قبل 25 عاما كانت "سارا هورويتز" كاتبة خطاب "ميشيل أوباما" ـ زوجة الرئيس الأميركي ـ الذي ألقته مساء الإثنين الماضي في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الأميركي، طالبة في الصف الثامن في رحلة مدرسية مع زملائها من مدرسة "كليبيت هيل" الابتدائية، شملت البيت الأبيض. وحسب موقع صحيفة "بوسطن جلوب" الأميركية، قالت سارا هورويتز في فيديو لإحدى المقابلات التي أجريت معها قبل بضع سنوات "أتذكر كيف كنت معجبة جدا بهذا المكان، وكيف أخبرت إحدى مُعلماتي "أريد أن أعود هنا مرة أخرى، أريد أن أكون جزءا من هذا المكان". والآن أصبحت هورويتز البالغة من العمر 39 عاما بالفعل جزءا من هذا المكان، فهي كاتبة خطابات عائلة أوباما لثماني سنوات، والكاتبة الرئيسية لميشيل أوباما لحوالي سبع سنوات. إعجاب كبير كتبت هورويتز خطاب مساء الإثنين الذي وصف بأنه "أفضل خطابات الموسم على الإطلاق". وقالت الأستاذة في جامعة ماساتشوستس في بوسطن كارول هاردي فانتا "لقد كان خطابا رائعا. ومن اللطيف أن تحظى كاتبة الخطاب بقليل من التقدير". على تويتر غرد المحلل السياسي الرئيسي لـ إيه بي سي نيوز ماثيو داود واصفا الخطاب بأنه "أكثر الخطابات نجاحا وتأثيرا لهذا الموسم". وقال جون فايفريو كاتب خطابات أوباما الرئيسي من 2005 حتى 2013 "هذا الخطاب سيكون مخلدا في التاريخ". من هي هورويتز؟ هورويتز خريجة قانون من جامعة هارفرد، كذلك كتبت لهيلاري كلينتون خلال حملتها في عام 2008. وكانت أول مهمة كلفت بها مع حملة أوباما وفقا لتقرير يونيو في واشنطن بوست هي: خطاب ميشيل أوباما في مؤتمر دنفر عام 2008 – وهو نفس الخطاب الذي سرقت منه كاتبة خطاب ميلانيا ترامب في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري. وفي تقرير نشر في يونيو في "واشنطن بوست"، وصفت هورويتز الإجراءات التي قامت بها هي مع السيدة الأولى في صياغة خطاباتها، وتبادل الأفكار قائلة: "بما أنني أكتب لها الآن فإنني أقوم بتعديل خطابها بصوتها في رأسي، لأنها قد أعطتني الكثير من آرائها خلال كل هذه السنوات، لذلك أصبح واضحا لي ماذا تريد". مساء الإثنين -تحدثت عن تربية ابنتين وسط البيت الأبيض وحياتهم تحت مجهر وسائل الإعلان، وكذلك انتقدت مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب- دون أن تقول اسمه مباشرة. قالت ميشيل أوباما "أريد شخصا يمتلك قوة كافية تدفعه للمثابرة. شخصا يعرف دوره ويأخذه على محمل من الجد. شخص يفهم بأن مشاكل أمتنا ليست مجرد أبيض أو أسود. لا يمكن اختصار هذا الكلام! لأن لو كانت القوانين النووية رهن إشارتك والجيش تحت قيادك فلن تستطيع أن تتخذ قرارات مستعجلة دون تفكير. لا يمكنك أن تكون حساسا وأن تكون لديك الرغبة في مهاجمة الناس". وقالت كاثلين كيندال بروفيسورة باحثة في قسم الاتصالات في جامعة ماريلاند والتي تدرس الخطابات السياسية: هذه الخدعة البلاغية -مخاطبة الخصم دون ذكر اسمه- تجعل من المستمعين غير المُنفعلين أكثر تركيزا وانتباها. وأضافت كيندال "من الأفضل للناس أن يملؤوا الفراغات بأنفسهم. هذه هي قوة الخطابات من زمن أرسطو وحتى الوقت الحاضر".
مشاركة :