«تويتر» يستحوذ على النصيب الأكبر من جماهيرية الشعراء

  • 7/27/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تشكل الأمسيات الشعرية منبراً مهماً لكثير من الشعراء، إلى جانب أنها تعد وجهة مثالية لمتذوقي الشعر نحو الالتقاء بشعرائهم المفضلين، إلا أن الأمسيات الشعرية باتت تواجه تحدياً أكبر لاجتذاب الجماهير إلى فعالياتها في ظل منافسة منصات أخرى يلتقي فيها الشعراء بمتذوقي الشعر، لعل من أهمها وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات والبرامج الشعرية الفضائية، وهذا الاهتمام يدعو الجهات المعنية لبذل المزيد من الجهد والإبداع في العرض؛ لكسب ثقة الجمهور واجتذابه لحضور هذه الأمسيات، واقفين على مكامن الضعف فيها ومحاولين لفت الأنظار إليها بغية حلّها وتقوية موادها.. «الرياض» عبر هذا التحقيق تسعى إلى استكشاف أسباب ضعف الحضور لأمسيات الشعر، والطرق الممكنة لحلّها، فإلى نص التحقيق: تطوير الفعاليات في البداية, يرى «عبدالواحد الأنصاري» -شاعر وروائي- أنه لا مجال لتطبيق هذه الفكرة في الشعر الفصيح، مرجعاً السبب لعدم حضور الجمهور للفعاليات الشعرية الرسمية التي تقيمها الأندية الأدبية، منوهاً أنه ليس السبب في ذلك ضعف المستوى الشعري قائلاً:» في كل بلد يوجد شعراء مبدعون وشعراء متوسطون وشعراء دون المتوسط، ولكن السبب هو ضعف الإقبال الجماهيري على الشعر الفصيح»، مشيراً إلى أن تفعيل دور الأمسيات الأدبية والإشراف عليها والإعلان عنها وتطويرها هو الأفضل من وجهة نظره. وأوضح «الأنصاري» أن برامج الشعر على القنوات التلفزيونية أو عناية الجماهير بمتابعة الشعراء على مواقع التواصل الاجتماعي أمر يختلف تماماً عن الحضور إلى الفعاليات الشعرية والاستماع إليها؛ لأن القنوات الفضائية «تصنع نجوماً» وتستدرج المتابعين بالتصويت، وتجتذب الإثارة عن طريق المنافسة وتشويق المتابع لكي يعرف من سيفوز بهذه المسابقة أو تلك، فهذا متعلق بعالم الترويج والتسويق أكثر مما هو متعلق بعالم محبة الإبداع والإقبال عليه، مضيفاً أن إقبال المتابعين في تويتر على بعض المشاهير في عالم الشعر فهو تابع كذلك لعالم القنوات، فنادراً ما تجدهم يبحثون عن حضور لفعالية شاعر غير مشهور في القنوات وعلى الشاشات. وقال «الأنصاري:»ومن هنا فإن الأفضل من وجهة نظري هو تطوير الفعاليات الثقافية ومنحها قدراً أكبر من العناية لتكون فعاليات جماهيرية بعيداً عن التورط في مزلق تسويق القنوات وبرامجها المثيرة، لأن الهدف هو جلب الإقبال على الإبداع، وليس إثارة الجماهير بالتصويت ومن سيفوز ومن لا يفوز». المؤسسات الثقافية تحتاج إلى تسويق فعالياتها ومواكبة الجيل الجديد قلة حضور وأكد «د.عبدالله السفياني» - مدير الموسوعة العالمية للأدب العربي- على أنه في «أدب» كانوا يفكرون في تطبيق مثل هذه الفكرة، ولكن بعد دراستها في «الموسوعة العالمية أدب» وبحكم خبرتها في هذا المجال تبين لهم أنها غير ذات جدوى على الأقل في الفترة الحالية في الشعر الفصيح تحديداً؛ لقلة حضور ومشاركة الجماهير لأماسيه، وغياب الأسماء الكبيرة والمؤثرة التي تدفع الجماهير للحضور، مستشهداً بذلك الأمسيات الشعرية التي تنظمها الأندية الأدبية وبعض الأمسيات الثقافية بالرغم من مجانية الحضور إلا أنه في بعضها لا يكاد يتجاوز الحضور أصابع اليدين، مستثنياً الأمسيات التي نظمتها «أدب» أو أشرفت عليها فقد كان حضورها جيداً، موضحاً أن مثل هذه الفكرة قد تنجح إذا كانت الشخصية المشاركة ذات جماهيرية عالية بالإضافة إلى اختيار المكان والزمان المناسب والتسويق والإعلان القوي والمنظم. ويشير «السفياني» إلى أنه حتى هذه اللحظة لا يمكن أن نعرف ما هي المهام والأدوار الموكلة بهيئة الثقافة، منتظرين ما ينتج عن اللجنة المشكلة لدراسة ما يراد من الهيئة القيام به، خصوصاً وأننا نعول عليها في قضايا كبيرة جداً أكبر من تنظيم حضور الأمسيات الشعرية. مضاعفة الجهد ويرى «د.خالد الدخيل» -شاعر وعضو هيئة تدريس بجامعة الإمام- أنه لا يجب أن نقف ملياً عند ما نعانيه من نقص في عمل المؤسسات الثقافية بحيث يصعب أن تعمل عملاً مؤسسياً، مبيناً أن تنظيم الفعاليات الثقافية يتم بطريقة فردية «أي معتمدة على نشاط الفرد لا على أداء المؤسسة»، ومنوها أن العمل الفردي يجعل تنظيم الحفلات الشعرية خاضعا لذوق واختيار المنظم، ولا يأتي وفق آلية واضحة مزمنة رسمتها المؤسسة الثقافية، قائلاً: «هذا الأمر من -وجهة نظري- لا يساعد على أن تُصحح الأخطاء وتعالج وفق نظام مؤسسي دقيق يشجع على ثقة المجتمع بما تقدمه المؤسسة من أداء، وتتشجع المؤسسة كذلك للدعوة إلى فعالياتها وإصدار تذاكر مدفوعة القيمة للصرف على نشاطاتها». وأشار «الدخيل» إلى أن وضع مبالغ على حضور فعاليات ثقافية يتطلب من المؤسسات الثقافية مضاعفة الجهد؛ لتعمل عملاً مؤسسياً، وتتخلص من الجهود الفردية التي تتغير بتغير من يديرها، ولزرع ثقة الجمهور بما تقدمه من أداء، موضحاً أنه من المهم جداً قبل الشروع بهذه الفكرة تحسين أداء المؤسسات الثقافية حتى تحصل فعالياتها على رضا الجمهور ومن ثم التفكير وضع أمسيات ثقافية مدفوعة القيمة. تسهيل الإجراءات وبين «محمد التركي» -شاعر- أنه حتى الآن ليس هناك فعاليات أدبية تقام إلا في المناسبات وتحت مظلة رسمية، مضيفاً أن الجمهور في السعودية غير معتاد على ضبط جدوله لحضور أمسية شعرية، ولم يعرف حتى الآن الاختلاف في تلقّي الشعر بشكل مباشر أو من خلال الورق أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، موضحا أن هذه الثقافة تحتاج إلى نشر وتفعيل، حتى يمكن بعد ذلك نقلها إلى منطقة أخرى تكون فيها الأمسيات قادرة على تمويل نفسها عبر تذاكر للدخول. ويظن «التركي» أننا مازلنا في الدائرة الأولى، إذ ليس هناك ما يكفي من الأمسيات لقياس الإقبال على الحضور، مشيراً إلى أن إقامة أمسية حالياً تحتاج إلى الكثير من الوقت، والأوراق المختمة، مطالباً بتسهيل الإجراءات قبل التفكير بأمسيات ذات تذاكر. وتطرق «التركي» إلى أن هيئة الثقافة تستطيع أن تكون مظلة للجهات الراغبة بتنظيم أمسيات للشعر «هذا الدور سيكون كافياً» والتذاكر سيقرر وجودها إقبال الجمهور ورضاه عما يقدم. حالة ترفيهية ويتحدث «عبداللطيف بن يوسف» -شاعر- أنه «شخصياً» لا يرى بأس في مثل هذه المبادرات ولكن يخشى تحول المحافل الثقافية إلى حالة تجارية محضة، لا تراعى فيها المادة بقدر مع يتم الاهتمام بالشكل والعرض، مؤكداً على أنه بذلك يصبح الترشيح لمثل هذه المناسبات قائم على الأكثر جماهيرية وليس الأقدر فنياً؛ كي تزيد الأرباح والتذاكر. وأضاف «بن يوسف» أنه إذا ظل وجود مثل هذه الأمسيات فإنه قد تكون أقرب إلى حالة الترفيه التي من الممكن أن تكون أحد الفعاليات التي تقدمها هيئة الترفيه المستحدثة قبل فترة. عبداللطيف بن يوسف د.عبدالله السفياني عبدالواحد الأنصاري محمد التركي

مشاركة :