تحول طوارئ مستشفى العارضة العام إلى واجهة للأسف لا تخدم المراجعين من المرضى، في ظل نقص الكوادر الطبية وتعطل الأجهزة العلاجية، ونقص الأدوية. وأكد العديد من المرضى أن معاناتهم من المستشفى متكررة، خاصة أن سعة المستشفى قليلة بالنسبة لحجم سكان المحافظة شرقي جازان، والذين ينتشرون في أكثر من 70 قرية. اشتكى عدد من العاملين في المستشفى والمرضى من غياب النظافة في أقسام المستشفى، حتى وصل الحال إلى انتشار النفايات إلى سبعة أيام دون إزالتها، مما ضاعف مخاوف المرضى والعاملين من انتقال الأمراض بسبب تلك النفايات ما لم تتدخل الشؤون الصحية سريعا لتدارك الوضع. وأشاروا إلى أن قسم الطوارئ يعاني أيضا من خلو غرف الكشف من الأطباء وعلى المريض البحث في ردهات المستشفى للحصول على الطبيب والذي يحضر إلى غرفة الكشف بعد إلحاح المرضى ومرافقيهم. وبين عدد من الأهالي أن أروقة وممرات المستشفى تعاني من صغر مساحتها، مما جعل صعوبة الحركة في تلك الممرات خاصة قسم العيادات التي تشهد ازدحاما شديدا، فيما لم يغب قسم النساء والولادة عن المشهد، حيث اشتكى عدد من المراجعات وذويهم لقسم الولادة في مستشفى العارضة بغلقه الأبواب وعند سؤالهم عن السبب في ذلك بين لهم الطاقم الإداري في المستشفى أن الفريق الطبي المكون من طبيب وفني تخدير يتناوبان في عملية الحضور إلى القسم حيث إن النظام المعمول به في المستشفى عمل القسم يوما وتوقفه في اليوم الآخر إلا أنه في فترة العمل يتبادل الطبيب وفني التخدير أدوارهما في الغياب، فتارة يحضر الطبيب ويغيب الفني ثم يحضر الفني ويغيب الطبيب الأمر الذي تسبب في مضاعفة معاناة المراجعات للقسم وإغلاقه طيلة الأيام. ويعتقد المريض عبدالله النخيفي أن مستشفى العارضة أصبح مركزا لتفريغ الجراثيم والميكروبات لوجود الحشرات التي تنعم بالهدوء والطمأنينة داخل ردهات المستشفى المتهالك، مشيرا إلى عدم رضاه عن مستوى النظافة في المستشفى، مطالبا بمحاسبة المقصرين. واعتبر محمد الفيفي وأحمد حريصي وإبراهيم الجابري أن قسم الطوارئ في المستشفى يتسم بالفوضى، على حد وصفهم، حيث هناك اختلاط في جميع غرف الكشف، إضافة إلى عدم تواجد الأطباء في غرف الكشف مما يجعل المريض ينتظر طويلا حتى يحضر الطبيب، موضحين أن الزحام الشديد الذي تواجه غرف الطوارئ نظرا لقلتها وقلة الكراسي بها. ونقلت أم بندر ما يحدث من مأساة داخل قسم الولادة والذي يوجد به كراسي معدودة فقط حتى إن بعض النساء داهمها المخاض وهي في الممرات دون أن يتدخل الكادر الطبي في إنقاذها بسبب قلة الكراسي، إضافة إلى غياب الكادر الطبي النسائي عن القسم والذي قوبل برفض من قبل عدد من النساء، حيث قالت إحداهن لماذا لا يتم جلب طبيبة نساء وولادة بدل الطبيب. ويشير يحيى النخيفي إلى أن الطاقة الاستيعابية للمستشفى لا تسع كل المرضى، كما أن الضيق يسبب الكثير من المعاناة للمراجعين حيث تجدهم يتكدسون في صالة ضيقة، في وقت يفترض أن يخدم المستشفى أكثر من 70 قرية وهجرة، مما يضطر البعض الذهاب إلى مستشفيات المنطقة الأخرى بحثا عن العلاج، مطالبا بسرعة إنجاز مشروع مبنى المستشفى الجديد المتعثر منذ عدة سنوات. وأوضح لـ«عكاظ» المتحدث الإعلامي في صحة جازان محمد الصميلي بأنه يوجد هناك تجهيز متكامل بمبلغ 15 مليون ريال يشمل جميع الأقسام العلاجية الرئيسية والطوارئ والعيادات والمختبر والأشعة، وفي حالة نقص الكوادر يتم دعمها عن طريق التعاقد أو ببرنامج الطبيب الزائر أو برنامج اللوكم. وعن تعثر مشروع مبنى المستشفى الجديد أفاد الصميلي بشأن تعثر مشروع مستشفى العارضة: تم ترسية مشروع مستشفى العارضة من قبل الوزارة وتم استلام الموقع من قبل المقاول بتاريخ 29 شوال 1429هـ وكانت مدة المشروع 22 شهرا من تاريخ استلام المشروع، إلا أنه انتهت الفترة الزمنية للمشروع وكانت نسبة الإنجاز 34% فقط، وتم تغريم المقاول وفقا للنظام وإعطاؤه فترة تمديد إلا أنه لم يلتزم بما هو مطلوب منه وتم سحب المشروع وأعيد طرح المنافسة مرة أخرى.
مشاركة :