استغرب العرب في إسرائيل نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رسالة على «يوتيوب» الاثنين، يعلن فيها ما يشبه الاعتذار عن رسالة سابقة له إلى العرب، ودعاهم إلى المشاركة «بكثافة» في المجتمع الإسرائيلي. وبدأ نتانياهو كلمته التي استمرت ثلاث دقائق وألقاها باللغة الإنكليزية، بالتوجه إلى «مواطنينا العرب الأعزاء» التي قالها بالعربية أيضاً. وبعد ذلك كرر ما يشبه اعتذاراً عن الرسالة التي وجهها يوم الانتخابات التشريعية الأخيرة في آذار (مارس) 2015 حول «الناخبين العرب الذين يتوجهون بكثافة إلى مراكز الاقتراع». وقال نتانياهو «كنت أقصد حزباً سياسياً محدداً (اللائحة العربية الموحدة التي شكلتها الأحزاب العربية - الإسرائيلية)، لكن عدداً كبيراً من الأشخاص شعروا بالاستياء في شكل يمكن تفهمه». وأضاف «أطلب اليوم من المواطنين العرب في إسرائيل المشاركة في مجتمعنا بكثافة والعمل بكثافة والدراسة بكثافة والازدهار بكثافة». ويشكل العرب في إسرائيل نحو 18 في المئة من مجموع السكان. وحصلت الأحزاب العربية - الإسرائيلية في الانتخابات على 13 مقعداً وأصبحت تشكل القوة الثالثة في الكنيست. وذكر نتانياهو في رسالته بأن حكومته وافقت في بداية العام على خطة بقيمة عشرة مليارات شيكل (حوالى 2,37 مليار يورو) للأقليات، وخصوصاً العرب. وأشار إلى ضرورة القضاء على «الجريمة والعنف» في البلدات العربية - الإسرائيلية. واستغربت قيادات عربية في إسرائيل نشر رسالة نتانياهو الجديدة التي لم تلق أي تجاوب لديهم، وقال رئيس «القائمة المشتركة» النائب أيمن عودة رداً على رسالة نتانياهو إن «العرب ينجحون على رغم عنصريتك»، وتوجه إلى نتانياهو بالقول إن «أكثر من مئة ألف مواطن عربي يعيشون في القرى غير المعترف بها، لم يتمكنوا من سماع كلماتك، لا في اللغة العبرية ولا في الإنجليزية. بكل بساطة، لأن منازلهم غير مربوطة في الكهرباء، لا يوجد لديهم مياه ناهيك عن عدم وجود جهاز تعليم، صحة أو شوارع معبدة». وأضاف: «أنا مثلك فخور بإنجازاتنا غير العادية، بالرجال والنساء الذين ينجحون، على رغم التمييز والحرمان، وعلى رغم وجود رئيس حكومة يحرض ضدهم في شكل مستمر. استطاعوا الوصول إلى إنجازات رائعة». وتابع «فوجئت عند سماعك تقول بأنك تفتخر بالكتاب والشعراء الذين تمنعوننا من دراستهم في المدارس، وحتى أنك تفتخر بالنواب العرب، النواب ذاتهم الذين اتهمتهم بأنهم يسيرون مع أعلام داعش، وفقط قبل أسبوع سننت قانوناً خاصاً بنا، بحيث حتى إن لم نخالف أي قانون، يستطيع النواب طردنا من الكنيست». وزاد «لا نريد أن نكون مواطنين درجة ثانية في دولة عنصرية ومحتلّة. نحن أبناء الوطن، ونحن بالمجمل نريد العيش في دولة ديموقراطية ومتساوية، تعترف بالحقوق المدنية والقومية لمواطنيها. دولة نكون فيها مواطنين متساوين ونحيا باحترام وبشراكة مع المواطنين اليهود». وذكر أحد الناشطين العرب أن «هذا الغزل المباغت لنتانياهو ليس موجهاً لنا بقدر ما هو موجه لأطراف خارجية ودولية أو لأسباب أخرى ستتكشف لاحقاً»، مشيراً إلى أن «نتانياهو يطالب بدمج العرب في سوق العمل وكأنه مراقب من الأمم المتحدة»، لافتاً إلى أن «نتانياهو هو المسؤول عن القوانين العنصرية وسياسات التمييز العنصري تجاه جماهير الداخل. وهو الذي يدفع باتجاه هدم المنازل، ويمنع دمج العرب في القطاع العام، بسبب عدم تخصيص الميزانيات وإزالة العقبات». وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي دعا في كلمة ألقاها نيابةً عن الرئيس محمود عباس الاثنين خلال القمة العربية في نواكشوط الجامعة العربية إلى دعم مسعى الفلسطينيين في رفع قضية ضد بريطانيا لإصدارها وعد بلفور في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) 1917 حول إقامة «وطن قومي لليهود» في فلسطين، مشيراً إلى أنه «بناءً على هذا الوعد المشؤوم، «وعد من لا يملك، لمن لا يستحق، تم نقل مئات الآلاف من اليهود من أوروبا وغيرها إلى فلسطين، على حساب أبناء شعبنا». وأكد المالكي «نعمل من أجل فتح ملفات الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبت بحق شعبنا منذ نهاية الانتداب البريطاني ومروراً بالمجازر التي نفذتها عام 1948 وما بعدها». وقد انضم الفلسطينيون إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أخيراً، وأعربوا عن رغبتهم بملاحقة إسرائيل بتهمة ارتكاب «جرائم حرب». ولم يوضح المالكي كيف أو أين سيتم تقديم الشكوى ضد بريطانيا. وكان وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور تعهد في رسالة وجهها إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء اليهود، بمنح وطن قومي لليهود في عام 1917. وقامت دولة إسرائيل عام 1948 إثر انتهاء الانتداب البريطاني في فلسطين.
مشاركة :