توفيت الطفلة سلامة ذات التسعة أشهر، إثر تعذيب الخادمة لها، وقد أصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الدماغ وصعوبة في التنفس، وأدخلت للعلاج في مستشفى القاسمي، حيث مكثت قرابة أسبوعين قبل أن تسلم الروح فجر أمس، فيما تلقى ذووها الخبر صابرين محتسبين ابنتهم عند الله واثقين بعدالة القضاء والسماء. وأحالت شرطة الشارقة جثة الطفلة للمختبر الجنائي، لتحديد الأسباب التي أدت للوفاة، ولإنهاء الإجراءات اللازمة بتسليم جثمانها لذويها لدفنها، كما تمت إحالة ملف الواقعة لمركز الشرطة المختص للمتابعة، بينما أحيلت الخادمة للنيابة لاستكمال التحقيقات. مضاعفات وأكد الدكتور خالد بن سبت استشاري جراحة الأطفال، نائب المدير الفني في مستشفى القاسمي بالشارقة، أن الطفلة توفيت فجر أمس، بعد أن تعرضت لتوقف في القلب والرئتين، وقام الفريق الطبي بمحاولة الإنعاش وتقديم الإسعافات لها لقرابة خمس وأربعين دقيقة، إلا أنها فارقت الحياة. وأوضح أن سلامة وصلت لقسم الطوارئ ولا يوجد لديها نبض، وتم إجراء الفحوص اللازمة وتبين وجود كسر في الجمجمة ونزف في الدماغ استدعى تدخلاً جراحياً، لكن الوضع الصحي العام لها كان خطيراً، فالدماغ في حالة سيئة، وتم وضعها على أجهزة التنفس الاصطناعي وأعطيت علاجات داعمة. وقال إنها أصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف قلبها وتمت محاولة إنعاشها بالطريقة المعتمدة لكنها للأسف أسلمت الروح لباريها. صدمة وقال سالم المازمي والد الطفلة: نحن مؤمنون بقضاء الله وقدره، لكن الألم يعتصرنا على رحيل سلامة بهذه الطريقة المفجعة، لكنها إرادة الله ولا راد لقضائه، معرباً عن حزنه واستغرابه لما قامت به الخادمة التي تلقت أفضل معاملة منهم، فلم يقصروا أبداً في حقوقها، مؤكداً ثقته بالقضاء، مطالباً بإنزال أقصى عقوبة بحق الخادمة، فيما طالب عم الطفلة أحمد المازمي بأن تكون العقوبة رادعة. وكان والد الطفلة قد أوضح لـالبيان، أن الخادمة الإندونيسية التي تبلغ من العمر 28 عاماً، كانت تعمل لديهم لمدة عامين متتاليين، ولم يظهر عليها أي سلوك عدواني طوال تلك الفترة، وعادت إلى بلدها، وبعد فترة طلبت منهم إعادة استقدامها، وبالفعل عادت إلى الدولة وباشرت عملها معهم من جديد، مشيراً إلى أنهم كانوا يتعاملون معها بشكل مهذب وإنساني. وجدد الأب المكلوم تأكيده أنهم على قدر من المسؤولية، وزوجته ربة منزل لا تعمل، ولا تترك أطفالها بعهدة الخادمة إلا في حالات نادرة جداً، وتكون الجدة موجودة، وقال إن لديه طفلة اسمها شهد تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وكان لدى سلامة أخت توأم لكنها توفيت بعد الولادة بـ12 يوماً. إصرار وقال المحامي جمعة مليح، إن وقائع وملابسات هذه الواقعة ومنذ البداية، تشير إلى أن الخادمة كانت تنوي إزهاق روح الصغيرة سلامة، وبعد وفاتها وانتقالها إلى جوار ربها، يجب أن تقدم الخادمة بتهمة القتل العمد لا بتهمة الضرب الذي أفضى إلى الموت، حيث سبق أن أبدينا رأينا في أثناء علاج الصغيرة بأنه يجب أن تقدم الخادمة بتهمة الشروع في القتل، وهذا لا يمنع تعديل وصف الجريمة بعد ذلك إلى تهمة القتل، فجريمة القتل والشروع في القتل من جرائم الضرر، والفارق بين الاثنين هو النتيجة.
مشاركة :