرق أكثر مما كان متوقعاً، إذ احتاجت الطائرة في دورتها حول العالم إلى أكثر من سنة وأربعة أشهر، فيما كان متوقعاً أن تدوم الرحلة خمسة أشهر من بينها 25 يوماً من الطيران الفعلي. وأوضح بيكار للصحافيين في القاهرة قبل انطلاقه إلى أبو ظبي: «نخلد الى النوم 20 دقيقة حداً أقصى ونقوم بتمارين في القمرة لنصف ساعة صباحاً وفي فترة ما بعد الظهر، وإلا لا يمكننا أن نحرك ذراعينا ورجلينا بعد أيام قليلة». وأكد بيكار أنه «قريباً جداً سيصعد ركاب إلى طائرات كهربائية تشحن على الأرض»، معتبراً أنه ينبغي الانتظار أكثر قبل الحصول على طائرات تعمل بالطاقة الشمسية.
مشاركة :