قللت القاهرة من تقارير عن بدء أديس أبابا تخزين مياه النيل خلف «سد النهضة»، رغم الاتفاق على انتظار نتائج الدراسات الفنية عن تأثيرات السد، وهي الدراسات التي لم توقع عقودها بعد بسبب خلافات. واعتبرت وزارة الري المصرية أن التخزين الذي كشفته صور أقمار اصطناعية «جاء بسبب زيادة معدلات الأمطار وارتفاع منسوب الفيضان هذا العام». وكان الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين وقعوا خلال قمة عقدت في الخرطوم مطلع العام الماضي وثيقة «إعلان المبادئ لسد النهضة» التي تقضي بالتعاقد مع مكاتب استشارية دولية لوضع دراسات فنية وبيئية عن تأثيرات السد الإثيوبي على دولتي المصب مصر والسودان. لكن منذ ذلك التاريخ راوحت الخلافات مكانها بين القاهرة وأديس أبابا في شأن تفاصيل تلك العقود، فيما يواصل الجانب الإثيوبي بناء السد الذي يتوقع افتتاح مرحلته الأولى مطلع العام المقبل. وأكد سفير مصر لدى إثيوبيا أبو بكر حفني في كلمة على هامش احتفال بذكرى «ثورة يوليو» أن وزراء الري في البلدان الثلاثة «سيوقعون قريباً عقداً يختص باستشارات السد». ورأى أن «مصر وإثيوبيا تتشاركان الأصل والثقافة والتاريخ والمياه والمخاوف والتهديدات والتحديات، وهذا كافٍ لنتشارك الآمال والآفاق والمستقبل». وأكد التزام بلاده «سياسة خارجية ثابتة تعتمد تحقيق المصالح المشتركة ووضع حلول سلمية للنزاعات مع الابتعاد من التدخل في الشؤون الداخلية لبقية الدول». وأضاف أن «مصر تتوقع الالتزام ذاته من دول الجوار». ورأى أن «العلاقات المصرية- الإثيوبية شهدت خطوات إيجابية السنتين الماضيتين وإرساء حقبة جديدة من التعاون والصداقة بين البلدين»، معتبراً أن توقيع مصر وإثيوبيا والسودان إعلان المبادئ «مهد الطريق أمام بداية جديدة للتعاون لم يعد فيها النيل مصدراً للنزاع، بل دافعاً لإعلاء مصالح مواطنينا نحو آفاق جديدة». وقللت وزارة الري من مخاوف أثارتها صور أقمار اصطناعية كشفت تخزين الجانب الإثيوبي مياه النيل خلف السد. وعزت الإجراء في بيان أعقب اجتماع لجنة إيراد النهر وإدارة المياه الذي عقد أول من أمس، إلى «تزايد معدلات الأمطار على حوض النيل الأزرق وبالتالي زيادة التصرفات فيه، كما هو متوقع خلال هذه الفترة من العام، والتي تفوق حجم المياه التي يتم تصريفها من أنفاق السد والجزء الأوسط من جسم السد الرئيس بوضعهما الحالي». وأكدت أن «هذا الأمر مرتبط بفترة الفيضان ويتلاشى بالتدرج مع انحسار الفيضان وخروج هذه المياه المتجمعة عبر الفتحات السفلية الموجودة في جسم السد». من جهة أخرى، التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس رئيس أركان القوات البرية الباكستانية رحيل شريف. وأوضح بيان رئاسي أن السيسي شدد خلال اللقاء الذي حضره وزير الدفاع المصري صدقي صبحي على «أهمية تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب من خلال استراتيجية شاملة». وأكد «اهتمام مصر بتطوير تعاونها مع باكستان والاستفادة من خبراتها العسكرية في مكافحة الإرهاب». ونقل البيان عن المسؤول العسكري الباكستاني أنه «أعرب عن اعتزاز بلاده بتعاونها مع مصر في مختلف المجالات، ومن بينها الصعيد العسكري والأمني، وتطلع باكستان لتعزيز العلاقات العسكرية مع مصر وتقوية التعاون الأمني وتبادل الخبرات، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب».
مشاركة :